أصل الزعيم الراحل هل كان عربيا ام لا ؟!


عدلي عبد القوي العبسي
الحوار المتمدن - العدد: 7591 - 2023 / 4 / 24 - 22:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

تهكموا وسخروا
وقالوا أن الزعيم صدام اصله هندي وليس عربي !!
و كان مستندهم في ذلك ما كشفت عنه دراسة علمية جينية حديثة
قام بها مجموعة من العلماء الاميركان مؤخرا أثبتت أن لصدام أصولا جينية هندية وليست عربية !!
كانت التصريحات والتعليقات والفيديوهات المنشورة مؤخرا حول هذا الخبر وهذه الدراسة للاسف من قبل بعض خصوم صدام السياسيين ومبغضيه وكارهيه
تصريحات مزعجة ومقززة للأسف
هذه التصريحات المثيرة للجدل والمحبطة والمثيرة للكراهية كانت مليئة بالعنف الفكري و التعصب العرقي و التشفي والسقوط الأخلاقي !!
ما كان ينبغي الوقوع في هذا خاصة في وقت الذكرى العشرين لغزو العراق الكارثي وهو البلد العزيز الذي دمرته الإمبريالية الأطلسية وعاثت فيه نهبا وفسادا
واهانت شعبه وانتهكت حقوقه الإنسانية ولا تزال الجروح حية لم تلتئم بعد !! فما جرته وسببته الحرب البغيضة و المدمرة من آثار وتداعيات مؤسفة مؤلمة
على صعيد السلم الاجتماعي والوحدة الوطنية وما أثارته من صراع داخلي طائفي أضر بالعراقيين كثيرا
ولا تزال مفاعيله حتى اليوم !!
ونسأل مستغربين ما هو سر توقيت نشر مثل هذه الدراسة أو إثارة مثل هذا الخبر الان تحديدا وليس في وقت آخر !!
هل كان هذا لأغراض نقدية ديموقراطية تكشف الحقائق وتسلط الضوء على المفارقات والتناقضات بهدف نشر الوعي و التنوير أم أن الهدف كان سياسيا حقيرا ولا غير !
يتمثل في إثارة النعرات القومية و التفريق وتهديد الوحدة الوطنية داخل المجتمع العراقي الكبير المتنوع والمتعدد !
ولانه سيكون من الواجب على كل مثقف عراقي وعربي حر شريف أن يتصدى لمثل هذه الأخطاء والظواهر السلبية مهما كانت طبيعة الأفراد أو الجماعات أو الجهات التي تصدر عنها
من الواجب على كل مثقف وطني ديموقراطي عربي أن يقول لهؤلاء الذين راحوا يروجون للخبر ويسيسونه
ووقعوا في مواقف غير لائقة من التشفي والسخرية والتهكم والتندر !!
أن من اكبر الرذائل أن يسلك المرء سلوك العنصرية والتعصب القومي والعرقي
والتفاخر بالاصل العرقي والقومي أمام الآخرين مدعيا أنه الاكثر تفوقا وسموا !
هذا السلوك والشعور والموقف المعيب يهوي بصاحبه إلى الدرك الاسفل من الخزي والعار
وهو بجهله وتكبره وغباءه لا يعلم أن العيب ليس في اصل الانسان
وانما العيب في من يعير الناس باصلهم ظنا منه أن الناس واجناسهم مراتب ومقامات
وان هذا العرق افضل من ذلك !
وهذه القومية افضل من تلك !
وان هناك أمة افضل من أمة و أمة تعلو على بقية الأمم !
زاعما أن التفاضل أن وجد بين الأمم انما يكون بالعرق !
لا بالعمل والإبداع الإنساني والإسهام الحضاري
تصور الأفضلية هذا بحسب العرق والأصل البيولوجي هو بلاشك تصور خاطئ معيب وغير أخلاقي وغير حضاري
فكلكم لادم وادم من تراب والناس سواسية كاسنان المشط ولا فرق بين عربي و أعجمي الا بالتقوى
ودعوها فإنها منتنة وليس منا من دعا إلى عصبية
مع إدراكنا أن العلم الحديث يكذب نظرية النقاء العرقي والتفوق العرقي
فكل الأمم مهجنة ومختلطة عرقيا بنسب متفاوتة وكلها لها أصل واحد مشترك وعلم الجينالوجيا يؤكد ذلك
ويثبت سخافة وتهافت (الانتر)بيولوجيا وأكاذيب وأساطير العرقية اي عرقية سواء كانت نازية أو غير نازية
ويفند كل التصورات والمنظورات الخاطئة المبنية عليها .
و الاعتقاد أن عرب الصحراء في الجزيرة وقبائلهم وتفرعاتهم في الشام والعراق هم انقياء عرقيا لا دليل علمي يؤكده
مهما كان حد الانعزال الجغرافي والاجتماعي ولا يقول به إلا غافل وجاهل بالتاريخ !
فالاختلاط والتهجين بين الأقوام تاريخيا أمر لا مفر منه تحدده وتسببه الضرورات الاجتماعية الإنسانية الاقتصادية التجارية
وما خلقناكم شعوبا وقبائل الا لتعارفوا
وللعلم لمن فاته هذا الأمر وغفل عن هذه المعلومة المهمة وهي أن اكثر العرب يشبهون الهنود كثيرا في الملامح !!
حتى أن الإغريق وجغرافييهم ومؤرخيهم كانوا يطلقون على عرب الجنوب وصف ( هنود الجزيرة العربية )
بسبب ذلك التشابه الكبير في الصفات والطباع !! ومعلوم أن الأكثرية من العرب اصلهم من اليمن ومن جنوب الجزيرة العربية ككل
لهذا لن يكون مستغربا عليك اخي القارئ اذا ما سافرت إلى الهند لغرض التعليم أو السياحة أو العلاج
ان تجد هذا الشبه الكبير بين الهنود والعرب !! في الصفات الشكلية والطباع النفسية وحتى القيم
ولماذا تستغرب والأرومة واحدة والمنيا واحد والبشرية كلها لآدم وآدم من تراب !!

وهذا ما لاحظته أناويلاحظه كل من خالط الهنود وعايشهم عن قرب وقد زرت الهند لحسن حظي مرتين إحداهما في العام 2005
والأخرى هذا العام
وانا اكتب مقالتي هذه الان وانا في إحدى بوفيهات مدينة بونا الهندية الجميلة
بعد أن استمعت إلى كليبات على اليوتيوب تسخر من صدام الزعيم العربي والمناضل الوطني الكبير
الذي قيل أن اصله هنديا وليس عربيا !
وانا بسبب من شدة اعجابي بالهنود وحضارتهم ومدنيتهم ورقيهم الروحي سأحسب أن صح ذلك الزعم
أو ثبت علميا ساعتبره أمر يحسب له لا عليه !
نعم ولا ننسى في علم الوراثة حقيقة علمية مؤكدة وهي قوة الهجين !
الهجين اقوى من حيث الصفات البشرية المادية والروحية معا !
وقوة الهجين تمتد إلى اجيال عدة و يستمر مفعولها وأثرها إلى أمد بعيد وهو أثر لا يمكن إنكاره !
ألم يكن الرسول الاعظم عليه الصلاة والسلام ذا أصول عربية وعبرية وقبطية في آن معا
وهو رسول بعث للناس كافة وهو الرسول الأممي رسول للعالمين كافة وليس للعرب وحدهم
لهذا نقول لهؤلاء المتعصبين الساخرين : اين ذهبت تعاليم الإسلام وسماحته وقيمه العظيمه في كلامكم الباطل هذا
واين يحدث هذا في العراق الشقيق وفي بلاد الرافدين للأسف !
لقد انزلقتم إذا إلى مهاوي مؤسفة ووقعتم في مواقف مخجلة !
و انتم القادة السياسيون والابطال الوطنيون المشهود لكم بالشجاعة و التضحية
وحب الكرامة
حسافة عليكم أن تقعوا في مثل هذا الخطأ المعيب و نربأ بكم السقوط في رذيلة التعصب والعنصرية !!
ونأسف انكم قد أخذتم تروجون لهذا الخبر وهذه الدراسة المغرضة عن أصول صدام غير العربية ورحتم
تنشرونها مؤخرا في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام وتعلقون عليها وتسخرون وتتندرون انتقاما وتشفيا
ووجدتم ومعكم جمهور مناصريكم في الأمر فرصة للتوظيف السياسي الرخيص !!
على اساس أن هذا الاكتشاف (أن صح ) وانتم قد سلمتم بصحة هذه الدراسة !!
معتبرين ان هذا الأصل والنسب يمثل عارا يلحق بالزعيم العربي الراحل !!
