أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - الانتحاريُ الجَميلْ ..وجَنتهُ التي عَرضُها السَمواتُ والأرضْ ..














المزيد.....

الانتحاريُ الجَميلْ ..وجَنتهُ التي عَرضُها السَمواتُ والأرضْ ..


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 2496 - 2008 / 12 / 15 - 08:00
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


المسيح .ع . صرخ في البرية الفسيحة وقال : ( الأنسان بناء الله ..ملعونٌ من هدمه ) ، مستنكراً لغة القتل والأغتيال والتصفية بنداء ظل على مدى أثير الزمن شاهد على رغبة القديسين والانبياء والفلاسفة في أشاعة مفردة السلام كرابط يجمع شتات الحضارة الانسانية ويقودها الى بناء الخلية الأجتماعية المتجانسة والتي صورها أفلاطون في جمهورته وكأنها حياة خالية من كل مظاهر التمرد والفقر ، وبالضبط هي جمهورية للسمو والأفعال الرفيعة التي تكاد أن تكون جنة أرضية حيث لانحتاج فيها الى بوليس وعسس ورؤساء جمهوريات يوعدوننا في حملاتهم الأنتخابية بما لذ وطاب ، من ( معلاك ) الخروف الى كافيار سمك القرش مع عصير البرتقال ، ثم يتبخر الوعد بعد القسم الرئاسي.
وهكذا ولدت المظلومية ، وولدت الثورات وردود الأفعال ، والجميع في النهاية أحس بأن جمهورية افلاطون ( الجنة على الأرض ) ليست سوى أوهام المتمني فقط ، فلقد أثبتت حرب طروادة وماجرى بين أباطرة روما وآكاسرة الفرس إن صناعة وحدة مجتمعية متآلفة في هذا العالم أنما هي سلب لخصوصية الحضارات وتلويناتها ، وعلى الحضارة أن تتحد داخل محيطها قبل أن تنظر لوحدتها مع الحضارات الاخرى ، لهذا لايحب الغزاة افلاطون ، ولايضعون كتبه على رفوف مكتباتهم بقدر محبتهم وعشقهم لأقتناء كتاب مكيافيلي المسمى ( الأمير ).
اوصلتنا تلك المظلومية وردود الأفعال الى اشكال متنوعة من المقاومة ، وبينها المقاوم الشريف ، والآخر المقاوم السلبي ( الجاهل ) ، وهذا النوع من المقاومة يكون مرهوناً بالتخيل الغيبي والتصور المسبق وعدم قراءة القرار من أوجه عدة ،وأخيراً عدم الحساب لنهاية رد الفعل ، لهذا فهو لايبرر الوسيلة بالغاية فقط بل يفرط في تبريرها من خلال الايغال في الأذى والتنويع في تطبيق المبدأ بأي طريقة وفعل ، ومنها ما بدى نشازاً تماماً على مخيلة القتل عندما تشاع ثقافة تفجير الجسد وسط حشد من الناس أو قطع الرؤوس أو تفخيخ النعوش والحيوانات أو المجانين أو القاصرين أو النساء الأميات.
ويبدو أن هكذا رد فعل جميل قد عاش عصره الذهبي وانفلاته من خلال حدث واحد لاغير، وبالتالي تطور هذا الحدث ليتحول من تفجير برجين الى أحتلال بلدين ، فبعد حادثة منهاتن في 11سبتمبر 2001.تحركت جحافل الثأر لتغزو افغانستان ثم العراق ، ثم بدأت أنواع جديدة من حرب معلنة بين القاعدة التي تمثل خط الصد الأول لما تعتقدهُ الهيمنة والأستكبار الغربي وبين الولايات المتحدة والتي تعتقد أنها الحامي الوحيد للنظام العالمي الجديد والديمقراطية وحضارة العولمة التي بان من رؤاها إنها أمركتٌ للشعوب على طريقة : ( تناول الماكدونالد تصبح سميناً ومعافى.).....!
القاعدة رفضت تناول هذه الشطيرة لأنها تعتقد أن لحمها لحم خنزير حَرمهُ الدين وأن دعوات الرئيس بوش التي أتت مع فلسفة الصقور واليمين المحافظ في امريكا هي بمثابة حرب صليبية اخرى.
وهكذا ولدت صور المقاومة المشوهة وأختلط الحابل في النابل ، ورأينا كيف صارت الخارطة العراقية مسلخاً يومياً للقتل بشتى أنواعه ، قتلٌ راح فيه من المدنيين الضحايا والابرياء أكثر مما فقد المحتل بآلاف المرات ، وهذا القتل انشطر الى رد فعل جديد قاد الى حرب الطوائف والميليشات التي هي ايضاً تعملت من القاعدة خطوات ذلك الموت القذر والغريب ، وإلا لم نتصور في يوم ما أن يُقدمَ عراقي على التعامل مع جسد الضحية بهذا الشكل ..ثقب جمجمتها بمثقب كهربائي ، او ذلك التمثيل الوحشي بالمغدورين قبل قتلتهم ورميهم على سداد دجلة الترابية في أطراف بغداد.ففي الحكم الملكي مثلاً كان المعتقلون في غرف التحقيق يرون من الفلقة أقسى انواع التعذيب ، بالرغم من انها تكاد ان تكون واحدة من العقوبات المدرسية التي كنا نتلقاها من معلم الرياضيات عندما نخفق في حفظ جدول الضرب..!
انها صورة جديدة من اسلمة الدين بطريقة تعبر عن رؤية طلبان في تنفيذها للشريعة وهذا بقدر ما هو مخالف الى منطق الدين في رسالته الحقيقية ، ايضاً هو مخالف لرؤية جميع مذاهب الأسلام في فهم الشريعة وتطبيقها بين عباد الله .وعليه فأن الدفاع عن كرامة وطن وصَون الدين بهكذا طريقة ومنطق أنما هو دفاع عن نوازع الشيطان نفسه ، وإلا مالفائدة الجهادية في ذلك وأي جنة ستُكسبْ عندما يدخل بشر ما يتمنطق حزاماً ناسفاً في مطعم مدني في مدينة كركوك ويفجرهُ بمن فيه ، وهم في حرمة تناول الزاد الذي يستحسن أن لايلقي فيه حتى سلام الله وانت تتناوله فنقول : الزاد ماعليه سلام .
لقد كانوا يتناولون خبزاً وكباباً ولم يكونوا على ظهر دبابة امريكية ، وحتى وأن كان بين المئة الضحايا مسؤولاً واحداً يراد تصفيته ، لماذا يؤخذ التسعة والتسعين بجريرة الواحد ...؟!
انها اشكالية ليس من الصعب تفسيرها بل هي نتاج أنحراف الرؤية التاريخية في تفسير المواقف والمبادئ والقيم . وحتماً هذا الذي يفجر نفسه بين حشد من الابرياء والأسر التي أرادت من عيد الله فضاء لنزهتها بعد أيام عصيبة من الدمار ونقص الخدمات وتلاسن التحاصص ، أن يكون لقاء للألفة والراحة ، هذا الانتحاري لن يصل الجنة ولن يصل اليها حتى لو صعد السماء بألف مركبة فضاء والف سلم والف عكازة...!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طلبان كابول ، وشرطي من أهل السويج ...
- فلفل أحمر .. وكحل تحت عيون نادية لطفي ...
- خذ من عينيَّ قصيدتكَ .. وأشعلْ قمراً في البابِ الشرقي...
- كم كانت أحلامنا جميلة ..!
- أعلان ضد الأفلام الأباحية ( وهَتك الجسد )..!
- سعر برميل النفط في 1 شباط 2009
- البصرة .. الأقليم والبهارات وحسين عبد اللطيف..
- طارق بن زياد ، وصديقة الملاية...
- القاصة السورية ماجدولين الرفاعي ...نصوص لها طعم الورد
- مكائد النساء تبعثر خيالات الأمكنة ..(( قرية شوبنكن الألمانية ...
- أبي ولينين ويوم العطلة في الصين
- الحزب الشيوعي العراقي وأسطرة الفتوى ...
- كِشْ وبَره .. كش ملك .. كش العجوز..
- تراكمات الوجع الكبير
- المندائيون ومنظمة اليونسكو والدولة العراقية...
- جنود ميثولوجيا زقورة أور..
- عيون خضر ، فراشة حمراء ، وماعون صيني...
- بطيخ من المريخ ..مشمش من العواشك ...
- مدينة عفك ، لا تحب مدينة شيكاغو...
- مديح لزهور حسين ..عتب على البرلمان ...


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إلى غزة بعد وصولها م ...
- -نيويورك تايمز-: إسرائيل أغضبت الولايات المتحدة لعدم تحذيرها ...
- عبد اللهيان يكشف تفاصيل المراسلات بين طهران وواشنطن قبل وبعد ...
- زلزال قوي يضرب غرب اليابان وهيئة التنظيم النووي تصدر بيانا
- -مشاورات إضافية لكن النتيجة محسومة-.. مجلس الأمن يبحث اليوم ...
- بعد رد طهران على تل أبيب.. الاتحاد الأوروبي يقرر فرض عقوبات ...
- تصويت مجلس الأمن على عضوية فلسطين قد يتأجل للجمعة
- صور.. ثوران بركاني في إندونيسيا يطلق الحمم والرماد للغلاف ال ...
- مشروع قانون دعم إسرائيل وأوكرانيا أمام مجلس النواب الأميركي ...
- بسبب إيران.. أميركا تسعى لاستخدام منظومة ليزر مضادة للدرون


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - الانتحاريُ الجَميلْ ..وجَنتهُ التي عَرضُها السَمواتُ والأرضْ ..