الكراهيه ام الارهاب والافقار ابوه


عدلي عبد القوي العبسي
الحوار المتمدن - العدد: 7291 - 2022 / 6 / 26 - 14:04
المحور: الارهاب, الحرب والسلام     

الارهاب هو اقوى الاسلحه التي استخدمها اعداء الحركه الوطنيه اليمنيه من انصار الثوره المضاده في صراعهم الطوبل المرير الحاقد ضدها منذ مطلع الثمانينيات
بدأت هذه اللعبه الفاشيه القذره من وقت مبكر مطلع الثمانينات وبتحريض وتعليم ودعم خليجي وامبريالي اميركي وبريطاني
وفي ظل شبه غياب وتهاون وتخاذل فاضح من قبل القوى الوطنيه في شمال البلاد انذاك وفيما بعد في التسعينيات على وجه الخصوص اشتد هذا الوباء
الاجتماعي المصطنع و بدأ ينتشر في مؤسسات المجتمع الحيويه كالمدرسه والمسجد والنوادي و المؤسسات الاداريه والجيش بل وحتى في حزب السلطه العسقبلي وحزب اخر اسلامي متطرف متحالف معه
ولم يكن في المقابل اي جهود وطنيه شعبيه ومدنيه تحاصر هذا الوباء منذ ولادته الاولى او على الاقل تخفف من انتشاره وخطره
وجدت القوى الرجعيه الخليجيه واعوانها في النظام المعاديه للثوره والشعب و التي تمارس الوصايه والتنفذ وتعتبر اليمن حديقه خلفيه لها و اقليم نفوذ ومطامع لها انه في الطريق من اجل محاصره وتدمير ما تبقى من قوى الثوره اليمنيه و لافشال عمليه تحقيق الوحده اليمنيه التي حدثت مطلع التسعينيات كان لابد من تأزيم الوضع الاقتصادي في البلاد وتحطيم الامن الاجتماعي والعبث بالمستوى المعيشي للمواطن والهجوم عليه من اجل خلق حاله الغضب والخوف لدى الجيل الجديد من الشباب الغر وتخليق كتله جماهيريه من الشباب الاسلامي المتطرف المعادي للتوجهات الوطنيه الجديده
كان لابد من تكثيف اساليب التربيه والتعليم والاعلام الصانعه المغذيه للكراهيه في المؤسسات الاهليه والحكوميه واهمها اداه المناهج الدراسيه التي تعلم التكفير والتخوين للاخر المختلف
بمعنى ان سلاح الارهاب كان هو السلاح الفعال بنظر هذه القوى الحاقده في التعامل مع ظاهره الحركه الوطنيه الديموقراطيه التقدميه بقياده الحزب الاشتراكي اليمني انذاك .
لجأ هذا النظام القمعي الفاسد والعميل السابق الى استخدام وتوظيف التناقضات والكراهيه والارهاب ضد خصومه الوطنيين وبتشجيع من داعميه في الخلف الانظمه الرجعيه والامبرياليه المعاديه للشعب السعوديه واميركا وبريطانيا تحديدا
القوى الوطنيه الديموقراطيه آنذاك وعلى رأسها الحزب الاشتراكي اليمني ادركت خطوره هذه الظاهره وهذا السلاح المدمر واخذ قادتها يطلقون التحذيرات والنصائح الثمينه للشعب وكافه نخبه وقطاعاته وقواه السياسيه والاجتماعيه ، تلك التحذيرات التي تمحورت حول الفكره الاهم : انتبهوا ، العدو يلعب على الاختلافات في المجتمع ويغذي نزعه الكراهيه بين ابناءه ويصنع الارهاب كسلاح سياسي واجتماعي خطير يحقق له هدفه الشيطاني في اجتثاث الحركه الوطنيه بكل اتجاهاتها او ما تبقى منها !!