واستغليتم حقيقة أنه كان يتفاخر بعروبته ويذهب بعيدا حد التعصب والعنصرية احيانا
بما عرف عنه من أثر للفاشية ومنطلقاتها الفكرية وتصوراتها في تفكيره وسلوكه ومواقفه
حين كان احيانا يتهم الآخرين باللاعروبة (وهذه كانت ليست عنده وجماعته ومحازبيه فقط وانما عند اغلب اعراب وعرب العراق تعتبر تهمة وامرا معيبا ومخجلا أن يكون الشخص ليس عربيا !! أو يخالط عروبته خليط من جينات لاقوام أخرى !! )
وهاهو الان يقع في نفس المحظور وذات الموقف !
فخصومه الذين كان هو لا يمل من تكرار الحديث عنهم وسبهم و احتقارهم حيث كان يقول عنهم أن اصلهم هنودا أو فرسا أو تركا أو اكرادا !! معتقدا في نفس الوقت أن العرب افضل من جيرانهم !!
لسان حالهم يقول ها نحن الآن نسخر منه ونتشفى بعد أن كشف لنا العلم أن اصله لم يكن عربيا !
وأنه ينحدر من اصول غير عربية وتحديدا هندية !
تسخرون إذاوتعتبرون غباء وجهلا منكم أن ذلك الأصل المزعوم لصدام منقصة
و على اساس أن الأصل العربي هو اشرف من الأصل الهندي

هل عرفتم الآن السبب لماذا انا والكثير من رفاقي نكره هذه النزعة في الفكر القومي
ونكره القومية ونفضل الأممية بسبب من هذه الرواسب الرجعية المقيتة التي تجدها عند الكثير من القومجيين ومعهم بعض الإسلاميين العروبيين !!
بما كانوا يعتقدونه ويروجونه على الدوام ان العرب هم افضل من الهنود عرقيا !!
نعم هذه النزعة موجودة وواضحة رواسبها بدليل سخريتهم من زعيم عربي قومي كبير قيل إن اصله هندي
وعلى اساس من توهم لديهم أن الهنود (وهم حسب ما يعلمنا التاريخ كانوا الأساتذة لشعوب الجوار وأصحاب أقدم الحضارات البشرية ) هم أقل شأنا من العرب ( المعروفون تاريخيا بأنهم التلامذة !! )
وعجبي كيف يسخر هؤلاء التلامذة من الأساتذة !!
الا يبدوا الأمر فيه ضرب من الجهل بالتاريخ والوقاحة والغطرسة والصلف الفاشي والغرور الأجوف المبني على توهمات و تصورات زائفة !
طبعا مثل هذه الظاهرة الاجتماعية الثقافية المقيتة
ظاهرة التعصب والعرقية منتشرة كما قلنا لدى عرب وعربان العراق
في جنوبه ووسطه وتنعدم أو تضعف كلما اتجهنا غربا إلى بلاد الشام
خاصة الشام الخضراء !!
مثلما هي موجودة أيضا لدى بعض الكرد وأبناء القوميات الآخرى ! ولكن بدرجة أقل حدة .
نجدها واسعة الانتشار في العراق تحديدا باستثناء من كانوا تقدميين وديموقراطيين طبعا فهؤلاء تفكيرهم العلمي والإنساني الحضاري والثوري التقدمي يمنعهم ويحصنهم من الوقوع في فخ الغباء والتبلد الذهني أو الانزلاق في مهاوي العصبيات الجاهلية الضيقة و أنماط التفكير الرجعي اللاعقلاني واللاانساني !!
أما لماذا تنتشر هذه الظاهرة وهذه النزعة لدى الكثير من عرب وعربان العراق واكراده وتركمانه واشورييه
فهذا مرده بالتأكيد لأسباب اجتماعية وتاريخية وثقافية قد نجد صعوبة كبيرة في الإحاطة علميا بها أو ذكرها
هاهنا في هذه المقالة وتحتاج إلى دراسة مفصلة وبحث موسع حول هذا الأمر .
ومن الملاحظ أن هذه النزعة العصبوية العروبية العنصرية قد نشأت في العراق الصحراوي بل وابعد جغرافيا من ذلك إلى امتداد كل القبائل البدوية والفلاحية في سائر عموم المناطق الجافة وشبه الجافة في صحاري العرب وما جاورها !! ايضا !!
طبعا أن تسخر من شخص عربي لأن له اصول غير عربية ! مؤكدة أو مزعومة !
أو من غير العربي ويقطن في دولة عربية وتحتقره و تستنقصه وتعتبره من مرتبة أدنى !
هذا
لا شك يعد موقف بغيض و مقزز وغير أخلاقي وغير انساني وبعيد كل البعد عن الحضارة والعقلانية والإنسانية
ونقول لصاحب هذا الموقف عافاك الله وشفاك والله المستعان !! على ما تقول .

