الاستراتيجية الأمريكية الصهيونية وخلق خرائط من الدم في الشرق الاوسط


خليل اندراوس
الحوار المتمدن - العدد: 7757 - 2023 / 10 / 7 - 07:54
المحور: الحركة العمالية والنقابية     


المُخططات الصهيونية الاستراتيجية في منطقة الشرق الاوسط، كان لها دور أساسي في دفع الولايات المتحدة لاحتلال العراق وتدمير قدراته البشرية والجغرافية والاستيلاء على نفط العراق. وان كل الأحداث التي جرت منذ عام 2011 يجب برأيي أن تُفهم وتُقرأ كخطة امريكية صهيونية تهدف الى تمزيق الشرق الاوسط الى دويلات خدمة لمصالح الامبريالية العالمية وربيبتها الصهيونية العالمية واسرائيل. لقد نشر مركز دراسات العولمة الأمريكي (علوبال ريسيرتش) وغيره من مراكز البحث وثيقة للصحفي الاسرائيلي عوديد يانون تحمل عنوان " الخُطة الصهيونية للشرق الأوسط في الثمانينات" والتي تستند الى رؤية مؤسس الحركة الصهيونية ثيودور هرتسل.

وعوديد ينون هذا، مستشار سابق لأرئيل شارون (الذي قام باحتلال جنوب لبنان، واحتلال أجزاء من العاصمة بيروت ودعم حزب الكتائب، المُتحالف مع اسرائيل قبل ذلك الوقت. وبرأي كاتب هذه السطور وأيضا الآن، ونذكر مذبحة صبرا وشاتيلا جرت بمعرفة وتحت مراقبة الجيش الاسرائيلي المُحتل في ذلك الوقت).

ينون هذا أيضا كان مسؤولا كبيرا وسابقا في وزارة الخارجية الاسرائيلية وصحفي في صحيفة جروزاليم بوست وهذه الخطة الصهيونية التي طرحها يُستشهد بها منذ ثمانينات القرن الماضي والآن لوصف المشاريع السياسية التي اعتمدتها الادارات الامريكية الصهيونية منذ أيام ريغان وبوش والآن بايدن حيث خُطط لأحداث سياسية كبيرة أرهابية متوحشة ضد الشعوب العربية من قبل الولايات المتحدة واسرائيل ويكفي ان نذكر احتلال جنوب لبنان في ثمانينات القرن الماضي والحرب الأهلية اللبنانية حيث دعمت اسرائيل والولايات المتحدة حزب الكتائب المُتعاون مع اسرائيل.

وهنا اريد أن أذكر ما قيل بأنه عند أنسحاب اسرائيل من لبنان من منطقة دير القمر في ثمانينات القرن الماضي، الكتائبي سمير جعجع أختبأ في سيارة للجيش الاسرائيلي بلباس امرأة حتى وصل الى بيروت ومن هناك هرب الى فرنسا، وبقي في فرنسا على مدى احد عشر عاما في المنفى، واليوم يقوم بدوره السياسي المُتعاون مع اسرائيل وفرنسا والولايات المتحدة لمنع انتخاب رئيس لبناني توافقي يساعد على حل العديد من الصراعات والخلافات الداخلية في لبنان.

وبعد ذلك نذكر أحداثا أخرى تخدم الاستراتيجية الامريكية الصهيونية التي تهدف الى خلق خرائط من الدم في الشرق الاوسط، منها غزو العراق عام 2003 والاطاحة بنظام صدام حسين، والمؤامرة على سوريا من خلال دعم الولايات المتحدة وأنظمة الاستبداد في الخليج العربي لا بل الامريكي واسرائيل لتنظيم داعش والمنظمات الارهابية الاخرى داخل سوريا والتي كانت تهدف الى تقسيم سوريا الى دويلات على أساس اثني ديني، دويلة كردية في شمال شرق العراق، دويلة علوية على الساحل السوري، دويلة سنية وسط سوريا، ودويلة درزية على الحدود مع اسرائيل خدمة لمصالح اسرائيل الاستراتيجية والأمنية.

وهنا لا بد وأن نذكر بأن خُطة عوديد ينون هذا قد تم تبنيها من قبل أعضاء معهد الاستراتيجيات الصهيونية في الادارات الامريكية المُتتالية منذ ثمانينات القرن الماضي واعتبرت هذه الخطة وسيلة لتعزيز هيمنة وسيطرة الولايات المتحدة واسرائيل على منطقة الشرق الاوسط. وكذلك تحقيق الحلم الصهيوني الديني المُتطرف بأقامة دولة اسرائيل الكبرى" من جدول مصر الى نهلا الفرات".