وهكذا ومع مرور الوقت ومن تجربه الشعب اليمني وخبرته المعاشه مع النظام شبه الفاشي السابق و مغامراته وسياساته المتهوره في بث التفرقه بين ابناء الوطن وصولا الى صناعته واستخدامه للارهاب
وصلنا الى الاستنتاجات التاليه المهمه :
اولا : ان الاختلافات الاجتماعيه (التناقضات الاجتماعيه الثانويه ) في ظروف الازمه تصبح حاضنه اجتماعيه للكراهيه
ثانيا : السياسات الامنيه التحكميه للنظام العسقبلي الفاشي السابق هي اداه مهمه مساعده باعتباره نظام كان يشعر بعجزه وعدم تقبل المجتمع له وضعف مشروعيته الشعبيه فيلجأ الى اتباع مثل هذه السياسات كالقمع والتحريض و تشويه حقائق الصراع وتأجيج الكراهيه واللعب على التناقضات واثاره الانقسامات السياسيه والمجتمعيه فيمهد الارضيه الاجتماعيه لتقبل ظاهره الارهاب و تقبل فكره الحرب الاهليه
ثالثا : السياسات الهروبيه لهذا النظام في فتره الازمه والتي اهمها تفجير المعارك العصبويه الجانبيه
هذه السياسات ايضا ساهمت في تدعيم الارهاب وانتشاره
رابعا: السياسات الاقتصاديه الراسماليه النيوليبراليه المتوحشه المفروضه على النظام باعتباره النظام التابع الذليل الواقع تحت رحمه وهيمنه المؤسسات الدوليه الاستعماريه كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي تسببت في تزايد الافقار الاجتماعي وتدني مستويات المعيشه وتعاظم الفساد والنهب واتساع البطاله وانتشار الجريمه والعنف
وتعتبر هذه السياسات هي العامل الاكبر في نشوء ظاهره الارهاب في بلدنا اليمن الحبيب

مسار يؤدي الى الارهاب

هنا لدينا البيئه الاجتماعيه الحاضنه و المسار الموضح ادناه لولاده الكراهيه والمؤدي الى الارهاب
لدينا ابتداء مجتمع ملئ بالاختلافات الاجتماعيه او (التناقضات ) يحكمه نظام فاشل وغير وطني نظام تابع للراسماليه الامبرياليه غارق في تبعيته وسياساته الخاطئه والضاره وسياساته الامنيه التحكميه منذ البدايه و سياساته الهروبيه اللاحقه وادارته للازمات بطريقه تخريبيه تؤدي الى خلق المزيد منها
اي خلق ازمات جديده لغرض التحكم بالازمات الموجوده ثم تأتي الطامه الكبرى
ياتي العامل الحاسم الاكبر اي السياسات النيوليبراليه المتوحشه التي انتهجها باملاءات خارجيه استعماريه
مؤديه الى ظهور ازمه مجتمعيه اقتصاديه وسياسيه شامله كنتيجه منطقيه لارتباطه وتبعيته بالمستعمر
اي كنتيجه منطقيه لهذه السياسات الراسماليه المتوحشه المفروضه من قبل المنظمات الدوليه الاستعماريه
اهم مظاهر هذه الازمه : افقار اجتماعي وتعاظم الفساد وازدياد التفاوت الطبقي والتمييز الاجتماعي و النهب وهدر الثروه ونشوء الفئات الطفيليه والعصابات المافيويه المرتبطه والمدعومه من النظام

تقليد فاشي

النظام بهذا كان ينهج نهجا يشبه كثيرا نهج الحكومات العسكريه الفاشيه في العالم التابعه للاستعمار الغربي الاطلسي في بلدان القارات الناميه الثلاث
حكومات اعتادت ان تنفذ سياسات تغذي الكراهيه وتخلق الانقسامات وتبث الفرقه من اجل وهم تحقيق السيطره الامنيه على المجتمع والسيطره السياسيه على الحلفاء والخصوم
ثم عند ظروف انفجار الازمه
عند ظروف انفجار اول ازمه يولد غول الارهاب لا كظاهره محدوده جماعات محدوده العدد مرتبطه يصنعها النظام بشكل مبشر وانما يولد بشكل موضوعي كانفجار كمارد غول خارج عن السيطره تصنعه الازمه يستفحل كوباء اجتماعي
لكن النظام المغرور والمأزوم وجد في هذا فرصه سانحه للعب على نفس النهج
فأخذ يغوص هذا النظام اكثر فاكثر في هذه اللعبه القذره لعبه استخدام الارهاب و التحريض في البيئات الحاضنه له (غالبا ما تكون مجتمعات محليه فقيره وشديده الفقر عاليه نسب ارتفاع الاميه ) وتوجيهها نحو الخصوم متهما اياهم في التسبب بالازمه و التآمر على الوطن وتوجيه سيل من التهم اليهم بغيه التشويه والتحريض ضدهم وزراعه كراهيه ابناء المجتمعات الحواضن لهم وهنا كثيرا ما كان ينصب التركيز على البروليتاريا الرثه باعتبارها افضل وسط حاضن لممارسه العنف المبتذل وممارسه شكل من اشكال الممارسات الارهابيه العنفيه بحق المجاميع المناضله من القوى الوطنيه
لكن الاعتماد في الاغلب كان على ابناء الفلاحين الفقراء في المجتمعات الريفيه شديده الفقر والتهميش وهناك انماطا اخرى لمصادر اجتماعيه ينحدر منها الارهابيون لا مجال لذكرها هنا
فالنظام كان يلعب لعبه توظيف التناقضات واذكاء الصراعات المحليه الى درجه تقترب كثيرا من الحرب الاهليه
النظام هنا كان كمن يربي ذئبا متوحشا ولا يكترث لمخاطر هذا الفعل المغامر والمآلات اللاحقه له
والنتائج المستقبليه العكسيه التي سترتد عليه !
جزء من جسم الارهاب هذا كان ذا ارتباط امني بالنظام نفسه وكان صنيعه مباشره له وينفذ توجيهاته واحيانا ما كان يتمرد عليه ويشتغل لحسابه الخاص وهي حاله التنظيمات المتمرده العنفيه المسلحه ذات الطابع الجهادي السلفي !!
والجزء الاخر الاكبر من حيث حجمه وتأثيره في المجتمع كان ظاهره جماهيريه مرتبطه بمؤسسات سياسيه وثقافيه واجتماعيه تمثل جزءا اساسا من تركيبه النظام (مؤسسات حزب الاصلاح كابرز مثال لها ) و كان لها طابع المشروعيه والشعبيه والدعم المؤسسي الحكومي والمجتمعي ابان مرحله مكافحه ما سمي بالمد الشيوعي ومواجهه النظام الوطني التقدمي السابق في جنوب البلاد


الكراهيه ام الارهاب والافقار ابوه

وهي الفكره الرئيسه الصائبه التي تبنتها القوى الوطنيه على اختلاف مشاربها الفكريه والسياسيه
هي ان الكراهيه تولد في مجتمع تقليدي ملئ بالاختلافات الاجتماعيه من شتى الانواع
وفي ظروف ازمه وطنيه مركبه
يخرج مارد الكراهيه من القمقم متى ماتم استدعاءه بفعل نشاط تخريبي تحريضي ممنهج
او بفعل صنع مبادرات جماعيه وفرديه لاثاره الكراهيه عفويه وعشوائيه تحدث ابان انفجار الصراعات الاجتماعيه من قبل افراد او تجمعات صغيره او كبيره في حاله رد فعل غير عقلاني وتشنجي
لكن في ظروف انفجار الازمه و تعاظم الافقار الاجتماعي والفساد وانغلاق ابواب العمل امام الشباب وتدني المستويات المعيشيه و تفشي امراض المحسوبيه والوساطه وشتى مظاهر التمييز الاجتماعي
في ظروف سيئه كهذه يخرج مارد الكراهيه على شكل غول الارهاب المخيف !!
يكتسح المجتمع ويدمر ما تبقى فيه من عوامل التماسك والبقاء

ونحن شعب ابتلي بالارهاب وتمكن العدو من تدميرنا باخطر سلاح ونخرنا من الداخل
وكان على رأس المتآمرين والصانعين للارهاب بلدان امبرياليه ورجعيه كان منطقها ولا زال هو
فرق تسد
والفوضى الخلاقه
وعزكم في ذل اليمن
ماذا تتوقع منها في رد فعلها تجاه الثورات اليمنيه ابتداء من ثوره الستينات الاكتوسبتمبريه وما بعدها من محطات نضاليه شعبيه وصولا الى الثوره الشعبيه الاخيره