ومهما كانت طبيعة الشخص الذي هو موضع التندر والسخرية والهجوم
مهما كانت مواقفه وجرائمه وسيرته وخصاله واخطاءه والكوارث التي تسبب بها لا ينبغي أن
نسخر من قوميته أو عرقيته أو أصوله أو أوضاعه الاجتماعية مهما كانت
ولا ينبغي علينا أن نقع في مهاوي و مستنقعات العرقية والعصبية المعكوسة
و المركزية المعكوسة وتفاهاتها وخزعبلاتها .
ثم إن هذا القول لا يليق أن يصدر عن أناس لطالما افتخروا باتباعهم للامام علي عليه السلام
وهو امام الحكمة والإنسانية ومعلم البشرية وباب مدينة العلم
من المعيب عليهم ان يطرحوا اسئلة مستفزة غير لائقة حول أصل الزعيم فلتان وأقاربه زعطان وعلان وعشيرته
اسئلة لا يليق بنا أن نطرحها
فهي اسئلة مضحكة فماذا يهم إن كان الزعيم فلتان هذا عربيا نقيا في أصوله ام بهاراتيا عربيا مختلطا
وماذا يهم أن نعرف أن كان أجداده قدموا من بهارات ! ام كانوا عربا حسينيي النسب
اصحاب هذا الكلام البغيض المنفر يتجاهلون عمدا مبادئ التقوى والعدل والتسامح
والإنسانية كصفات مرغوبة في أي زعيم ومطلوبة للحكم عليه
صفات ينبغي أن نعرف ان كانت موجودة فيه ام لا
وبدلا من ذلك راحوا يفكرون بطريقة جاهلية فاشية هي ليست من الإسلام ومبادئه في شئ
هم لا يسألون عن وطنيته وخيانته شجاعته واستسلامه حكمته وتهوره تواضعه وغروره
ديموقراطيته وديكتاتوريته ودمويته وفاشيته وجرائمه واخطائه وإنجازاته ومحاسنه ومساوئه
ورجعيته وتقدميته وثوريته
لا يهمهم كل هذا
يهمهم فقط أن يعرفوا
هل كان فلتان هذا عربيا ام أعجميا ؟!
وما رأي التحليل الجيني والتكنولوجيا الوراثية و ماذا قال عنه العلماء الغربيون
ولا يهمهم التبصر وتدبر أمر هؤلاء العلماء أن كانوا موضوعيين وصادقين
فقد يكون طرحهم هذا مسيسا ومغرضا وخبيثا !! يخدم اغراض الإمبريالية والصهيونية في إثارة النعرات والفتن واثارة العرقية والطائفية والخوض في كل ما يفرق ولا يجمع !! أو امعانا في تشويه الرجل ظنا منهم أن هذا يشوه أو يحط من قيمة الرجل أو يقلل من شعبيته في بيئه الجهل العربي القبائلية
حيث الأصل والنسب والعرق يقلل من قيمة الرجال أو يرفع شأنهم !!
وهم يعلمون جيدا مفاتيح اللعب الشيطاني الاستعماري والصهيوني في بيئة البداوة !!
وهل يليق بنا أيضا أن نجر إلى ما يقوله بعض النسابة المحليين
أو نعلي من قيمة هذا السؤال وأهميته ومحوريته : ماهو أصله ونسبه ؟!
اللذان هما (ربما بحسب فهمهم الناقص والركيك )مصدر شرعيته ومصداقيته
وبرهان طيبته و معيار قيمته !!
أنه السؤال المهزلة المضحك والمبكي على حال أمة ضحكت من جهلها الأمم !!
هل كان فلتان هذا بهاراتيا
أم عربيا مهجنا من بهارات
ام كان عربيا ينتمي لعشيرة يرجع أصلها إلى الرسول الاعظم الكريم ؟!
واذا قال وادعى البعض أو اثبت أنه من بهارات
اعتبروا وهم خفيفي العقل أن هذه لا شك فضيحة كبرى
تلحق بزعيم عربي لطالما افتخر بالقومية العربية ولطالما مجد العرب والعروبة واعتبر نفسه كريم المحتد
اصيل وعظيم وما إلى جوار دولته يعيش أقوام وشعوب هي من مرتبة أدنى أو هي أقوام لقيطة مهجنة تفتقد إلى الأصالة والعراقة والسمو
شعوب بربرية ليست متحضرة كالعرب !!!!
