أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نعيم عبد مهلهل - التاريخ الوطني لشركة أحذية باتا...!














المزيد.....

التاريخ الوطني لشركة أحذية باتا...!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 2497 - 2008 / 12 / 16 - 08:01
المحور: كتابات ساخرة
    


دخلت شركة باتا للأحذية الى العراق مع مع بدايات الأنتداب البريطاني ، وهي شركة عالمية تمتاز منتجاتها بالجودة والمتانة حتى أن حذاء باتا صار مضرباً للأمثال وقد أقترن مع ( الكَرته ) التي تعطى مع كل حذاء لتسهيل عملية ارتداءه وذلك لقوة جلده ، وكانت اناقتنا لاتكتمل إلا مع حذاء باتا ، وكم كان يغرينا لمعان حذاء المعلم هو يروح ويجئ داخل الصف ، عندما كانت أناقة المعلم ضرورة قصوى ، وهي لاتكتمل إلا بثلاث أشياء ( قميص من شركة الفا ..وبنطلون من كاسكا ..وحذاء من باتا ) ، وهكذا دخلت شركة باتا تواريخنا وذكرياتها من أوسع الأبواب ، بعدما كانت واجهاتها الزجاجية الفخمة وأتكيت الأستقبال تغري المتأنقون .أما الفقراء فلم يكن لهم مع باتا ومنتجاتها حظ ومودة ،فقد كان الحذاء البلاستكي ( والنعال ) أبو الأصبع مهيمن على اقدامنا حتى في أيام ( الجِحيل ) وتعني الأيام الأكثر برودة. وكانت كل الشركات تعلن تنزيلاتها الموسمية إلا شركة باتا ،فقد كان لحذائها عنجهية ( ابو ناجي ) وهو مايطلق على المستعمر ، لأنها متأكدة من جودة بضاعتها وحاجة المتأنقين والبخلاء اليها لأن حذاءها ( يَكُدْ ) أي يعمر لسنوات. لهذا كان الصحفي العراقي الشهير ( حبزبوز) يقول ايام الملكية :مجلس النواب لايفتتح جلساته إلا على وقع احذية باتا. وأن تغير الأمر في عصر العولمة فصارت المؤتمرات الصحفية لاتنعقد إلا على وقع احذية باتا ، كما حدث في المؤتمر الأخير للرئيس بوش في زيارته الوداعية للعراق ..وياله من وداع وليته لم يتم ..!
ربما يتذكر الناس كيف كان حذاء باتا يملأ نشرات الأخبار في بعض المناسبات ، ودائما يرتبط بفضيحة وبقصة مدهشة ولكن ليس مثل قصة حذاء السندريلا ..لأن في حكاية السندريلا يرتبط الحذاء بقصة رومانسية وعشق مامثله عشق ..ولكن الأمر مختلف مع حذاء باتا ، فلقد كان خروتشوف الرئيس الروسي السابق يوصي دائماً على حذاء باتا ، وكانت قدماه فخمتان ولذلك كان قياسه ( 44 ) ، وكان يمزح دائماً أن هذا الحذاء المتين مثل السلاح الشخصي له فائدة كبيرة غير حماية الأقدام من الصقيع الروسي ، ولم يكن مستشاروه يتوقعون أن يستخدمه خروتشوف ليسكت فيه العالم كله يوم ضربه على منصة الامم المتحدة بعد أن شعر بأن ثمة ضوضاء في القاعة عندما كان يلقي خطابه في فورة الصراع الروسي الامريكي أيام أزمة الصواريخ التي نصبها الروس على الاراضي الكوبية بعد عملية خليج الخنازير ، وقد استخدم خروتشوف الحذاء لأنه لم يكن يمتلك مطرقة القضاة ليُسكت فيها الجالسين ، وهكذا دخلت باتا اوسع ابواب السياسة وصار بريقها يلمع مع بريق الحروب النووية ، ولم يكن العالم ينتظر حدثا مشابها فلقد تغيرت اشكال الاحتجاج والتهدئة ورد الفعل ، إذ حل البيض الفاسد والبطاطا والخضار محل حذاء باتا في محاولة البعض الاستنكار بوجه المسؤولين ،وكان جميع من يرمى بالبيض الفاسد من وزراء ورؤوساء ،لايفعلون شيئا سوى اخراج مناديلهم البيض ومسح بدلاتهم ويمر الامر بهدوء ، فالديمقراطية تبيح في فورتها مثل هكذا عنفوان .لكن مشهد حذاء باتا تكرر ثانية وبذات الصورة العاصفة التي فعلها المرحوم خروتشوف عندما رمى صحفي عراقي الرئيس بوش في مؤتمره الصحفي في العراق وقال له : خذ هذه هدية الوداع الأخير.
انا تابعت المؤتمر مباشرة من خلال احدى القنوات الاوربية ، وكان رد الرئيس الذي حاول جاهداً أن يخفي الحرج والغيظ عن تصرفاته خلال الاجوبة عندما قال: ربما يكون الأمر طبيعياً بالنسبة لهذا الصحفي ليعبر عما يعتقده وهذا هو ثمن الحرية الجديدة في العراق ، واعتقد ان الحذاء الذي رماه صوبي قياسه ( 10 ) .
المفارقة التاريخية بين الحادثين أن حذاء غروتشوف رقم 44 مشابه في الحجم الى قياس حذاء الصحفي العراقي( منتظر الزيدي ) رقم 10 .وما اكثر تشابه المفارقات التاريخية .
كلمة اخيرة بعد هذا الموجز القصير لتاريخ شركة احذية باتا .هي أنني اتوقع بعد هذا الحرج المفزع الذي اصاب الحكومة العراقية أنها في مؤتمراتها الصحفية القادمة سيجبرون الصحفيين لحضور المؤتمرات الصحفية بدون احذية ، أي في الدارجة العراقية ( بطَركْ الجواريب )!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتحاريُ الجَميلْ ..وجَنتهُ التي عَرضُها السَمواتُ والأرضْ ...
- طلبان كابول ، وشرطي من أهل السويج ...
- فلفل أحمر .. وكحل تحت عيون نادية لطفي ...
- خذ من عينيَّ قصيدتكَ .. وأشعلْ قمراً في البابِ الشرقي...
- كم كانت أحلامنا جميلة ..!
- أعلان ضد الأفلام الأباحية ( وهَتك الجسد )..!
- سعر برميل النفط في 1 شباط 2009
- البصرة .. الأقليم والبهارات وحسين عبد اللطيف..
- طارق بن زياد ، وصديقة الملاية...
- القاصة السورية ماجدولين الرفاعي ...نصوص لها طعم الورد
- مكائد النساء تبعثر خيالات الأمكنة ..(( قرية شوبنكن الألمانية ...
- أبي ولينين ويوم العطلة في الصين
- الحزب الشيوعي العراقي وأسطرة الفتوى ...
- كِشْ وبَره .. كش ملك .. كش العجوز..
- تراكمات الوجع الكبير
- المندائيون ومنظمة اليونسكو والدولة العراقية...
- جنود ميثولوجيا زقورة أور..
- عيون خضر ، فراشة حمراء ، وماعون صيني...
- بطيخ من المريخ ..مشمش من العواشك ...
- مدينة عفك ، لا تحب مدينة شيكاغو...


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نعيم عبد مهلهل - التاريخ الوطني لشركة أحذية باتا...!