لسان حالهم يقول سنقلب الطاوله عليهم باذكاء التناقضات وتغذيه الكراهيه ودعم الارهاب

نعم بواسطه الارهاب وهو سلاح يكفي لوحده لتحقيق الغرض
بالارهاب وتحت عناوين وشعارات دينيه تخدع السذج والبسطاء وعامه الناس في مجتمع تعشعش فيه الاميه وينتشر الجهل سيتم تكفير الوطنيين بشتى اتجاهاتهم
وتحت ظلال السيوف سيعلنون حربهم الدينيه الارهابيه السعوديه الامريكيه على الشيوعيين والناصريين والبعثيين واخيرا انصار الله
و لسان حالهم يقول برعايه قافكو
وشركات ومنظمات مدنيه وحكوميه اميركيه
وممولون سعوديون
وبرعايه الوكاله الخاصه السعوديه نحن ملتزمون بالتمويل و ملتزمون بالتفوق اللوجستي الامني الاعلامي الحشدي القبلي الجمعياتي والحكومي
سنبقي على النار مفتوحه في حديقتنا الخلفيه و نتمسك بضراوه بهذا البلد الملئ بالثروات الهائله التي يسيل لها لعاب الشياطين
وبهذه البلده الطيبه نفعل كل ما في وسعنا كي لا نخسر الثروه كي لا نخسر الاسود والازرق والاصفر
وكل ما يسيل له لعاب التجار و المشائخ والملوك وملاك الشركات الصهيونيه العابره للقارات
وكثير عندهم على الشعب اليماني ان يتمتع بثروته العموميه واهمها الباطنيه !! نعم كثير

ولاجل بقاء هذه المصالح الغير مشروعه ولاجل تابيد حكومات النهب وانظمه الخيانه والعماله
سنسحق كل تحرك شعبي ثوري مقاوم يرفض التبعيه والوصايه والنهب
كل تحرك شعبي يروم الحصول على السياده السياده الوطنيه على الارض والقرار والثروه
تحقيقا لاهداف ثوراتنا النبيله
وباي سلاح سنفعل ذلك ؟!
او ماهو اكثر سلاح يقربنا من تحقيق هذا الهدف ويجعلنا نكسب معركتنا
انه بلا شك سلاح الارهاب
حيث وقد اصبح لدينا الان خبره في صناعه الارهاب وفي معرفه مسار الالف خطوه للوصول الى الارهاب
اصبحنا بارعين ومتفوقين حتى على الموساد والسي اي ايه
فقط لدينا خط انتاج واضح مخطط ومرسوم ومصمم ومعد جيدا

هي اذا
رحله قصيره الى جهنم تبدأ من واقع الاختلافات الاجتماعيه وعبر مسالك الكراهيه وتغذيتها واحتضانها وصولا الى معسكرات الارهاب !!

و نسهب اكثر و نكرر

تحت اي ظروف تزدهر الكراهيه ويولد الارهاب !؟

تتغذى الكراهيه كما هو معلوم من واقع الانقسام المجتمعي والسياسي الحاد و من استدعاء الارث التاريخي له وهو في العاده استدعاء سياسي الوسائل او متنوع
الكراهيه لا تنمو الا في بيئه اجتماعيه مواتيه يتدنى فيها مستوى الوعي الاجتماعي باشكاله
و تضرب فيها ازمه وطنيه شامله يستفحل فيها الفقر والفساد او الافقار الاجتماعي جراء سياسات حكوميه خاطئه مفروضه من المستعمر وبسبب ايضا نظام سياسي شبه فاشي عميل ظالم وفاسد وغير كفؤ يستخدم لعبه اثاره التناقضات والصراعات بين المكونات السياسيه كي يتسنى له البقاء في الحكم طويلا
الكراهيه تتأسس في واقع اجتماعي عند الشروط التاليه :
اولا : هي تولد في بيئه اجتماعيه يميزها واقع الاختلاف الاثنوجرافي الجغرافي الاجتماعي والثقافي والسياسي والنفسي الاجتماعي وواقع الاضطهاد والتسلط الجهوي العصبوي وواقع الثارات والحروب السابقه وخبره التجارب السابقه تجارب النزاعات الوطنيه والعصبويه
وهي بيئه ايضا في الاساس يعتمل فيها واقع تباين المصالح الغير مشروعه
وهذا لا ينسحب على مجتمعنا اليمني فقط وانما تقريبا على اغلب المجتمعات العربيه مع اختلاف في مستويات الوعي الاجتماعي ومستويات تطور المجتمع والدوله
و ايضا في اتون معارك الصراع الاجتماعي الطبقي وفي سياق تداخل او اندماج الطبقي مع الاضطهادي العصبوي
نجد احيانا ما تظهر لهذا الصراع اشكال جانبيه عصبويه هي في ظاهرها مرذوله ولكنها في جوهرها انما قد تكون معبره عن روح هذا الصراع الاجتماعي الطبقي
والكراهيه في هذا الاطار قد تكون مبرره ولكن سرعان ما ينحرف اتجاهها او يخلط حاملوها بين ماهو وطني ديموقراطي وماهو عصبوي رجعي فاشي وسرعان ما ينجرفون في متاهات العصبويه جراء تدخل امني خبيث من النظام او داعميه
فيحدث انزلاق نحو الكراهيه المدمره كطاقه يتم تركيزها وحشدها جماهيريا ودفعها في الاتجاه الخطأ
فتبدوا الكراهيه عندئذ غير مقبوله او مبرره تبدو كشعور يدعم السلوك
تبدو بغيضه و
فاقده للمصداقيه و قميئه المظهر عمياء بلا هدف وبلا ترشيد او تصويب للوجهه
مجرد طاقه سلبيه مدمره ونار تحرق قلب حاملها تدفعه الى خانه الفجور في الخصومه
فلا يرى في الاخر الا شرا محضا
وهذا هو بالضبط اهم مظهر من مظاهر الفاشيه البليده واشباهها حين تضرب مجتمعا من المجتمعات
ثانيا : تنمو الكراهيه في ظروف ازمه مجتمعيه شامله جراء السياسات الاجتماعيه والاقتصاديه المدمره التي يتبعها النظام والتي تولد الافقار الاجتماعي و التفاوت الحاد وتسبب البطاله وتنشر الفساد والعنف
وهو في العاده نظام تستحوذ على الثروه فيه فئات وطبقات عليا تشكل اقليه فاسده لصه مترفه
تنهب الثروه بالمشاركه مع ناهبي الثروه العموميه الكبار اي المستعمر وحلفاءه الرجعيين الخليجيين
في ظروف من تأزم عالمي ترتبط به بنيويا وتتأثر به
ومن المعلوم اننا نجد في الاساس الاجتماعي العميق في هذه اللوحه الاجتماعيه الطبقيه نجد ان هذا النظام ماهو ال اداة او ا جهاز سلطوي يخدم الطبقه الاجتماعيه الكولونياليه (بحسب تعبير المفكر المناضل مهدي عامل ) وهي الطبقه الحاكمه المهيمنه و التابعه المأزومه التي تهرب من الازمه باتجاه الدفع نحو انفجارها اي باتجاه نشر منطق اذكاء العصبويات بانواعها وتوظيف الاختلافات وتعميم واشاعه الكراهيه و استخدام سلاح الارهاب

في ظروف الافقار والظلم وانسداد الافاق يسهل استقطاب الشباب الغر المظلوم والعاطل والمعطل عن العمل الى جماعات الارهاب واستخدام الشعارات الدينيه لاستماله عواطفهم الدينيه النبيله وحرفها باتجاه خاطئ : متطرف وتكفيري وتخويني
الامر الذي ينعكس سلبا على استقرار المجتمع ويقوض الامن فيه
ويزيد فوق الخراب خرابا