لقد نظر عوديد اياه والاستراتيجية الامريكية الصهيونية الى العالم العربي كمجرد "بيت مُؤقت من الورق قام بتجميعه الأجانب". (الاستعمار قام بتمزيق الشام الكبرى لمصلحة الصهيونية)، وفكرة القومية العربية "بيتا من ورق" (فكرة القومية العربية في زمن عبد الناصر كانت حركة تحرر وطني وحدوي تآمر عليها الثالوث الدنس اسرائيل وامريكا وأنظمة الخليج العربي لا بل الأمريكي وحرب 1967 خُطط لها من قبل اسرائيل منذ عام 1964 بمعرفة الولايات المتحدة والسعودية حيث نصح الملك فيصل آل سعود لدى لقاءه الأمريكيين عام 1967 بتقطيع عبد الناصر اربا اربا، وهكذا قامت اسرائيل بشن حرب استباقية عدوانية ضد عبد الناصر ومشروعه القومي الوطني الثوري التقدمي بدعم امريكي.

وما يقترحه المشروع الصهيوني الامريكي لمصلحة اسرائيل القاعدة الأمامية للامبريالية العالمية في الشرق الاوسط، بأن على اسرائيل أن تهدف الى تفتيت العالم العربي الى فسيفساء من التجمعات العرقية والطائفية، وبأن "كل نوع من المواجهة العربية العربية" سيكون مفيدا لاسرائيل. وهنا أذكر بأن كاتب "خطة يانون" رأى بأحداث الحرب الأهلية في لبنان في ثمانينات القرن الماضي بمثابة نذير للتطورات المستقبلية بشكل عام في جميع أنحاء العالم العربي.

وكجزء من المشروع التوسعي الامبريالي الصهيوني في المنطقة والهيمنة يجري العمل على اضعاف الدول العربية اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا، وتقسيمها لاحقا، والحصار الاقتصادي على سوريا واليمن، وتمزيق ليبيا، والأزمة السياسية في تونس، وانبطاح واستسلام دول التطبيع العربية مع اسرائيل، لأكبر دليل على ذلك.

وتسعى هذه الخطة الصهيونية العنصرية الشوفينية المتوحشة الى توسيع المشروع الاستيطاني الكولونيالي بالضفة الغربية وطرد الفلسطينيين من فلسطين وضم الضفة وقطاع غزة الى اسرائيل، وهنا أذكر ما قاله شارون في ثمانينات القرن الماضي بأن استراتيجية طويلة المدى تتمثل في اخراج الفلسطينيين من الضفة الغربية، والسماح فقط بما يكفي منهم للبقاء للعمل.

وهذا الموقف اليميني المتطرف الشاروني الصهيوني يعكس سياسات حكومات اسرائيل المتتالية من بن غوريون والآن اليمين المتطرف فسياسات حكومات اسرائيل حيال الشعب الفلسطيني والدول العربية المجاورة كانت والآن تتطابق مع النهج الذي نادى به جابوتينسكي في الثلاثينات من القرن الماضي. وهنا أذكر بأنه في عام 1964، في عهد "الاشتراكي - الصهيوني" الديماغوغي رئيس الوزراء الاسرائيلي اشكول نُقلت رفات جابوتنسكي من نيويورك الى تل ابيب حيث دفنت في جبل هرتسل، بقرب رفات سائر "أباء مؤسسي" اسرائيل - القاعدة الأمامية للأمبريالية العالمية في الشرق الاوسط، وهذا الواقع هو دليل آخر على وحدة جميع التيارات الصهيونية.

فالايدلوجية الصهيونية العنصرية الشوفينية وضعت القناع على فكر وعيون غالبية الشعب الاسرائيلي وجعلته لا يرى الواقع، ودفعته مع الوقت الى تبني المفاهيم اليمينية العنصرية الشوفينية الدينية المتعصبة، والى وصول حكومة اليمين المتطرف الحالية.وهنا أريد أن أقول بأن الصهيونية أيا كان الشكل الذي تتخذه تتنافى تماما مع كل فكر يساري تقدمي علماني وتتنافى تماما مع الماركسية والشيوعية.

لا بل أكثر من ذلك فالمقولات الصهيونية لا تختلف مبدئيا عن شعارات هتلر وموسوليني المعنية عن العقيدة الصهيونية التي قال بها بن غوريون :"لا أهمية الا لما يفعله اليهود وليس لما يقوله الغوي (غير اليهود)".

اعتبرت اسرائيل العراق التهديد الأكبر في المنطقة. ولذلك كانت اسرائيل والولايات المتحدة يدعمون استمرار الحرب الايرانية العراقية والتي كان يرى بعض المسؤولين في اسرائيل ومنهم عوديد بن ينون، بأنها أي هذه الحرب ستُقسم العراق وتوقع الغرب واسرائيل ظهور ثلاثة مراكز عرقية: الشيعة الذين يحكمون في البصرة،والسنة في بغداد، والاكراد عاصمتهم الموصل، حيث كل منطقة تسير على غرار التقسيمات الادارية للدولة العثمانية السابقة.

