أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نعيم عبد مهلهل - مسيحيو سهل نينوى ...














المزيد.....

مسيحيو سهل نينوى ...


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 2464 - 2008 / 11 / 13 - 10:13
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


المسيحيون من أهل سهل نينوى هم أصدقاء طفولة الأحلام الرومانية في رمش صوفيا لورين أيام كانت السينما ( أم 40 فلساً ) هي سيدة احلامنا المطلقة ، وأكثرهؤلاء كان لي معه مودة أرض شنعار ودعابات السيف لدى آشور ، والبعض قضى معي وطر مودة البرد في حرب الأعوام الثمان ، وعلى أختلاف مذاهبهم ، كاثوليك وبروتستانت ، آثوريين ، وأرمن ، وضاربي أرغن يوم الأحد الكنائسي يمتلكون حس المكان بأزل يثبت لك فيه وبالخرائط إن الكنائس النصرانية في النجف والحيرة قبل الأسلام كان بعدد نخيل المدينتين يوم كانت النجف قبل أن يهبها الله قدسية المكان عندما سجي فيها الجسد الطاهر للأمام الشهيد علي بن أبي طالب ( ع ) مكاناً للقاء حضارتي بصرى الشامية والمناذرة العراقية ، وكان التنصر عند قبائل العرب علامة لتوحيد فكرها وروحها ، وبعضها تهود وهم قلة ، لكن السواد الأعظم واغلبهم قبائل الجزيرة العربية قد أشركوا مع الخالق القدير آلهة يعبدونها ويضعون تماثيلها في واجهة الكعبة ومنهم الات وعزى وهبل وغيرهم ..
والمسيحيون ( وأقصد أصدقائي من مسيحي سهل نينوى ) يمتلكون ذاكرة تأريخية عجيبة إذ يسجلون مع تواريخ القرى والمدن أحداثاً هي ليست تهم بشيء لتراثهم عندما يعتنون بتراث الآخر الذي من غير ملتهم ، ولكنهم يقولون إن رعايا الله ليسوا المسيحيون فقط ، وكأنهم يأخذون من فطنة وحكمة ومبدأ الأب الانستاس الكرملي خطوطاً عريضةً لتعاملهم في طبيعة الأنتماء لوطن لم يلدوا بمكان غيره. وكان الكرملي يرد على قول احد تلامذته عن سبب هذا الغور بالتراث العربي واسرار لغته بدلاً من التوجه الى اللاتينية عندما كتب في مجلته الشهيرة ( لسان العرب ) : النبتة التي لاتبحث في جذورها وتصل الى مكمن الماء هي نبتة غير مثمرة .
أذن علينا أن نعترف ونعلم وفي المسار التأريخي إن العروبة أنتمت للمسيحية قبل ان تنتمي للأسلام لسبب إن الله سبحانه وتعالى بعث عيسى بن مريم قبل البعثة النبوية المحمدية ، وكذلك قبل السلام كانت منتمية الى الوثنية والجاهلية وعبادة الآلهة الحجر كما في الأصل العربي للأقوام الأكدية التي أسس لها سرجون الأكدي امبراطورية كبيرة أمتدت من بطائح الجنوب العراقي وحتى أعالي الفرات شمالاً ،ودلمون الخليج العربي جنوباً ، وكان الأكديون قد أخذوا من تراث من سبقهم من الأقوام وخاصة السومريون ، اخذوا عبادة الهتهم ، بالرغم من ان هذه الفترات التاريخية قد شهدت بعثات نبوية وتبشرية كما في بعثة نوح ( ع ) صاحب الطوفان ، وإبراهيم ( ع ) الذي ذكر في توراة إنه ولد في اور الكلدان ، وأيوب ولوط ، ويونس الذي بعث الى قرية نينوى التي أمتدت بها عصور التمدن والتحضر وعاشت عهوداً متباينة في الحكم والولاء والأنتماء ومنها اعتناق بعض قبائلها النصرانية بعد امتداد الديانة المسيحية من فلسطين الى ماجاورها من المستعمرات الرومانية بعد اعتناق احد اباطرة الروم الديانة المسيحية.
منذ تلك الأزمنة التي هي أقدم من دموع جداتنا ، عاش المسيحيون دفء وحنان وصدق المواطنة العراقية ، ومثل غيرهم من أقليات البلاد كانوا يميلون الى السلم والأنضباط والأتجاه الى تلبية المتطلب الحياتي في الوظيفة والعمل دون ان يكون لهم دورا كبيراً في الأحداث الساخنة التي عصفت بالدولة من خلال ظواهر التمرد والأنقلابات والفتن حتى الطائفية منها ، وكان يقع عليهم ذالك الجور كما حدث لهم في عهد الدولة العثمانية إلا إنهم يتجاوزون محنهم بصبر الكاهن في صومعته ويمضون مع الحياة من جديد وهم ليس مثل غيرهم إذ ينسون احقاد الماضي بسرعة ويتآلفون مع الجديد ويُذكرون الاخر : إنهم من قوم عيسى وعيسى إبن الله.
كان مسيحو سهل نينوى هم من عشت معهم سنين الجيش ، سنين مشاركة قدح الشاي ورغيف الخبز وشظية المدفع ووجدان الصداقة الدينية والدنيوية ، والغريب إنهم لايظهرون اي ميل او سمة في محاولة البحث عن انتماء من يعيشون معهم ، كانوا ينظرون الى انسانيتك وعراقيتك اولاً ،وحتى المشاغبين من الجنود الذين يحاولون في بعض الأحيان استفزازهم لايجدون من أبناء سهل نينوى سوى الأبتسامة ،حتى قال احد الجنود من ابناء العمارة :إن ابتسامة يوحنا دوائي . ويقصد أن يوحنا طباخ السرية كان يضع ابتسامة الأمل بين عينيه في أشد اللحظات حراجة وصعوبة ،وكنا نقول له :ألا تخشى الموت .؟
يرد يوحنا :وهل كان المسيح يخشاه عندما سمروا يديه بالمسامير على صليب الخشب ...؟
فتذكرت عبارة يسوع في لهجتها الآرامية والقائلة : أيلي ..أيلي ..لما شبقتني ..؟وترجمتها الى العربية هو : آلهي ..ألهي ..لماذا تركتني ...؟
ربما الآن مسيحو سهل نينوى يردوون ذات العبارة التي قالها يسوع قبل الآف السنين عندما يتعرضون الى حملات ابادة وتهجير ( يعرف ولا يعرف ) محركها والقائم بها .
وبالرغم من هذا ، هؤلاء البسطاء الطيبون من أبناء السهل الخصيب ، يدركون بعمق الأنتماء وفطرة التراب وشجرة الزيتون إن البيت لا يمكن أن يهد ويهاجر منه لمجرد رصاصة من ملثم او ورقة تهديد ، واذا لم يكن للدولة السلطة الحفاظ على وجودهم فثمة من يدرك من العراقيين من غير الدولة انهم يمتلكون الكثير فضائل وجود هذا الوطن وهذه الخارطة وهذا التاريخ . فقد عرفوا ازل الفرات ودجلة قبل ان يعرفه الكثير من مكونات البلاد .ولهذا من العار ان نجبر اهل البلاد على هجرها ، ومن العار ان نجعلهم يكررون عبارة يسوع : آلهي ..آلهي ..لماذا تركتني...؟



