أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نعيم عبد مهلهل - طلبان كابول ، وشرطي من أهل السويج ...














المزيد.....

طلبان كابول ، وشرطي من أهل السويج ...


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 2494 - 2008 / 12 / 13 - 07:35
المحور: كتابات ساخرة
    


ربما فقط أهل المدن التي تقع على ضفاف نهر الغراف الممتد من دجلة ، جهة أرض الكوت وحتى تلاشيه في حوض الأهوار بعد أن يتجاوز ناحية الأصلاح ويصب في هور الفهود.وهذه المدن جميعها حملت أسم السويج ، مثل سويج غازية وسويج شجر وغيرها ، وهي مدن انجبت العباقرة والادباء والفنانين والساسة الكبار ، ومنها ناحية النصر الذي كان اسمها سويج غازية وانجبت منها السياسي البارع عبد المهدي المنتفجي والد السيد عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية الحالي وكان يطلق عليه أيام الحكم الملكي لقب ( النائب العطشان ) لكثرة ما كان يطالب بشق نهر يصل دجلة بالمدن الواقعة جنوب الكوت ومرورا من مدينة الحي ، والى حين تحقق هذا الحلم كان المنتفجي اكثر الناس سعادة ، وفيها ولد الاديب والمفكر العراقي المرحوم الشهيد عزيز السيد جاسم الذي منح الثقافة العراقية الحديثة رؤى التنظير في جانبها السياسي اليساري وكان روائياً واديباً متميزاً ، وكذلك ولد فيها الفنان الملحن الفذ طالب القرغولي الذي حملت أوتار عوده صدى الاغنية السبعينية التي تكاد تكون الفترة الذهبية في الغناء العراقي التي انجبت فنانين كبار واصوات متميزة مثل حسين نعمة وفؤاد سالم وفاضل عواد وسعدون جابر وياس خضر ومائدة نزهت وغيرهم.وكذلك ولد فيها الناقد الكبير محسن الموسوي الذي ترك بصمة من الحداثة في الرؤية النقدية للموروث الادبي العراقي واهمه ما خبئته حكايات الف ليلة وليلة.
أخذنا فقط ( سويج غازية ) انموذجا لأبداع هذه المدن السحرية ،وإلا هناك العشرات من أنجبتهم مدن الغراف الأخرى كالشطرة وقلعة سكر والرفاعي والغراف والحي ، مدن أسكنت ثمالتها في كؤوس المياه العذبة التي يكرمها به دجلة الخير لتنجب احلامها من رحم البساتين وحقول القمح وأضواء النجوم الحالكة اللمعان كما عطر فناجين قهوة مضائفها الفارهة.
أما من أتى بطلبان كابول للسويج ففي ذلك قصة ، وليست من الخيال ،لأن الخيال نفسه في هذا العالم هو ضربٌ من الخيال ما دام في عصر الحاسوب والهاتف ( الدبدوب ) كل شيء جائز ، بعد أن عرفنا أن أغلب اسماء سفن صيد الاسماك اليمنية في المحيط الهندي تدعى ( فلوجه ) فلا عجب أن ترى واحد من طلبان او جيش ابو سياف الفلبيني يملأ سيارته المفخخة بالبنزين من محطة تعبئة وقود السويج وهو ذاهب في مهمة ألهية الى نقطة حددت اليه في الخارطة ليفجرها ( والسلام عليكم ) لتكون الجنة مثواه ، وللفقراء المساكين مجالس العزاء وانتظار التعويض والحظ العاثر.
القصة بدأت عندما كنا في الطريق الرابط بين الناصرية والكوت قادمين من بغداد في سيارة اجرة وعند واحدة من سيطرات الشرطة في مدخل ناحية النصر ( سويج غازية ) اخبرنا الشرطي بضرورة توخي الحذر لأن طلبان كانوا في المدينة قبل ساعة.
دب فينا الفزع ،وانا أخذت الأمر على شكل مزحة فمن يأتي بقندهار وكابول الى السويج ،ولأنني مع بساطة الشرطي وريفيته سألته :وكيف عرفتم ..؟
قال :لاتملك الحق بالسؤال هل ليس شغلك . ثم طلب هويتي ..فاعطيته هوية أتحاد الأدباء..تمعن بها كثيرا ..وسألني السؤال الساذج :هل انت كاتب عرائض ..؟
قلت :نعم ..قال : المهم احذروا لأنهم أتجهوا صوب الناصرية ..وعرفنا بعد ذلك ..منهم أن السيارة التي تحمل من افترض انهم من طلبان قد اخبر عنهم عامل محطة الوقود بعد أن استغرب من لهجتهم ولغتهم وأشكالهم وقال أن بعض من كان جالس في الخلف يرتدي تحت دشادشته شروالاً عريضاً.
ومضينا نكمل الطريق وفينا خوف من طلبان ، وطوال الطريق رحت اتخيل صورة السيارة وهي تنفجر وأي من الضحايا الأبرياء سيكون من أحبابها ، ومن يصعد للسماء مطمئنا ، جسد الضحية أم جسد الجلاد..؟
فحتما هؤلاء انتحاريون قال عنهم صحفي امريكي الف كتاباً عنهم في مطلع الألفية الثالثة ، وقت استيلائهم على الحكم في افغانستان :انهم تنظيم ديني عسكري شكل من طلبة المدارس الدينية في باكستان ،وشعار هذا التنظيم : الشريعة تقام بالسيف قبل الصلاة . ثم طوروه الى شعار بالدانميت قبل الوضوء.
من السويج وحتى الناصرية كان الفزع يدب في الذاكرة والخوف مما يجري ،لكن والحمد لله مر اسبوع والمدينة سالمة وآمنة ..ويبدو ان طلبان التي تزودت بالوقود من السويج لم يكونوا سوى تجاراً اكراداً ذهبوا الى قضاء صفوان لشراء السيارات المستوردة من الكويت ..



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلفل أحمر .. وكحل تحت عيون نادية لطفي ...
- خذ من عينيَّ قصيدتكَ .. وأشعلْ قمراً في البابِ الشرقي...
- كم كانت أحلامنا جميلة ..!
- أعلان ضد الأفلام الأباحية ( وهَتك الجسد )..!
- سعر برميل النفط في 1 شباط 2009
- البصرة .. الأقليم والبهارات وحسين عبد اللطيف..
- طارق بن زياد ، وصديقة الملاية...
- القاصة السورية ماجدولين الرفاعي ...نصوص لها طعم الورد
- مكائد النساء تبعثر خيالات الأمكنة ..(( قرية شوبنكن الألمانية ...
- أبي ولينين ويوم العطلة في الصين
- الحزب الشيوعي العراقي وأسطرة الفتوى ...
- كِشْ وبَره .. كش ملك .. كش العجوز..
- تراكمات الوجع الكبير
- المندائيون ومنظمة اليونسكو والدولة العراقية...
- جنود ميثولوجيا زقورة أور..
- عيون خضر ، فراشة حمراء ، وماعون صيني...
- بطيخ من المريخ ..مشمش من العواشك ...
- مدينة عفك ، لا تحب مدينة شيكاغو...
- مديح لزهور حسين ..عتب على البرلمان ...
- دموع التماسيح ودموع المطر ...


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نعيم عبد مهلهل - طلبان كابول ، وشرطي من أهل السويج ...