موقعة الملوك الثلاثة او القصر الكبير


عدلي عبد القوي العبسي
الحوار المتمدن - العدد: 7460 - 2022 / 12 / 12 - 12:43
المحور: كتابات ساخرة     

من ذاكرة التاريخ العربي الامازيغي الاسلامي الجهادي النضالي ضد الاستعمار البرتغالي
كانت البرتغال في القرن السادس عشر دولة استعمارية تطرق ابواب السواحل اليمنية وسواحل المغرب
لكنها منيت بهزائم مريرة
في المغرب وفي اليمن وغيرها
بلا شك تلك كانت سنوات مجيدة تحكي فصلا عظيما من تاريخ امتنا
النضالي المقاوم

يبدوا ا لنا الان حلم من الاحلام الكبيرة
ان يتكرر مثيل لها في زمن اليوم
و بسبب من مرارة واقعنا العربي الاسلامي اليوم
وتراكم الخيبات والاخفاقات و حالة الجمود والضعف والهوان في معظم الاصعدة وفي اغلب مناحي الحياة
رحنا نلوذ باوهام بطولات الحاضر الزائفة كما نجدها في الرياضة مثلا او الاعلام او العمارة اوغيرها
ادعاءات بطولية زائفه تعكس ذهنية ونفسية البدوي
مثلما في نفس الوقت نلوذ بالماضي ونبحث عن اي شئ يعوض نقصنا حين نتعامل مع هذا الماضي الذهبي
بطريقة تعويضية سيكوباتية
نتعلق باي شئ
نسلي انفسنا نهرب ونغالط ذواتنا المكسورة
كشكل من اشكال اللجوء الى احدى ميكانيزمات الدفاع الانساني وعلى الصعيد الجماعي
وهو ما نراه على سبيل المثال في حالة الهوس الكروي والتفريغ ممزوج بذلك الشعور الانفعالي الجمعي التعويضى السيكوباتي المضحك بعض الشئ
والا فخبروني بالله عليكم
اين هذه الواقعه الرياضيه الكروية ودلالاتها من تلك
الحربية الوطنية المقاومة
وشتان بين هذه وتلك
عندما تصدى جيش عربي مؤمن ذو عقيدة وقضية عادلة
لجيش اوروبي صليبي استعماري يرفع شعارت دينية لتبرير اطماعه الاقتصادية والجيوسياسية
تصدى لغزو فاشي بربري ظلامي اوروبي اراد ان يستبيح به كل الارض العربية والافريقية المجاورة
وقد بلغ الظرف و الطرافة عند عرب اليوم وهو ما استفزني لكتابة هذه العجالة
هو قيام احدهم على يوتيوب بصناعة فيديو
يربط بين واقعتين تاريخيتين احداهما رياضية والاخرى حربية وطنية جهادية
بمعنى بطولة حقيقية ومأثرة خالدة
هو لم يشر الى الحدث الكروي ولكننا استنتجنا ايماءته وتلميحه من خلال توقيت صناعة هذا الفيديو
قفز هذا الاستاذ اليوتيوبر الاسلامي من كره القدم الى التاريخ العربي الوسيط
واختار موضوعا تاريخيا يزامن الحدث الكروي العالمي
وراح يستحضر موقعة الملوك الثلاثه 1578 او ماتسمى بموقعه القصر الكبير
ولست ادري لعله يتعجب من حال بعض العرب اليوم الذين لم يعد لهم من البطولات الا الكرة !!
او انه جاد في ربط هذا بذاك واعتبارهما في سياق الفخر التاريخي والايام العربية
مثل ما قال احد شيوخ العربان قبل سنوات عندما فاز بلده بشرف استضافة كاس العالم :
"هذا يوم من ايام العرب "
باعثا في نفوسنا شعور القرف و الخزي !!

حسنا وماذا حدث في موقعه الملوك الثلاثة !

في تلك المعركه منيت جيوش ثلاث دول اوروبيه بقياده سيباستيان الاول ملك البرتغال بهزيمه منكره من المغاربة بقياده الشريف الهاشمي الحسني عبد الملك السعدي
وبمساعده من الجيش العثماني وقتل سيباستيان
وانهارت بعد ذلك بعامين تماما امبراطوريه البرتغال
وكان يوما عظيما من ايام التاريخ العربي النضالي المجيد
تمكن المغاربة من الحاق الهزيمة العسكرية باعتى امبراطورية في ذلك الوقت
وانهاء كل الطموحات الغير مشروعه
وانقاذ السواحل العربية البحرية جنوبا وغربا وشمالا
من خطر الاحتلال الاوروبي الصليبي !
لاشك اننا ازاء تذكر هذا اليوم التاريخي المجيد يحق لنا ان نتعلم منه ومن دروسه
وان نستحضر روحه ونبعثه مجددا في حاضرنا وواقعنا المعاش
على هيئة استعداد لخوض معارك كفاحيه تحررية جديدة
وابرزها حتما ستكون في نفس المكان
بسبب من تركز الاطماع الاطلسية الصهيونية
على المغرب العربي الكبير بسائر بلدانه
لثرواته المهولة المكتشفة واهميته الجيوسياسية
ومحاولاتهم الخبيثة لبث الفرقة والتناحر بين جناحيه الكبيرين المغرب والجزائر
و لتخطيطهم الاستراتيجي المؤكد في اعادة السيطرة الاستعمارية على الاقليم المغاربي بكامله
وقفا لكل اشكال التغلغل والمد الصيني الاوراسي فيه .

ما ينبغي ان ننتبه اليه هنا هو
كفانا هروبا الى ماهو ثانوي وتافه قياسا بحالة الخطر الجدي المحدق بنا !
لنهتم بتحقيق الانجاز فيما هو اهم على صعيد
التنمية والعلوم و القوة الحربية و امتلاك ناصية القرار الوطني المستقل
والعدالة الاجتماعية والوحدة الوطنية
والتضامن العربي الحقيقي
ولتتراجع الرياضة والفنون الى مرتبة الخلف من حيث الاهمية
كفانا اسرافا ومظاهر بدوية فارغه وتبجح كاذب
في الوقت الذي لا زلنا فيه تحت الصفر
لنتعلم الجدية
وكيف ننهض من كبوتنا
لنتعلم المواجهه الشجاعة مع واقعنا وذواتنا بدلا من الهروب العصابي السيكوباتي المخجل .