ذكرى يوم الارض ذكرى مسيرات العوده


عدلي عبد القوي العبسي
الحوار المتمدن - العدد: 6187 - 2019 / 3 / 30 - 17:11
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية     

هاهو الشعب الفلسطيني المناضل يجد نفسه الان امام استحقاق قادم يتمثل في اجهاض ما تبقى من محاولات صهيونيه محمومه لفرض صيغه استسلاميه انهزاميه لتسويه الصراع العربي الصهيوني.
هانحن الان في لحظه هامه ينتقل فيها الشعب الفلسطيني من محطه نضاليه الى اخرى جديده فيها الكثير من الوسائل والادوات المبتكره العبقريه والتي تدل على خبره نضاليه وادراك لطبيعه العدوونقاط ضعفه وطبيعه المرحله.
اليوم نحتفل بالذكرى العظيمه ذكرى قيامه الشعب ، ذكرى يوم الارض وايضا ذكرى انطلاق مسيرات العوده .
من ملاحظتنا لطبيعه هذه الفعاليات الثوريه الجماهيريه المتصاعده وما يصاحبها من عمليات فدائيه بطوليه يقوم بها شبان غاضبون من مختلف الفصائل ومن العمليات المتكرره للاشتباك العسكري مع العدو بتنا نستشعر في الافق ملامح انتفاضه شعبيه جديده تتخلق الان وتنمو وتتطور لتغدو ربما هي الاقوى تاثيرا والاكثر اتساعا بحيث تملأ الاصقاع وتلفت انظار شعوب الارض مجددا للتعاطف مع القضيه الفلسطينيه بعد ان اهال عليها الخونه والمتخاذلون في الزمن الردئ ركاما من الغبار !
نعم ،نحن نستشعر بركان اجتماعي ضخم ستهب معه حمم الغضب وتحرق كل اليابس والاخضر وتاتي على كل الاوراق الصهيونيه فتذرها هشيما تذروه الرياح
لن تكون هناك امكانيه هذه المره للتطويق والاحتواء فالموجه الغاضبه اقوى واعنف من كل عنفوان الفاشيست الصهاينه ولا مجال او مهرب سوى الاصغاء الى صوت العقل والضمير (ان كان هناك بعض العقلاء في الطرف الاخر )
حكومه اليمين الاسرائيلي ستسقط وكل الحكومات التي ستعقبها والازمه ستشتد والكيان ستتداعى مصداقيته في عيون حلفائه ومحبيه
هي الصفحه الاخيره اذا في كتاب (العلو اليهودي الصهيوني )وامتدادها الزمني لسنوات فقط
والدرس المستفاد هو اولا : انه لا يجوز الاعتماد على الخرافه القوميه المسماه بالقائد الضروره ولا على التمني الاسلامي بقدوم الفاتح العظيم ولا يجوز تصديق اكاذيب الوعود الليبراليه الامبرياليه في المساعده على عوده الحقوق الى اصحابها
بل هناك فقط النضال الشعبي الثوري الفلسطيني وطليعته في الحركه الوطنيه الثوريه بكل فصائلها
وكل الشعوب الواقفه الى صفه في اصقاع المعموره .
والمستفاد ثانيا : ان اشعال الحروب ليس دليل قوه ولا يعد مؤشرا على التعافي بالنسبه للكيان الصهيوني بل هو على العكس دليل اضطراب وارتباك وحمق ويأس وجنون لا يشمل اجهزه سلطه الكيان فحسب بل يضرب في عمق المجتمع الاستيطاني في مدن الساحل اللقيطه ومستوطنات الاغتصاب
نعم ، ان اشعال الحروب ليس سوى ضرب من الحمق والجنون الفاشيستي الصهيوني وككل المرات السابقه لن يسكت صوت الحق ولن يضيع حقوق شعب جبار قد أدمن الكرامه والصمود والتضحيات ،
شعب اضحى معلما لكل شعوب الدنيا معاني البطوله والكرامه والوفاء والآدميه .
لم يفهم اولئك المتغطرسون الطغاه من قاده الكيان الصهيوني طبيعه الشعب الفلسطيني ولم يفهموا او يستوعبوا مدى عداله قضيته وشعبيتها في العالم كله
لم يفهموا سوى منطقهم الواهم ولم يصدقوا سوى اكاذيب كتبهم المقدسه واساطير ابتدعها اجدادهم
لم يجربوا ان يسألوا انفسهم ولو لمره واحده هل اسقطت الحروب السابقه التي اشعلوها الحق الفلسطيني وهل تسببت في وقف مسيره النضال الشعبي الفلسطيني البطولي الاسطوري كلا
بل زادتها اتقادا وعنفوانا ومدت طليعتها بالمزيد من الحقائق والدروس التي تكسب الوعي الثوري الوضوح والصلابه
والثقه بعداله القضيه وحتميه انتصار القضيه .
يتوهمون ايضا ان اشعال الخرائب في المحيط العربي والاسلامي وضرب الانظمه الوطنيه الممانعه سيحرم االقضيه الفلسطينيه من عمقها الاستراتيجي بمخزونه الجماهيري الضخم
هذا الوهم هو ما يشجعهم على التمادي وارتكاب المزيد من الافعال الجنونيه بحق الشعب الفلسطيني في حركه اخيره انتحاريه ترغب في اجتثاث حقوق هذا الشعب وتدميره وتصفيه قضيته الى الابد ،لكن مفعولها العكسي سيرتد عليهم وبالا ودمارا وبما لا يتوقعونه
من الخطأ الفادح الاستهانه والاستخفافه بكرامه وغضب شعب مظلوم جريح !
وهذا ما يفعلونه الان في سياستهم الهوجاء اذ لم يضعوا في الحسبان ان الرد سيكون اقوى ومزلزلا بما لا تتوقعه حتى مراكز ابحاثهم ودراساتهم ولا حتى تلك الموجوده في الدول الاستعماريه الداعمه لكيانهم .
ثمه من يعتقد ان قاده الحركه الصهيونيه وداعميهم في الغرب الاستعماري يسيرون وفق خطه استراتيجيه محكمه تتقدم باستمرار وتحقق المزيد من الانتصارات على حساب الحركه المقاومه الوطنيه الثوريه للشعب الفلسطيني وكل المحور الداعم لها من الخلف (محور المقاومه ).
لكن هذا غير صحيح او غير واضح او مبرهن الا ظاهريا فقط .