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مارتن لوثر .. وعشائر بني ركاب ..
- الدجاج وبطون اهل النيجر والمشخاب ..!
- ساهر الناي وشارب الشاي وغولدا مائير ..
- صيف مدينة العمارة
- الموت في العراق هو ثمن الشجاعة
- نعوم جوميسكي ..والمستكي ...
- أفارقة البصرة ..وأغنيات الهله هولو ..
- اليوم العالمي لغسل اليدين بالماء والصابون ..
- أسد وعلى خده شامه ...
- تفاحة الخد .. وشفاه البنت والولد..!
- القناة الفضائية للحزب الشيوعي العراقي..
- بعض غنوص يحيى المندائي ...
- 11 سبتمبر كما تخيلهُ جَدُنا جلجامش
- سيكولوجية رموش العيون
- الرؤيةُ فيما يَرى الرَغيف...
- قصائد ، للناس ، وخبز العباس . وخضر الياس
- عاشوراء.. القضية بين الرؤية وسرفة الدبابة
- رؤى عن الجمال وعطر البياض
- عكاز قاسم حداد
- الحسين ع - العراقي الأصيل الأصيل أبداً


المزيد.....




- سعيد يأمر باتخاذ إجراءات فورية إثر واقعة حجب العلم التونسي
- بايدن يخطئ مجددا و-يعين- كيم جونغ أون رئيساً لكوريا الجنوبية ...
- شاهد.. تايوان تطلق صواريخ أمريكية خلال التدريب على المقاتلات ...
- عشرات الجرحى جراء اصطدام قطارين في بوينس آيرس
- في أقل من 24 ساعة..-حزب الله- ينفذ 7 عمليات ضد إسرائيل مستخد ...
- مرجعيات دينية تتحرك قضائيا ضد كوميدية لبنانية بعد نشر مقطع ف ...
- شاهد.. سرايا القدس تستهدف الآليات الإسرائيلية المتوغلة شرق ر ...
- شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لبلدة بشرق خان يونس
- واشنطن: -من المعقول- أن إسرائيل استخدمت أسلحة أميركية بطرق - ...
- الإمارات تستنكر تصريحات نتانياهو بشأن -مشاركتها- في إدارة مد ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نعيم عبد مهلهل - مسيحيو سهل نينوى ...