وهنا أريد أن أذكر وثيقة شيطانية متوحشة اخرى وضعها مستشار الرئيس جورج دبليو بوش. والمُنظر الأساسي عند المُحافظين الجدد - كهنة الحرب - ريتشارد بيرل - ورفاقه لا بل عصابته، بعنوان " الاستراتيجية الجديدة نحو العام 2000" أُعدت لرئيس وزراء اسرائيل في ذلك الوقت بنيامين نتنياهو، وتعتبر استراتيجية جديدة، متلاابطة مع خطة ينون التي تم تبنيها من قبل اعضاء معهد الاستراتيجيات الصهيونية في الادارة الامريكية، وتهدف الى تأمين ما اطلق عليه الملكوت " مملكة اسرائيل".

كان ريتشارد بيرل عضوا في البينتاغون في فترة رئاسة رونالد ريغان ثم أصبح لاحقا المستشار العسكري لجورج بوش الابن، وقد ضم فريق الدراسة كلا من جيمس كولبرت(المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي) وتشارلز فيربانكس جونيور (جامعة جونز هوبكنز) ودوغلاس فيت (فيت وشركاء زيل) وروبرت لونبرغ ( معهد الدراسات الاستراتيجية والسياسية) وجوناثان تاروبي ( معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى) وديفيد وورمسر (معهد الدراسات الاستراتيجية والسياسية) وميراف وورمسر (جامعة جونز هوبكنز).

هذه الاهداف الاستراتيجية الامريكية الصهيونية، تهدف في النهاية الى الهيمنة والسيطرة على الشرق الاوسط، وتحويل الشرق الاوسط وشعوب الشرق الاوسط ملكوت (مصطلح يُستخدم للتعبير عن أقليم تحت حكم ملك) تل ابيب.

ويُطرح السؤال هل هذا التصور هو نظرة الولايات المتحدة أم اسرائيل أم كليهما؟

وبرأيي كليهما. وتنص هذه الوثيقة التي وضعها ريتشارد بيرل وزملائه كهنة الحرب المحافظون الجدد على أن اسرائيل تستطيع تشكيل بيئتها الاستراتيجية والهيمنة على الشرق الاوسط بالتعاون مع الاردن (أنصح بقراءة كتاب سفيان التل - الهيمنة الصهيونية على الاردن) وتركيا والأنظمة الرجعية العربية، أنظمة الأستبداد في الخليج العربي - لا بل الأمريكي - والسعودية، ولذلك كان لا بد من تدمير العراق كهدف استراتيجي مهم لاسرائيل، ولزعزعة استقرار سوريا لا بل تمزيقها فيما بعد.

ومن أجل خلق شرق أوسط جديد تُهيمن عليه اسرائيل كان لا بد من احتلال العراق واخراجه من صورة المقاومة للهيمنة الصهيونية على المنطقة، وكان لا بد من تطويق وتمزيق سوريا وهكذا تم تشكيل تحالف استراتيجي امريكي اسرائيلي رجعي عربي، ولكن استطاع الشعب السوري، وحزب الله، وايران وروسيا أفشال مؤامرة تمزيق سوريا.

وثيقة ريتشارد بيرل تقول بشكل واضح بأن هناك أهمية لا بل مصلحة لاسرائيل في دعم دبلوماسي وعسكري وعملي للمعارضين في سوريا وتعزيز الاجراءات والتنسيق مع كل من تركيا والاردن ضد سوريا وحماية التحالفات مع القبائل العربية المعادية للنظام السوري من خلال الاراضي السورية. والاعتداءات الاسرائيلية الجوية المتكررة على سوريا أكبر دليل على توحش الاستراتيجية الامريكية الصهيونية على شعوب الشرق الاوسط والادنى.

وهنا اريد ان اذكر بان هناك خطة ماسونية صهيونية قديمة تعمل بكل الوسائل من اجل القضاء على الوجود المسيحي في الشرق الاوسط. وهذه الخطة طُرحت منذ عام 1860 خلال فترة ثورة الفلاحين الأورثوذكس ضد عائلات الاقطاع في لبنان حيث قتل في تلك الفترة أكثر من 12 الف مسيحي. وفي تلك الفترة حضر السفير الامريكي في اسطنبول الى بيروت واقترح على المسيحيين ترك لبنان والاستيطان في الجزائر. وفي ثمانينات القرن الماضي عندما سافر البطريرك الماروني الى باريس بهدف طلب المساعدة والدعم لمسيحيي لبنان، قال له الرئيس الفرنسي في ذلك الوقت، :"لماذا انتم باقون في لبنان هاجروا الى فرنسا".

