من أمنيات الترميذا يوشع بن سهيل

نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 2502 - 2008 / 12 / 21 - 08:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

1
مندائيو الطبيعة لهم لغة واحدة في سبحانيات الخلق ..
لغة الماء وأشارات جنح الطير وضوء يأتي من السماء .
هو زيوا المبارك بتباشير التعاليم الأولى ..
لهذا يدرك الترميذا يوشع بن سهيل حقيقته الباقية من خلال رموش الماء وشفاه الآس ونبؤة أمنا الأرض :
لقد اعطيت آدم سريره الأول ..ولكم منحت صوت زغاريد تباشير دخلته الأولى على حواء...
لأجل هذا في دفتر العشق الصغير ليوشع ملاحظة صغيرة تقول : تمنى ولكن لاتسحق الورد بقدميك..!

2
المسيح المبارك مع رداءه الأبيض يصنع خريفاً ساحراً لحسناوات الألب ..
ويحيا بن زكريا بضوءه الأخضر في المحراب الأموي يصنع دموعا لمندائي جرمانة وكحلاء ميسان وصاغة سوق الذهب في لاهاي ..
عندما يفتش المستشرق عن وطن أزلي لشجرة السدر غير القرنة حتما سيجده في دمعة الترميذا..
هذا الطيب الذي سموه صديقا لبوذا والعباس بن علي..
فقط لأنه أبتسم وسكين القاعدة يمشي قي رقبته ..

3
لا يملك يوشع بيتا غير رصيفٍ على دجلة أو تحت ظل جسر مهدم في ضفاف الفرات ..
يتأمل ما يعانيه العابر والقادم ..
يسألونه عن برج للحظ أو وزنا لقيمة قرط عروس ريفية ..؟
يجيبهم وأمانيه معلقة كالثريا فوق حدائق صيف الجنوب ..
الرب سيجعلنا وردا ..
ومن لا يحب الورد لن يمنحه الوطن الشهادة المدرسية !

4
الترميذا طيب بالرغم من صلاته التأملية وادعيته المكتوبة بسريانية أقدم من ازمنة اختراع نعوش الشهداء..
هادئ في طبعه ..
وفي كلام البحث عن الضوء
يطلق مفردات العشق وارقام الأفلاك السبعة وشيئا من موسيقى غناء البط بأهوار مدن الشوق البصري..
هو لم يكتب الف ليلة وليلة ،ولكن الحرب والجنرالات وغباء الأفكار التالفة حولته الى سندباد ازرق ..
من روما الى سوق الشيوخ ..من مالمو الى قلعة صالح ..
من بغداد الى جنة عاد ..يوشع سيلقي خطاب السلام بقاعة العرش في بابل فلا تفوتكم هذه الفرصة ...

5
هو يتمنى وغيره يقتلُ العصافير ..هو يحب وغيره يشعل النار ..
هو يمضي بعيداً وغيره ينصب سيطرات الوهم ..
اقتلوهم رغم إنهم ذكروا في سور القرآن المكية ..
يوشع يبتسم ..وعلى بدن الشمس يرسم وشماً وصليباً وغلافاً لنهج البلاغة..

6
من أمنيات الترميذا الطيب ..امنية تبدو غريبة بعض الشيء ولكنه تمناها ..أن يصبح ملك العراق القادم مندائياً ..
لتصلي كل المذاهب بهدوء ..لكن امنية يوشع ليست في الدستور ..وعلى هذا يوشع يعتذر عن امنيته ويهدي وطنه قبلة الحبيب...

#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات