الحرب علة وجود الولايات المتحدة


خليل اندراوس
الحوار المتمدن - العدد: 7652 - 2023 / 6 / 24 - 11:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     



تسعى وتُخطط الامبريالية العالمية وعلى رأسها الشيطان الأكبر المُتوحش الى بعثرة واستمرار تمزق دول الشرق الأوسط، والتخطيط الاستراتيجي لتهميش روسيا لا بل تمزيق روسيا الى دويلات وهذا الهدف الرئيسي وراء تحويل اوكرانيا الى دولة عضو في حلف الناتو وتملك السلاح الذري والبيولوجي واوكرانيا تُعتبر الباب الغربي لروسيا واذا استطاع الغرب الامبريالي المتوحش الانتصار في حربه ضد روسيا سيكون الأمر كارثة ليس فقط بالنسبة لروسيا بل لكل الانسانية.

لذلك انتصار روسيا في حربها ضد الناتو وأمريكا وضد النازية الجديدة في اوكرانيا هو انتصار لصالح الانسانية جمعاء لأنه سيقضي على سيطرة القطب الامريكي المتوحش على العالم.

فالإمبريالية العالمية والصهيونية العالمية يعملون من أجل اعادة ترتيب منطقة الشرق الاوسط وأيضا روسيا،ورسم خرائط الدول والكيانات الجديدة بدماء ابنائها وشعوبها.وهذا ما تحاول فعله الامبريالية العالمية المتوحشة في آسيا الوسطى، ومثل على ذلك ما حصل في دولة الشيشان عندما حاول الغرب الامبريالي اقامة نظام مُرتمي بأحضان الشيطان الأمريكي، وانتصار روسيا في تلك الحرب منع ذلك.

وتدخل روسيا ضد مؤامرة مؤامرة تقسيم سوريا الى دويلات منع ذلك. والآن سوريا عادت لتكون عضو في جامعة الدول العربية. في حين ما زال الاتحاد الاوروبي - لا بل الاتحاد الاوروبي المُستعمر من قبل الولايات المتحدة - يرفض الاعتراف واقامة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا وموقف الاتحاد الاوروبي ودول الناتو والحكم النازي في اوكرانيا والابرتهايد في اسرائيل منخرط في الخطاب والاستراتيجية الامريكية التي تسعى الى تغيير حياتنا ووعينا القومي وفرض الهيمنة والسيطرة على شعوبنا، لكي نصبح وننخرط في الخطاب الامريكي الصهيوني العتصري الشوفيني، لا بل ولكي نصبح جزءا منه.

وهنا بودي ان اقول بأن السياسة الخارجية الامريكية وسياسة حكام اليمين الصهيوني العالمي وفي اسرائيل قائمة على افكار صيغت من جانب مركزالأبحاث العائد للمحافظين الجدد (PNAC) مركز البناك.

ومركز البناك هذا أسسه سنة 1997 نائب رئيس الجمهورية الأمريكية ديك تشيني، ووزير الحرب دونالد رمسفيلد، نائب وزير الحرب بول وولفوفيتز ، ورئيس مجلس تخطيط الدفاع ريتشارد بيرد مع اخرين. وخطة المركز هذا المُعلنة صراحة هي اقامة امبراطورية امريكية كوكبية واخضاع جميع أمم العالم ودوله لمشيئتها.

ودعم الولايات المتحدة، مكملة طريق هتلر، والناتو للحكم النازي في اوكرانيا في حربها ضد روسيا، والتي حاولت على مدى سنوات منذ عام 2014 خلق أجواء من التعايش والسلام مع اوكرانيا، تهدف الى تهميش روسيا وتقسيمها الى دويلات بهدف هيمنة القطب الامريكي المتوحش على العالم.

والموقف الايديولوجي لهذا المشروع موصوف في ورقة الخُطة التي يكثُر الاقتباس منها وهي بعنوان" اعادة بناء دفاعات أمريكا: استراتيجية قوات وموارد لقرن جديد" وقد نُشرت في أيلول عام 2000.

يعلن المشروع أن الولايات المتحدة لا تواجه اليوم (بعد انهيار الاتحاد السوفييتي) اي منافس عالمي. ويتعين على استراتيجية أمريكا الموسعة أن تستهدف الحفاظ على وضعها المتوفق واطالة أمده الى أبعد مدى ممكن في المستقبل".

ولكن هذا الحلم المتوحش لم يتحقق، حيث اصبحت الصين دولة عظمى باقتصادها وثقافتها وحضارتها الانسانية، وكذلك روسيا، الى جانب دعم العديد من الدول للحلف الاستراتيجي بين روسيا والصين، والآن نحن على أعتاب عالم متعدد الأقطاب، والقُطب الجديد الصيني الروسي سيكون قطب دعم الشعوب المضطهدة والعمل على انهاء الصراعات في العديد من المناطق في العالم وأكبر مثل على ذلك ما حققته الصين من خلال اعادة العلاقات بين ايران والسعودية، الى طبيعتها الانسانية الايجابية والتي تخدم مصالح شعوب الشرق الاوسط.

واليوم يجري العمل بكل الوسائل على زيادة تسليح امبراطورية الشر - الولايات المتحدة - من خلال التهام الموارد الضريبية الأمريكية. وكذلك يجري تسليح دول الناتو بشكل كبير وهذا يخدم مصالح شركات صناعة السلاح ، شركات التجارة بدم الشعوب بالاضافة الى خلق صراعات عسكرية محلية وأكبر مثل على ذلك الآن اليمن والسودان وكذلك ليبيا وسوريا.

فأمريكا حتى الآن تسعى الى فرض ما يُسمى ميثاق السلام (لا بل الشر المتوحش) الامريكي الباكس أمريكانا. وحرب الولايات المتحدة وحلف الناتو والنظام النازي في اوكرانيا ضد روسيا تهدف الى اضعاف روسيا اقتصاديا وعسكريا وسياسيا لا بل تهدف الى تقسيم روسيا الى دويلات دينية أثنية.

فاستراتيجيات الولايات المتحدة ان كان في زمن ترامب أم في زمن الصهيوني منذ صغره بايدن تُهيمن عليها، استراتيجية المُحافظين الجُدد العدوانية العسكرية التي تسعى وتعمل من اجل بيع ونشر مفاهيم الحرب الأبدية، وخاصة اولئك الذين يؤمنون بأن الدفاع عن اسرائيل مشروط بالاجهاز على اي معتد ممكن في المنطقة.

لذلك منذ قيام اسرائيل كان وما زال يتبنى موقف مؤيد مطلق لاسرائيل من خلال اعتبار كل حروبها الاستباقية العدوانية من عدوان حزيران عام 1967 الى الآن حروب دفاع عن الامن الاسرائيلي، في حين تمارس اسرائيل أبشع سياسات العدوان والاحتلال والحصار والارهاب الرسمي ضد الشعب الفلسطيني. وهذه هي سياسة الكيل بمكيلين للشيطان الأكبر الولايات المتحدة.

لقد عملت الولايات المتحدة من خلال اتفاقات التطبيع من قبل دول الخليج العربي لا بل الامريكي مع اسرائيل، وتبني ما يسمى الاتفاق الابراهيمي خلق ما يسمى الناتو الشرقي الأوسطي ولكن انتصار سوريا وعودتها الى الجامعة العربية واعادة العلاقات السياسية بين ايران والسعودية بفضل التدخل الصيني الايجابي قضت هذه المؤامرة الخطيرة وقد تكون هذه الخطوة الكبيرة بداية لوحدة دول الشرق الاوسط،ضد هيمنة الولايات المتحدة واسرائيل على المنطقة.

وهنا اريد ان اذكر بأن ليس فقط المحافظون الجدد لا بل ايضا الحزب الديمقراطي الامريكي أيد حربي الولايات المتحدة ضد افغانستان والعراق، وكذلك تدعم الادارة الامريكية الديمقراطية برئاسة بايدن خطط المحافظون الجدد الرامية الى "اعادة اخضاع امريكا اللاتينية للقيادة الامريكية عبر تعطيل الديمقراطية في فنزويلا والبرازيل وغيرها من دول امريكا اللاتينية ولكن تطوير العلاقات بين امريكا اللاتينية والصين وروسيا وايران سيفشل هذه المؤامرة الارهابية الشيطانية الامريكية ضد شعوب امريكا اللاتينية وهذا التطور الانساني الايجابي قد يكون البداية لخلق عالم متعدد الاقطاب يقضي على على ما يُسمى ميثاق السلام (لا بل الارهاب) الامريكي يقضي على ما يسمى زورا باكس امركانا.

تدعي امريكا من خلال اعلامها الذي تهيمن عليه طبقة راس المال، بانها قلعة السلام وملاذ الديمقراطية. الا ان الواقع، وخاصة ممارسات الولايات المتحدة الارهابية وخاصة في الشرق الاوسط حيث اقامت ودعمت منظمات الارهاب في الشرق الاوسط وخاصة تنظيم داعش والمؤامرة بهدف تقسيم سوريا تختلف جذريا عن التصور الذاتي الامريكي. لان الولايات المتحدة عبر كل تاريخها سعت وتسعى الآن لتصون هيمنتها الكوكبية عن طريق الحرب وما جرى من حروب استباقية عدوانية من قبل اسرائيل وبدعم امريكي ضد دول الشرق الاوسط لأكبر مثال على ذلك.

ومنذ الحادي عشر من ايلول خاضت الولايات المتحدة الحرب ضد العديد من دول العالم. واقتصاد الولايات المتحدة اقتصاد حرب ولذلك تُؤجج الولايات المتحدة الصراعات والحروب في كل انحاء العالم، واليوم تُؤجج الحرب في اوكرانيا مُتاجرة بدم الشعب الاوكراني والروسي.

ونستطيع ان نقول بانه بالنسبة للولايات المتحدة تبقى الحرب ضرورة، لانها باتت علة وجودها. وهكذا اصبحت الولايات المتحدة كابوسا كوكبيا، ولذلك على كل شعوب العالم النضال والكفاح ضد هيمنة القطب الواحد الامريكي على العالم.

وانتصار روسيا في حربها ضد الناتو والولايات المتحدة والنازية في اوكرانيا سيكون بداية فجر جديد للإنسانية جمعاء عالم متعدد الاقطاب يتميز بحرية الشعوب والتفاعل والتقارب بينها من اجل بناء مجتمعات تتميز أكثر بالعدالة الانسانية والتفاعل والتقارب بينها لمنع الحروب بكل اشكالها وتحالف الصين وروسيا، والتقارب الاستراتيجي بين إيران ودول امريكا اللاتينية، والتقارب السعودي الايراني علامات ايجابية، للتحر من هيمنة القطب الامريكي لا بل الكابوس - الطاعون الامريكي.