أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - نعيم عبد مهلهل - الحزب الشيوعي العراقي وأسطرة الفتوى ...














المزيد.....

الحزب الشيوعي العراقي وأسطرة الفتوى ...


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 2480 - 2008 / 11 / 29 - 07:17
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


أستعادت ذاكرتي جملة أسطرتها ذاكرة الشعب وكنا نسمعها حتى عندما كنا صغارا ونحن نتطلع في وجوه العوائل التي كانت تزور أبناءها من الشيوعيين المعتقلين في سجن الخيالة قرب سوق الصفاة في مدينة الناصرية أثر الأحكام التي صدرت بعد 8 شباط 1963 ويسميها العراقيون أيام ( الحرس القومي ) ، حيث لايبعد بيتنا عن هذا السجن سوى مسافة 100 متر . وكانت هذه العبارة التي سُوقت على شكل فتوى بختم السيد محسن الحكيم ( رحمه الله ) قوله : الشيوعية كفر وألحاد. وقد حاول منافسي الشيوعية من قوميين وأسلاميين زرع هذه العبارة في ذاكرة الناس بشتى الوسائل في محاولة منهم لأظهار الجانب القدسي من الذات العراقية التي يحكم انتماءها الفطري بالمولاة الدينية ، وهو أمر جبلت عليه هذه الذات بفضل تعاقب عصور المظلومية والثورات والأقصاء منذ واقعة الطف وحتى الساعة ، وبالرغم من أن الشيوعية جاءت لتدافع عن هؤلاء المظلومين إلا أن فلسفتها ونظرتها المادية للوجود والكون والميتافيزيقيا حُصرَ في هذه الفتوى فقط ( الشيوعية كفر والألحاد ) ، وكل من يُحرج في نقاش مع شيوعي في مسألة وطنية او اجتماعية يلجأ الى هذه العبارة ليتخلص من الحرج ، ولكنها بمرور الزمن فقدت الكثير من تأثيرها مع ازدياد الوعي والثقافة عند عموم المواطنين من جانب ، ومن جانب آخر تحاشي المرجعيات لأظهار هذه العبارة وأحياءها أو صياغة فتوى مشابهة لعدم وجود ما يستوجب!.
أستعدت هذه العبارة وأنا اسمع جملة غريبة أطلقها السيد حميد مجيد موسى سكرتير الحزب الشيوعي العراقي في جلسة برلمانية تمت فيها قراءة النسخة الرسمية من المعاهدة الامنية بين الولايات المتحدة الأمريكية والعراق قوله : هذه الأتفاقية هي افضل السيئات ( انتهت جملة الأمين العام ).
وهذا يعني أن الحزب الشيوعي مرغم للقبول ( بالسيء الأفضل ) ، وهذا في الرؤية التاريخية للنضال الشيوعي على مستواه الأممي في أي حزب وتجربه لم يحصل ولن يرغم أي قيادي وكادر لينساق الى زاوية الحرج هذا ، وربما هذه العبارة اصابت الرفاق القدامى والجدد بالخيبة أن يخضع مناضل متمرس لعبارة تنم عن شيء من القبول والمهادنة وعدم وضوح الموقف وإن كان قبول المعاهدة يرتديها ، فهم في ظل ديمقراطية مكتسبة من كازولين الدبابات لن يكونوا مجبورين على أن يرفضوا أو يقبلوا ، وبأمكانهم وحماية لما يأتي في التاريخ القادم أن يعلنوا منشوراً أو بياناً ليوضحوا طبيعة الرفض أو القبول كما كان الحزب يفعلها طوال مسيرته منذ ايام الرفيق (فهد ) وحتى أفتتاحيات طريق الشعب في صدروها الجديد بعد الأحتلال. ولكن يبدو أن الأمر يخضع بالنسبة للسيد سكرتير الحزب الى اجواء الجلسة ومحاصرة ( المقعدين )الوحيدين للحزب في البرلمان بظلال هذه الأسطورة التي نهضت من جديد في شعارات بعض غوغاء الدشاديش الممزقة الذين احرقوا مقر الحزب في انتخابات الأصبع البنفسجي ، فالكراسي التي تستظل براية المرجع الحكيم ( رحمه الله ) تسيطر على روح المكان بنظرات اعضاءها او بتحالفاتهم وبأشياء اخرى ولهذا لم يبان الموقف الواضح في الرفض أو القبول وأرتدى هذه العبارة المرتعشة التي تقول ( أفضل السيئات ) .
انا فقط ابني تصوراً لموقف حزب لا انتمي اليه ولكني أشهد بنزاهة أعضاءه في ظل هذا المد والمساحات الشاسعة من السُحت والخراب عند الكثير من الذين يحملون شعار المواطنة والأسلمة ، إذ لم تتحدث هيئة النزاهة في يوم ما وعلى مدى التاريخ الوظيفي لشيوعي في الدولة العراقية منذ تأسيس الحزب في ثلاثينيات القرن الماضي أتهم بفسادٍ أداري أو اشترى فندقاً في دبي او ( سيتي مول في لندن ) . وحتى في اللجان البرلمانية فليس لهم سوى الواجهة الثقافية التي كلف فيها السيد مفيد الجزائري صاحب المقعد الثاني للحزب في البرلمان ، وهذه لم تفعل شيئاً مادامت الوزارة نفسها لم تقدم شيئاً في ظل هيمنة نفسَ المحاصصة وعدم اختصاص وزراءها واتهام احدهم بجريمة قتل نجلي النائب الآلوسي.
وهكذا تعود رائحة اسطرة الفتوى لتملأ انوف كراسي البرلمان بقصد أو بدون قصد وكأنها سلاح مخبا يظهر متى تأتي الحاجة اليه وقت احساس البعض بأن الرفاق في المشاركة السياسية ربما يسعون الى أكثر من مقعدين في البرلمان وهذا خط احمر.
وأعتقد أن تجاوز الخط الأحمر يكمنُ في الجلوس تحت قبعة القش التي كان يرتديها العظيم هوشي منه وهو يتناول حساء الأرز واللبن ورغيف الذرة ، ويتلوا على رفاقه الجملة الآتية : لكي تكون قوياً ،اطلق كلاماً قوياً...




#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كِشْ وبَره .. كش ملك .. كش العجوز..
- تراكمات الوجع الكبير
- المندائيون ومنظمة اليونسكو والدولة العراقية...
- جنود ميثولوجيا زقورة أور..
- عيون خضر ، فراشة حمراء ، وماعون صيني...
- بطيخ من المريخ ..مشمش من العواشك ...
- مدينة عفك ، لا تحب مدينة شيكاغو...
- مديح لزهور حسين ..عتب على البرلمان ...
- دموع التماسيح ودموع المطر ...
- كلام عن أنوثة المحظور..في وطن محتل
- مسيحيو سهل نينوى ...
- مارتن لوثر .. وعشائر بني ركاب ..
- الدجاج وبطون اهل النيجر والمشخاب ..!
- ساهر الناي وشارب الشاي وغولدا مائير ..
- صيف مدينة العمارة
- الموت في العراق هو ثمن الشجاعة
- نعوم جوميسكي ..والمستكي ...
- أفارقة البصرة ..وأغنيات الهله هولو ..
- اليوم العالمي لغسل اليدين بالماء والصابون ..
- أسد وعلى خده شامه ...


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - نعيم عبد مهلهل - الحزب الشيوعي العراقي وأسطرة الفتوى ...