الارهاب والكراهيه

الارهاب اذا
يأتي كنتاج لانفجار الكراهيه ولتعاظم حدتها وانتشارها وتعمقها في المجتمع وهو بدوره ونتيجه لافعاله ايضا يؤجج الكراهيه و يعمقها
وعندما نتحدث عن الارهاب نقصد الارهاب بكل اشكاله ليس العنفي المسلح والامني وانما ايضا الفكري الثقافي والسياسي وغيره من انواع الارهاب

من المعلوم انه دائما ما يستخدم المستعمر واعوانه سلاح الارهاب في وجه الشعب المقاوم وفي وجه القوى الوطنيه الثوريه
وهذا هو الحال عندنا منذ زمن
فهو يوفر ظروفا لصناعه تلك الجماعات بطرق مباشره او غير مباشره اي يصنعها ويوجهها و يجعلها تابعه مرتبطه به مباشره عن وعي او بشكل غير مباشر ودون وعي
ثم يقوم بتحريك تلك الجماعات اما باوامر او استفزازات او ايحاءات او تسهيلات مقصوده يجهلون مصدرها
فهم عندئذ يتحولون الى كائنات شبه بشريه فاقده للوعي يتم التلاعب بها عن بعد !!
واستخدامها بشكل مؤقت لاغراض محدده ثم يتم التخلص منها بعد ذلك بوسائل شتى اهمها العنف
كما حدث كثيرا في العقود القليله الماضيه
والمثال عندنا انه لم يسلم وطننا من وباء الارهاب
وتمكنت بعض الجماعات والتنظيمات الاسلاميه السياسيه التي نشأت في القرن الماضي على امتداد الساحه العربيه والاسلاميه من ان تجد لها نفوذا وانتشارا في اليمن للاسف و حملت خطابا فكريا طائفيا تكفيريا يحرض على العنف ويغذي الكراهيه خطابا سياسيا اقصائيا وتخوينيا ضد مخالفيهم في النهج السياسي والفكري من الاتجاهات السياسيه والفكريه الاخرى الوطنيه وغير الوطنيه


الارهاب هو مثال على سلاح قوي يتغذى من جذور الكراهيه ودعمه اللوجيستي يأتي من المستعمر نفسه واعوانه ومن النظام القمعي والفاسد نفسه
وساحه امتداد نشاطه هي الوطن الحبيب
و من الواضح لنا جميعا كيف كان هذا التوظيف السياسي للكراهيه من قبل المستعمر واعوانه في الداخل والخليج الرجعي تقليدا من تقاليد اللعب و التحكم والتخريب
وعلى مدى عقود بل قرون من الزمن من ايام الانكليز والعثمانيين
الى ايام الاطلسيين والخليجيين
ومن اجل توفير البيئه المثاليه لنمو الارهاب اعتاد المستعمر واعوانه على
تنفيذ سياسه مهمه تتمثل في توظيف معطيات التناقض العصبوي بانواعه داخل المجتمع
والعمل على اذكاء روح العصبيات من اجل المزيد من تكريس وتعميق الانقسام في الذاكره الشعبيه و تعظيم شعور الكراهيه
وتجذير خيوطها الشيطانيه في الحياه الاجتماعيه
لكي تتحول الكراهيه في ظروف الازمه الشامله وانفجارها الى ارهاب صريح عنيف يتمظهر بانواع شتى
ويساعد على ذلك ايضا سياسات الحكومه العميله التي لا تتورع حتى عن استخدام اجهزه التربيه والتعليم والثقافه او ما تسمى باجهزه الهيمنه الايديولوجيه من اجل غسل الادمغه
ابتداء من الناشئه الى الشباب والكبار
جيلا بعد جيل
يتم اعاده انتاج واقع الانقسام والكراهيه وتحويل المدارس والمعاهد والجامعات والمساجد الى مزارع لتربيه كتاكيت الارهاب

ولان مجتمعنا به اختلافات اجتماعيه عديده تحتاج فقط الى من يؤسس عليها بشكل سلبي
فقد تفتقت عبقريه المستعمر الغربي والرجعي الخليجي ومعهم ادوات العماله والارهاب عن وسائل جهنميه للعب على اوتار الاختلافات بشتى انواعها