والآن ليس من قبيل الصدفة أن يدفع المسيحيون العراقيون في واحد من أقدم المجتمعات المسيحية الى المنفى والهجرة والنزوح وترك ارض أبائهم وأجدادهم تحت أعين القوات الامريكية وقوات الجيش البريطاني بما يتماشى مع التقسيم الطائفي للأحياء في بغداد.

وهنا اذكر بانه قبل الغزو الامريكي للعراق كان يعيش في العراق مليون وثلاثمئة الف مسيحي، واليوم يعيش في العراق فقط ثلاثمائة الف مسيحي. وكاتب هذه السطور شارك في أجتماع مجلس الكنائس العالمي الذي عقد في المانيا السنة الماضية وتحدث أحد رجال الدين المسيحي من العراق وتطرق للاوضاع الاجتماعية والسياسية في العراق دون أن يدين او حتى يذكر الاحتلال الامريكي للعراق بكلمة واحدة. فخلال النقاش قلت للحضور بأني فاسطيني مواطن درجة ثانية في اسرائيل وأنا طبيب ورجل الدين العراقي المسيحي الذي تحدث الآن تحدث عن ظواهر المرض ولم يتحدث عن المرض.

المرض هو احتلال الولايات المتحدة للعراق. عن هذا يجب أن تتحدث. الحضور تقبل موقفي ورجل الدين الذي واجهته يهذا الموقف التزم الصمت.

وهنا أريد أن أقول بأن الغرب الامبريالي الذي يدعي بأنه يشن حرب على الارهاب، وهو في الحقيقة أي الارهاب دينهم الجديد.

وهنا أريد أن أذكر بأن سوريا استهدفت بحرب كونية امبريالية صهيونية رجعية عربية، كجزء من مشروع الشرق الاوسط الكبير، خدمة "لمصالح اسرائيل الأمنية الاستراتيجية، من أجل ان يصبح الشرق الاوسط تحت الهيمنة الصهيونية العالمية وتحت هبمنة اسرائيل". ولكن فشل امريكا في العراق وفشل مؤامرة تقسيم سوريا وصمود ايران رغم الحصار الاقتصادي الارهابي المفروض على ايران من قبل الامبريالية العالمية، وصمود المقاومة في لبنان، صمود حزب الله، دفع الولايات المتحدة نحو سبل جديدة من اجل فرض الهيمنة والسيطرة على المنطقة. وأحد هذه السبل البحث عن تطبيع ما بين السعودية واسرائيل.

وهنا اريد ان اقول بأنه حتى ولو استطاعت الولايات المتحدة ان تنجح في هذا المسار فلن يكون سلام في منطقة الشرق الاوسط الا اذا قبلت اسرائيل بالحل العادل للقضية الفلسطينية من خلال اقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين. ففي النهاية سلام الشعوب بحق الشعوب. والصهيونية العنصرية الشوفينية نهايتها مزبلة التاريخ.

في الفترة الاخيرة عزز الاكليريكيون اليهود مواقعهم في اسرائيل اكثر من ذي قبل، وصدرت جملة من القوانين والمراسيم الظلامية. ان تسلط الاكليريكية والدور الكبير العائد الى الاحزاب والمنظمات الدينية الصهيونية والحاخامات سواء في الحياة الثقافية والاجتماعية والسياسية، ليس البته بظاهرة جديدة في اسرائيل " الدولة اليهودية" .

وفي معرض تحليل دور ومكان الدين اليهودي والحاخامات والاحزاب اليهودية الدينية يجب الـتأكيد على ان المركب (المجمع) الصناعي الحربي ، والبرجوازية اليهودية الكبيرة التي تقوم بدور الشريك والحليف للامبريالية هما اللذان يحكمان اسرائيل وخاصة الآن.

وفي اسرائيل التي يعلن الصهاينة انها " واحة الديمقراطية" في الشرق الاوسط تداس بفظاظة أبسط معاييرالديمقراطية فيها، وما يجري الان في اسرائيل من صراع حول صلاحيات محكمة العدل العليا لأكبر مثل على ذلك. ولكن العرقية والعداء الصهيوني للديمقراطية يتجليان قبل كل شيء في سياسة حكومات اسرائيل وخاصة الان حيال الشعب العربي الفلسطيني، يكفي ان نذكر بأن غولدا مئير مثلا انكرت مجرد وجود الشعب العربي الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره. وصرح موشيه ديان بوقاحة باردة" الصهيونية تتحقق على حساب العرب".

المراجع:

-الشرق الأوسط وخرائط الدم دور الولايات المتحدة في صناعة الارهاب - د.طارق عبود.

-من وراء الارهاب الدولي - اصدار دار التقدم موسكو عام 1983.

-الصهيونية على حقيقتها - رادياني.