لا فرق بينهم وبين صدام إذا فهم يفكرون بذات الطريقة والأسلوب وينطلقون من نفس المنطلقات العنصرية العصبوية الضيقة واللاانسانية واللاعقلانية !
كل هذا طبعا
كلام سخيف مقزز ومضحك
لا ينقصه الا ترديد عبارة ( شعوب محرومة من اي سمو حقيقي في الشعور)
وهي العبارة التي كان يرددها النازيون الألمان عندما يصفون الشعوب الأخرى
الأوروبية وغير الأوروبية من خارج العرق الجرماني الاري

نعم يسخرون من الأصول البهاراتية المحتملة للزعيم القومي العربي الراحل
على اساس أن بهارات واهلها وعرقهم وثقافتهم وحضارتهم تجلب العار لمن انتمى اليها أو كان له اصول عرقية منها
تماما مثلها مثل فارس والصين
و اعتبارا منهم أن شعوبها أدنى وأقل مكانة من العرب !!
طبعا ولم لا اليسوا اعاجما لا ينطقون لغة الضاد
نحن هنا يا اخوتي إذا إزاء
قوم يسخرون من قوم آخرين !!
ولا يرعوون عسى أن يكونوا خيرا منهم !!
فهذا الزعيم اتضح حسب إقتناعهم وتصديقهم لنظرية العلماء الاميركان أنه بهاراتي الأصل
وأجداده قدموا وانحدروا من حضارة بهارات الناقصة !!
وعرقها المتدني !! وتاريخها المخجل !! في نظرهم السخيف والساذج والجاهل أيضا
طبعا
أليس العرب هم افضل من البهاراتيين أليس عرق شمال بهارات الاري أدنى من عرق العرب السامي !
اسمعوا إذا هذه الضجة والجلبة والتهريج وتأملوا
هنا هتلرية معكوسة مضحكة !!
ومعروف تاريخيا أن شعوب شمال بهاراتيا تفتخر باصلها العرقي الاري ولغتها الاندو ارية التي هي أصل
اللغات الأوروبية
فكيف يحق لهؤلاء العرب والعربان
الذين اشتكوا كثيرا من مزاعم التفوق العرقي لعرقية الهنود (بهارات ) والفرس والاكراد
ومن احتقار النازية للعرب والأتراك واليهود
وسائر الأقوام السامية وغير السامية
وتمجيدها للهنود والفرس والاكراد الاريين وتفضيلهم عليهم بحسب النظرية العرقية الغير علمية
التي سادت في الغرب في القرنين التاسع عشر والعشرين

وهي النظرية التي اعجب بها هتلر و التي تعتبر الفرس الآريين وآريي الهند وآريي كردستان
هم أكثر سموا ورفعة وتحضرا وذكاء من العرب والترك والزنوج
ونتعجب هنا
هكذا تاريخيا قفز الى الواجهة فجأة هذا الشعور المتضخم بالتفوق العرقي والحضاري
لدى العرب المعاصرين القوميين والاسلاميين من اصحاب النزعة الفاشية
بل هو على العكس شعور واعتقاد راسخ قديم متأصل في الخطاب العربي والثقافة العربية !
كبقايا أو في إطار ما كان سائدا في القرون الوسطى
في ظاهرة أسماها بعض المفكرين ب بالمركزية العربية الإسلامية
والتي تعاود انبعاثها وانتعاشها كنقيض المركزية الأوروبية !!
والتي تعاود ظهورها للأسف الشديد لأسباب اجتماعية تاريخية ثقافية سياسيه

هي إذا
نغمة عنصرية و فاشية هتلرية معكوسة يميل إليها بعض العرب والعربان في العراق والجزيرة والشام واليمن
تشبه تماما فاشية خصمهم الزعيم الراحل
ويتناسون هنا أن هذه العنصرية والجاهلية الجديدة
لا تمت بأي صلة لأخلاق الامام الحسين وأبيه وجده عليهم السلام
الذي لجأ بعض ذريته إلى بهارات (الهند ) وهي جنة الله وأرضه الواسعة
وفيها اطيب الناس
فرارا بدينهم وحفظا لكرامتهم
وعاشوا فيها سادة كرام نجباء حكماء
واصبحوا افضل الخلائق بعلمهم واخلاقهم وزهدهم وتقواهم وتسامحهم
وليس بنسبهم وعرقهم !!
ولولاهم لما انتشر الدين الاسلامي في ارض بهارات وما جاورها شرقا
حتى امتد إلى أقصى أصقاع الأرض .