أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - ميثلوجيا العدس














المزيد.....

ميثلوجيا العدس


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 2499 - 2008 / 12 / 18 - 07:37
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أتذكر أمي متى أتذكر العراق ، وأتذكر العراق متى أتذكر أمي ، وفي هذه الثنائية التي تأخذ نصف يومي تقريباً أتذكر ذلك الذي يعيش برئتين ،رئة يخزن فيها معطف خوفه وواخرى يستعملها ليظهر للآخرين لحظة الشم أو الذهاب الى المقهى أو في دائرة الوظيفة او حضور مناسبة وطنية يضطر فيها ليبتسم امام المسؤول كما فرشاة الأسنان الجديدة.
ولأننا في عش المهجر وجميعنا نمتلك هاتين الرئتين ولكن ليس كما كنا نمتلكها عندما كان لنا وطناً نحتفي في صباحاته بتثائب طويل واصغاء ممتع لصوت الديك وحنان بلبل الأذاعة العراقية وهو يعلن ميلاد يوم جديد عبر حنجرة فيروز، فرئتينا في المهجر، واحدة نشم فيها هواء البلد الذي يأوينا ،وآخر نشم فيه هواء العراق البعيد ولكن عبر طريقة ( الشم من خلال الأماني )،وهذا الشم لايحتاج منك ان تمتدح أو تخزن خوفك وتساؤلك من غرابة ما يجري لبعض الممارسات التي قد تبتعد عن الحضارة ، وأنا من الذين يمارسون أمنية ( الشم ) عن بعد أي الشم بواسطة الريموت كنترول ، واكثر ما يحضرني مع هذا الشم البعيد هو رائحة العدس ، وأقصد العدس القديم ، عدس الستينيات والخمسينيات ، عدس الكيلو بعشرة فلوس وليس عدس ( ربع ) كيلو في بطاقة التموين ، فذلك العدس القديم الذي كان يغور بحنان مطابخ مواقد الخشب ( والمطال ) له نكهة أسطورية وسحرية تمنحك الحدس والنبؤة والذكاء واتمام فروض المدرسة دون الحاجة الى (سبلت تبريد ) وموسيقى هجع روتانا ،ولن تحتاج لترتدي وجهين مثل قناع زورو ، وجه تطالب فيه تأييد المختار والحزب والذاتية ،ووجه آخر تحت اللحاف تسب فيه المشمش والعنب وسيقان مادونا وعلبة عصير الراوخ.
يرتبط العدس بحياة الأنسان المعاصر مثل أرتباط الفلسفة بالعقل وبينهما رابطة قوية وأزلية الترابط هذا قائمة على إن أجمل الأفكار والرؤى يصنعها حساء العدس فهو منة العسس الى سجنائهم ،وفي العسكرية صباح دون عدس يعني عسكرية دون ضبط ، وربما الجندي الذي لايتناول الشوربة في الصباح تقل فرصه في كسب المعركة ولهذا كنت قرأت لواحد من أحد فلاسفة السرايا وقد كتب على جدران ملجئه الحجري في ربيئة من ربايا الشمال : لن استطيع أن أكتب خاطرة مودة الى حبيبتي إلا مع رائحة حساء العدس.
الأتراك يحبون العدس، عبد الله أوجلان يحبه أيضاً ،وكلا الفريقين يتسابق في أطعام مقاتليه العدس ليصيروا أكثر قوة وعزيمة وتكاد أن تسمى ، حرب الترك والبي ك ك ( حرب العدس )، وعندما يدخل الجنود الأتراك حدود العراق لمطرادة البي ك ك ، فيلاقيهم ( الماسطاو ) وهو اللبن بالكردية، فتصبح الحرب حرب العدس واللبن ، وبالرغم من ان اهل دهوك من ساكني القرى الحدودية لاناقة ولا جمل لهم في كل هذا إلا انهم يدخلون في حرب العدس رغماً عنهم ،فيكون الشعار المرفوع اليوم هناك (أكل عدس وأشرب لبن أربيل )تحصل على قصف يومي من طائرات اف 16.
إذن العدس لايرتبط بالفكر والفلسفة فقط بل يرتبط بالطائرات وحرب العصابات وأغنيات إبراهيم تاتلس.
هذا شيء من مفاخر العدس ، وهو يكاد ان يكون ملك البقوليات بدون منازع ، ولأجل هذا تكون التحية له واجبة فهو معبرنا الى الذكريات وانحاءة امهاتنا وهن يحضرن فطور رمضان ،وهو ايضا من كان في زمن الحصار يشكل مع الارز والسكر ثالوثاً مقدساً جعلنا نعيش مع امل ان نتجاوز المحن عن قريب ،ولكن لا كلما يتمنى المرء يدركه ..تجري الرياح بما لايشتهي العدسُ.

14 / 10 / 2008
زولنكن





#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التاريخ الوطني لشركة أحذية باتا...!
- الانتحاريُ الجَميلْ ..وجَنتهُ التي عَرضُها السَمواتُ والأرضْ ...
- طلبان كابول ، وشرطي من أهل السويج ...
- فلفل أحمر .. وكحل تحت عيون نادية لطفي ...
- خذ من عينيَّ قصيدتكَ .. وأشعلْ قمراً في البابِ الشرقي...
- كم كانت أحلامنا جميلة ..!
- أعلان ضد الأفلام الأباحية ( وهَتك الجسد )..!
- سعر برميل النفط في 1 شباط 2009
- البصرة .. الأقليم والبهارات وحسين عبد اللطيف..
- طارق بن زياد ، وصديقة الملاية...
- القاصة السورية ماجدولين الرفاعي ...نصوص لها طعم الورد
- مكائد النساء تبعثر خيالات الأمكنة ..(( قرية شوبنكن الألمانية ...
- أبي ولينين ويوم العطلة في الصين
- الحزب الشيوعي العراقي وأسطرة الفتوى ...
- كِشْ وبَره .. كش ملك .. كش العجوز..
- تراكمات الوجع الكبير
- المندائيون ومنظمة اليونسكو والدولة العراقية...
- جنود ميثولوجيا زقورة أور..
- عيون خضر ، فراشة حمراء ، وماعون صيني...
- بطيخ من المريخ ..مشمش من العواشك ...


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - ميثلوجيا العدس