أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - نعيم عبد مهلهل - بطيخ من المريخ ..مشمش من العواشك ...














المزيد.....

بطيخ من المريخ ..مشمش من العواشك ...


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 2473 - 2008 / 11 / 22 - 09:35
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


العواشك قرية من قرى ناحية ابي صيدا في لواء بعقوبة ..والمريخ من الكواكب الشمسية التي ينتابه شك وجود الحياة عليه ، حتى صار المثل عندما ينكر أحدنا حدوث شيء ويستغربه .. قيل له : إذن من أين أتى ..من المريخ ..؟
ويتذكر العالم أحدى دعبات عالم من علماء وكالة الفضاء الأمريكية ناسا عندما فكروا بالذهاب الى المريخ لملاقاة اخواننا هناك : إن الأنسان أول شيء سيفكر فيه هناك هو زراعته نبات البطيخ ..وكأنه يعلم كما في قناعة المثل المتداول ( حط في بطنك بطيخة صيفي ) لأنه لن تكون حياة هناك ، فالأرض التي زرع في طينها ذرية آدم البطيخ والمشمش والمانجا والألغام المضادة للدبابات هي وحدها من تصلح عيشا لهذا الكائن الطيب والمغامر واللص والفيلسوف الذي يسمى الأنسان ..
وهكذا صار بطيخ المريخ ليس سوى موضوعة في حكايات الخيال العلمي وأفلام حرب النجوم والرسوم المتحركة ، وقد أضيف اليه اليوم قول يقول : الأمريكان لن يغادروا العراق إلا عندما ينبت البطيخ في المريخ ..وهو حتماً لن ينبت.. لأنه لن يثمر لسواد عيون ناسا ورغبتها ما دامت مشيئة الله قدرت للأرض فقط كي تكون وطنا للبشر ، مثلما قدر الله للعراقيين ليكون العراق وطناً لهم وليس للأمريكان.
أيام العسكرية كان لي رفيق من أهل قرية العواشك ..يدعى حسن عطية ، كان طيباً وشهماً وعاطفته الفلاحية لاتدعه يترك اجازة واحدة إلا وسلال المشمش تأتي محملة معه.ولهذا كان حسن يكره هذه المفردة التي تقال على الوعود الغير منفذه ( بالمشمش ) ، لأنه يقول : ما دمت أفي بوعدي في كل مرة وأجيء بسلال المشمش فلماذا تجعلوه أمثولة للوعود الكاذبة.
بين بطيخ المريخ ومشمش قرية العواشك يمكنني ان أضع كامل بدن الأتفاقية العراقية الأمريكية ، ولأنني مثل باقي 25 مليون عراقي لااعرف بنداً واحداً من بنودها سوى ما يتسرب عن لسان السيد زيباري وزير خارجيتنا الموقر ، اخشى ان نصبح في مصيرنا القادم مثل بطيخ المريخ ...ونظل ننام ونصحو وكازولين المدرعة الهمر يملأ انوفنا ونحن نستيقظ صباحا من نوم السطوح ذاهبين الى باب الله وليس الى باب المنطقة الخضراء ، نلتقط الرزق والأخبار عن وضع الماء والكهرباء والراتب والبطاطا ، فهذا حال شعب يعيش بين هكذا مفردات ، فيما الياباني يعيش بين تطوير عقله ومقود السيارة التيوتا وسياحة الى هاواي .
سياحتنا نحن في نشرات الأخبار والمواعظ الأسطورية التي تقول في نهاية الأمر سيخرجون ( ضع في بطنك بطيخة صيفي ) ..
ولأنني أكثر الناس املاً بأنهم سيخرجون بأتفاق أو برمانة يدوية أضع مع البطيخة حبة مشمش ، ليس نكاية بتلك الأيام الحلوة التي قضيتها مع حسن ابن قرية العواشك بل لأشاركه حزن ما يحصل في بعقوبة اليوم فكل شيء يتفجر فيها حتى النساء ، وعندما يصل الأمر بواحدة تتمنطق بحزام ناسف وتفجر نفسها في سوق شعبي فهذا يعني إن ذاكرتنا أقتربت من الأنتحار الجماعي ..وهذا يعني إننا سنظل الوحيدين في الأرض من يؤمن مثل ناسا : ان زراعة البطيخ على المريخ ممكنة.

13/11/2008



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدينة عفك ، لا تحب مدينة شيكاغو...
- مديح لزهور حسين ..عتب على البرلمان ...
- دموع التماسيح ودموع المطر ...
- كلام عن أنوثة المحظور..في وطن محتل
- مسيحيو سهل نينوى ...
- مارتن لوثر .. وعشائر بني ركاب ..
- الدجاج وبطون اهل النيجر والمشخاب ..!
- ساهر الناي وشارب الشاي وغولدا مائير ..
- صيف مدينة العمارة
- الموت في العراق هو ثمن الشجاعة
- نعوم جوميسكي ..والمستكي ...
- أفارقة البصرة ..وأغنيات الهله هولو ..
- اليوم العالمي لغسل اليدين بالماء والصابون ..
- أسد وعلى خده شامه ...
- تفاحة الخد .. وشفاه البنت والولد..!
- القناة الفضائية للحزب الشيوعي العراقي..
- بعض غنوص يحيى المندائي ...
- 11 سبتمبر كما تخيلهُ جَدُنا جلجامش
- سيكولوجية رموش العيون
- الرؤيةُ فيما يَرى الرَغيف...


المزيد.....




- طبيب أمريكي كان في غزة 6 مرات يوجه رسالة مؤثرة عند سؤاله عما ...
- -تصعيد خطير ضد مؤسسات الدولة-.. الرئاسة السورية تدين الهجوم ...
- رأي.. عمر حرقوص يكتب: سوريا بين الساحل العلوي والهجمات ضد ال ...
- بوتين يؤكد عدم حاجته إلى منبه للاستيقاظ في الصباح
- القوات الروسية تدمر 10 زوارق مسيرة أوكرانية في مياه البحر ال ...
- علماء روس يرصدون تفكك المذنب -إيستر-
- خبير لا يستبعد مشاركة عسكريين من كوريا الشمالية في معارك دون ...
- تايلاند تطلب دعم روسيا للحصول على العضوية الكاملة في مجموعة ...
- الحوثيون: العملية العسكرية في حيفا نفذت بصاروخ باليستي فرط ص ...
- زعيم فيتنام ينطلق في زيارة لروسيا وبيلاروس وكازاخستان وأذربي ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - نعيم عبد مهلهل - بطيخ من المريخ ..مشمش من العواشك ...