اختلافات وتناقضات

وهاكم سرد لاهم هذه الاختلافات والتناقضات الاجتماعيه الثانويه :
المذهبيه :
سنيه شافعيه و اخوانيه وسلفيه وهابيه في مقابل زيود وصوفيه واسماعيليه

والجهويه :
جنوب وسط وشرق في مقابل شمال
وجنوب شرق في مقابل جنوب غرب
و القبليه :
مذحج وكنده ومراد في مقابل حاشد وبكيل
قحطانيه مقابل عدنانيه حميريه مقابل قرشيه
والعائليه هاشميه في مقابل غير هاشميه

والجغرافيه
صحاري وسهول جنوبيه وتهائم في مقابل هضبه جبليه

والثقافيه
بدويه عربانيه (عرب الباديه الرعاه )في مقابل حضريه قرويه عربيه (عرب الزراعه )
ثقافات ساحليه متأثره بامم ما وراء البحار وطابع انشطه بحريه خدميه تجاريه في مقابل ثقافه جبليه زراعيه حضريه عربيه

وهكذا الى غيرها من الاختلافات الاجتماعيه التي تؤكد حقيقه وجود الخصوصيات الاجتماعيه الثقافيه الفرعيه وحقيقه وجود التنوع في اطار الوحده
والتي كانت قد تلاشت الفروقات والتباينات في اطار المشروع الوطني الديموقراطي الجامع
و حتى تاريخيا من قبل ذلك ايضا كان التعايش والقبول في اطار الحكم الاسلامي هو السائد لقرابه الالف عام (باستثناء فترات زمنيه قصيره تفجرت فيها صراعات عصبويه ) لكن القواسم المشتركه كثيره جدا بحيث تهون معها اي تباينات او خلافات فرعيه وتعايشت معا الصوفيه والشافعيه والزيديه
وهذه حقائق تاريخيه مثبته
لكن هذه الاختلافات الاجتماعيه في ظروف الازمه وفي ظروف التدخلات الاستعماريه من الخارج والداخل لايادي عميله حاقده هي ما يصنع من هذه البيئه بيئه اجتماعيه حاضنه للكراهيه يستخدمها الاوغاد الاشرار في مآرب سياسيه غير مشروعه ومدمره للنسيج الاجتماعي والوحده الوطنيه من اجل الهيمنه على السلطه والثروه

لاشك ان سياسه فرق تسد لا تزال فعاله في المخططات الاستعماريه ولا تزال متبعه الى يومنا هذا
وسياسه زعزعه الاستقرار من خلال بث الفتن واحياء الثارات واذكاء العصبويات قديمها وجديدها لا تزال قنطره عبور ينفذ منها المستعمر الاجنبي واعوانه لتحقيق اهدافه الغير مشروعه

ازمه بورجوازيه كولونياليه

بالاضافه الى ان الهروب الى الاحتماء والتقوقع والتمترس خلف الاختلافات والتناقضات الاجتماعيه هو سلاح البورجوازيه الكولونياليه المأزومه لاعاده انتاج سلطتها الفاقده للشرعيه وتثبيت وحمايه مصالحها الغير مشروعه
وكما هو معلوم في الفكر الاشتراكي العلمي تحتمي البورجوازيه التابعه الكولونياليه خلف شعارات وعناوين الخصوصيه والاختلاف والحقوق المسلوبه
و تستعمل وتوظف سلاح الكراهيه والارهاب وتستدعي مارده من القمقم متى ما احتاجت لذلك
من اجل تجديد نفسها وتثبيت حكمها وحمايه مصالحها الغير مشروعه والضيقه

لهذا من واجبنا بذل كل الجهود الرسميه والشعبيه لقطع الطريق امام هذه السياسات العاجزه والجبانه والفاشله والخبيثه و فضح مراميها ومخاطرها وبؤسها لدى المواطنين
وكذلك فضح وتعريه مرامي التدخلات الاجنبيه العدوانيه
والالاعيب الصهيو امبرياليه الخبيثه المؤازره لها
وعلى المثقفين والمناضلين الثوريين ان يسهموا في توعيه المواطنين بخطوره الانجرار خلف مايريده الاعداء لنا في الداخل والخارج .