أنابَولس ..أنا بوليس العالم !؟

مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 2114 - 2007 / 11 / 29 - 11:49
المحور: كتابات ساخرة
    

أنا بوليس العالم .. أنا شرطي الكرة الأرضية أو شرطي الولايات المتحدة الأميركية ..
أنا بوليس العالم , من يتبعني فلا ينزل عن " الكرسي " أبداً ..!؟ بل يبقى ملتصقا به طول الحياة لا ينازعه صهر ولا أخ ولا صديق ولا جار ولا طامع بسلطة.... بل له وحده النعيم والخراج والرسوم والتهريب ..
من يتبعني أثبّت له الرئاسة وأمدد له لعقود وحقبات مزهرة بالدم والغم.. والسم .. والهم و " رياضة الدواليب " !!؟؟؟
الكرسي .. دوما وأبدا له ولا نضع رئيسا سواه , يستطيع أن يورثه لأبنائه وأبناء أبنائه .. فنحن ونظام الملوك أصدقاء .. وللوصاية .. والوراثة أوفياء ..!؟
إفرحوا .. وكلوا واشربوا في مرابعنا ..ومشاربنا وحدائقنا الغناء الوارفة بأنابيب البترول وأسعاره الذهبية ..!؟
نحن نرعاكم .. نجمعكم بمؤتمراتنا ,تحرسكم أساطيلنا .. وكل الهدايا لكم , و كل ساحات الجيران لكم .. والشركات والدولارات الهابطة من خزائننا المنتفخة نهباً وتجميعا ..
المهم فقط .. أن تحافظوا على – دولتنا إسرائيل - لا أحد " يزعَلها " أو يغضبها أو يضربها أو يعتدي عليها , ولو ضربتكم أو سرقت أرضكم أو اغتالتكم وشردتكم فكونوا هادئين والجار للجار " ..!؟ أليس كذلك في أمثالكم أيها العرب ..؟؟
باركوا لها كل ما سرقت واغتصبت ودمرت وهدمت وبنت من مستوطنات للسكن ( للمأوى ) أو جدار لمنع الحجارة أو الشمس أو الهواء أو أحد تلصص عليها وهي نائمة أو تتشمس عارية فهذا معيب في على الأخلاق العربية أليس كذلك يا أصدقائي ؟؟

أنا بوليس الحي والمدينة والقارة .. أنا مايسترو العالم أتكلم ..
أنا رئيس الأنظمة الديكتاتورية وخالقها أتكلم : أجمعكم متى أريد , وأفرَقكم متى أريد , أقسّمكم أجمعكم أطردكم من حديقتي البيضاء قليلا , ثم أناديكم حسب مهب الرياح والمستجدات والصفقات والمؤتمرات للتجميل والتهليل والتطبيل لنهاية عرش وبداية عرش اّخر فيجب أن يرافق هذا الحفل هرج ومرج وهرش وجرش ..
أنا الشرطي والبوليس الذي لا يؤمن إلا بالحرب والضرب والسلاح والقوة والتسلط واحتلال المغانم وإقامة القواعد وتخريب الأوابد ..
فأنتم قطيعي المطيع .. بعضكم أطعمه الكرسنَة , والبعض الحشيش العشب وبعضه الاّخر الشعير وأما إبن صديقنا القديم حافظ الأسد فنعطيه الخروف المسمَن ..
كما أقسّم تأكلوا .. كما أوزع تقبلوا .. خبزا سمَاً حنظلاً صبَاراً .. كعكاً .. سمكاً حسكاً ..
لا تنازل ولا هدايا ولا حقوق ولا خلعات " للعروس " ولا عرس يقام في فلسطين أو في القدس ولا طيور تغرد خارج السجون العربية ..؟؟
المنطقة في حداد .. والزيت مفقود .. كل أنواع الزيوت مصادر ة .. والطقس غير مشجع ولا ملائم لأننا قادمون على منخفض جوَي قوي أو إنهيارات وعواصف وفيضانات , والكل " حردانين " لا أحد يحاكي الثاني , الكل في خصام والكل يريد أن يكون هو الزعيم والرئيس .. ونسيوا أننا نحن من يضع ويتوج الرئيس ولا غيرنا فنحن بابا القرن الواحد والعشرين نحن من ينصَب الملك هل فهمتم يا أصدقائي ..؟
" كثرة الأيادي بتحرق الطبخة " .. دعونا نحن من يطبخ للشرق الأوسط كله " فنحن لدينا خبرة في مطابخكم القديمة والحديثة ..
إنه عصر التفكيك والتركيب والبحوث حول المفيد من الأطعمة والغذاء .. ولا تتكلموا عن المكونات .. والإضافات ... دعوها سرية .. فهذه من أسرار شيف الطبخ ..
فالطباخ الإنكليزي والفرنسي أعطيناهما إجازة .. نحن من يشرف على ولائم الأعراس والمصالحات قبل الأعراس وقبل أن نترك المنصة لغيرنا ..

تعال يا إبن الصديق القديم ( إبن حافظ الأسد ) .. تعال معنا سنعطيك " الخروف المسمَن " إكراماً لخدمتكم وطاعتكم وحبكم للجيرة الرضية الوفية للتعهدات مع قاعدتنا إسرائيل ....؟
لا سلام ولا كلام .. ولا التخبيص في الطعام .. " الطعام " .................. مرحلي .... وببطء ..

فرحين بمجيئكم جميعا .... . " سعداء بوجودكم كلكم كلكم كلكم . " ... المنتمون لمساحة الوطن العربي كله – من الماء إلى الماء
الأهزوجة قبل الأخيرة ...... أو قبل البدء بالطعام .. أي باركوا لنا كل ما سرقنا وضمينا وشردنا واحتلينا من مساحات .. الأهزوجة قبل الأخيرة ..
على المؤتمرات على المؤتمرات ".. يالله على المؤتمرات .. من ينضم للمؤتمرات ..؟ من يشتري مؤتمرات ؟
يا دول يادويلات : ( COME HIER ) يا دول يا كيانات ... سنجعل من كل حي وكل حارة وزقاق , دولة , و كل مدينة دولة مستقبلا إنشاء الله ..
على مراحل على مراحل ... على مداحل على مداحل .. وعلى المداخل سنقيم المطابخ .. من يأتي ويحضر المحافل لا ننزع منه الكرسي ..
صفقوا لنا عل ما قمنا به .. من جهود جبارة لكي نلمع الصورة والمنارة قبل المغادرة .. وترك الإدارة وخلع " السيدارة " ...!؟
صدرت في أنا بولس – التوقيع الإدارة .....
لاهاي -27 - 11

#مريم_نجمه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات