أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - فلفل أحمر .. وكحل تحت عيون نادية لطفي ...














المزيد.....

فلفل أحمر .. وكحل تحت عيون نادية لطفي ...


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 2495 - 2008 / 12 / 14 - 10:09
المحور: الادب والفن
    


ليس من السهولة أن ينسى جيل السبيعنيات عندما كانو فتياناً تستنهضهم قبعات جيفارا ولحايا ( ماركس وأنجلز ولينين وهوشي منه وكاسترو ) واغلفة مجلات الشبكة والموعد وآخر ساعة والكواكب أن ينسوا بسهولة عدد القبلات التي طبعها فم المطرب الخالد عبد الحليم حافظ على الفم الشهي للممثلة الرائعة نادية لطفي . وكثيرا منهم من اخطأ في العد ولكنها تجاوزت اكثر من خمسين قبلة ، وكانت وقتها كافية لأشعال ثورة من الذكورة في وجه ( الميني جوب ) ، الذي كان سائداً وقتها ، ولحلت فينا كارثة اجتماعية لم يهدأها سوى ما سمنياه نصرا في حرب اكتوبر عام 73. وبعضهم قال أن اعلان الجبهة الوطنية التقدمية وتأميم النفط قد خفف من هذه الغلواء ودفعنا لنبتعد عن شهوة النار في فم نادية لطفي الى الافلام اليسارية مثل ساكو فانزيتي .والحرية هذه الكلمة الجميلة ، وجميلة لجنكيزايتماتوف ، وثورة سابتو ، وسبارتكوس ، وأفلام اخرى خففت من جحيم أن ترى الرمل سريراً للمثلة المصرية وهي في لباس البحر وتمارس يوغا التقبيل على النغم الخالد لأغنية عبد الحليم ( اما رمنا الهوى والعشرة ..والي شبكنا خلصنا )..واذا كان صوت حليم واغراء جسد القبطية نادية لطفي هو من كان يخلصنا من ضائقة الروح والجسد والحاجة ، فمن يخلصنا اليوم بعد ان أشتبك كل شيء وتهنا مابين ( حانه ومانه ) وصرنا كما ( السدانة في الماء ) دائخون بين سرفات الدبابات وابواق حروب المخافر وربايا الثلج وعولمة الدولمة وتذبذب الرواتب وفروقاتها ، فلم نعد نذكر من فيلم ابي فوق الشجرة أي لقطة ، وعبد الحليم صارت عظامه طحينا ونادية لطفي عجوزا رسمت عليها الشيخوخة تجاعيد الذكريات وفضلت أن لاتري كاميرات التصوير وجهها الذابل.
وبالرغم من هذا انا من القلة الذين يتذكرون تلك اللقطات وذلك الفلفل الاحمر الذي صبغت فيه نادية لطفي شفتيها وصار يحرقنا كما حرق سجائر التعذيب في زنازين التحقيق أو ونحن نتلوى على مصاطب الخشب في السينمات الصيفية ، فيما كحل عينيها يذكرك بالسواد الذي سبا العباد واعلن الحروب وصار دشاديشاً على اجساد عوائل الضحايا الذين غص فيهم التابوت التاريخي الملفوف بعلم العراق منذ زمن السلالات السومرية وحتى زمن كوندليزا رايس.
بين زمن نادية لطفي ، وزمن الفلفل الذي يكوينا بألف محنة ،مابين مهجر وقطع مبرمج ، نعيش حياتنا ، حياة لاتخلو من الأمل والتفائل والخيال ،ليس لأن هذه المنعشات بضاعة الفقير كما يقولون ،بل لأن الله خلق في البشر الأمل قبل أي هاجس فقط لأجل ان ينظر الى الأمام ، وما أضيق العيش لولا فسحة الأمل ..هكذا كان يقول الشاعر ..وفي صبانا كنا نقول ..ما اتعس الحياة لولا شفتي نادية لطفي ..!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خذ من عينيَّ قصيدتكَ .. وأشعلْ قمراً في البابِ الشرقي...
- كم كانت أحلامنا جميلة ..!
- أعلان ضد الأفلام الأباحية ( وهَتك الجسد )..!
- سعر برميل النفط في 1 شباط 2009
- البصرة .. الأقليم والبهارات وحسين عبد اللطيف..
- طارق بن زياد ، وصديقة الملاية...
- القاصة السورية ماجدولين الرفاعي ...نصوص لها طعم الورد
- مكائد النساء تبعثر خيالات الأمكنة ..(( قرية شوبنكن الألمانية ...
- أبي ولينين ويوم العطلة في الصين
- الحزب الشيوعي العراقي وأسطرة الفتوى ...
- كِشْ وبَره .. كش ملك .. كش العجوز..
- تراكمات الوجع الكبير
- المندائيون ومنظمة اليونسكو والدولة العراقية...
- جنود ميثولوجيا زقورة أور..
- عيون خضر ، فراشة حمراء ، وماعون صيني...
- بطيخ من المريخ ..مشمش من العواشك ...
- مدينة عفك ، لا تحب مدينة شيكاغو...
- مديح لزهور حسين ..عتب على البرلمان ...
- دموع التماسيح ودموع المطر ...
- كلام عن أنوثة المحظور..في وطن محتل


المزيد.....




- كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن ...
- ما مصير السجادة الحمراء بعد انتهاء مهرجان كان السينمائي؟
- وفاة الممثلة الإيطالية ليا ماساري عن 91 عاما
- البروفيسور عبد الغفور الهدوي: الاستشراق ينساب في صمت عبر الخ ...
- الموت يغيب الفنان المصري عماد محرم
- -محاذاة الغريم-... كتاب جديد في أدب الرحلات لعبد الرحمن الما ...
- -أصيلة 46- في دورة صيفية مخصصة للجداريات والورشات التكوينية ...
- -نَفَسُ الله-.. هشاشة الذات بين غواية النسيان واحتراق الذاكر ...
- جبل كورك في كردستان العراق.. من خطر الألغام إلى رفاهية المنت ...
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - فلفل أحمر .. وكحل تحت عيون نادية لطفي ...