نستطيع القول انه لا يوجد ما يوحي بان هناك تخطيطا مدروسا وتقدما ممنهجا للتصفيه (بالمعنى العلمي لهذه العباره )وانما ما هو كائن عكس ذلك عباره عن خليط متخلف وساذج من سياسات فاشيه صهيونيه مرتبكه عمياء حمقاء لا تجلب سوى المزيد من الخيبات والتراجعات والانكسارات لهذا المشروع الظالم الغير قانوني والغير انساني .
اسالوا انفسكم اين كانوا وكيف كانت اهدافهم وطموحاتهم الاستراتيجيه واين اصبحوا اليوم تطوقهم من كل جهه شعوب ممانعه وحركات مقاومه اكثر صلابه وتصميما في دحر مشروعهم الشيطاني الصهيوني التصفوي .
هناك الكثير من علامات هذا البؤس منها على سبيل المثال هذا الهروب الفاضح الى المسرحيات والدعايه والبحث عن اعتراف هنا او هناك من بعض الاشخاص او بعض المراكز والاجنحه في الانظمه فيما نراه من انتزاعهم خطوات تطبيعيه من قبل حلفائهم العرب - وان كانت خائفه ومتردده -بحثا عن مزيد من الالهاء والخداع الانتخابي وكسب تعاطف جمهور الحركه الصهيونيه في فلسطين المحتله او في الغرب الامبريالي
وكذا للتغطيه على الفساد المستشري داخل اجهزه الحكم في الكيان بل وداخل قياده الحركه الصهيونيه
بالاضافه الى الترويج لمشاريع بائسه كمشروع ما يسمى بصفقه القرن واقامه تحالفات صهيونيه اقليميه تصب في خدمه انجاحه منها ما يسمى بالناتو العربي والتي لا تقدم شيئا ازاء حقيقه الصعود الجماهيري الرافض للمشروع الصهيوني الامريكي الامبريالي في المنطقه وانكشاف مخططاته الخبيثه.
تسقط الامبرياليه ،تسقط الصهيونيه
عاش نضال الشعب الفلسطيني .