العمليه العسكريه تحقق اهدافها


عدلي عبد القوي العبسي
الحوار المتمدن - العدد: 7209 - 2022 / 4 / 3 - 10:13
المحور: الارهاب, الحرب والسلام     

هو ليس غزو روسي يرمي الى الاحتلال والبقاء
ليس عدوان يستهدف النيل من دوله وشعب مجاور صديق كما يروج الاعلام الغربي الاستعماري النازي المتصهين
ليس الامر كذلك حتى يقال هذه مقاومه وصمود
وحتى يتم سرد بطولات وهميه لعصابه نازيه زرعها الغرب ودعم وصولها الى السلطه لغرض التعاون من اجل تدمير روسيا و احتلال الاطلسي لاوكرانيا
ليس ما يحدث غزو بالمعنى المعروف للكلمه وانما هي عمليه عسكريه محدوده واضحه الاهداف ترمي الى طرد عصابه نازيه من الحكم في دوله مجاوره ضمن المحيط الجيوسياسي الامني لروسيا
عصابه ارادت الشر بالدوله الروسيه خدمه للحلف الاستعماري الغربي المسمى بالنيتو
ارادت تسهيل موطئ قدم عسكري بقاعده لسلاح نووي بيولوجي يمتلكه الحلف على ابواب روسيا استعدادا لتدبير هجوم ضدها في المستقبل القريب
هي عصابه شريره اجراميه
قتلت الالاف من ابناء الشعب القاطنين في شرق اوكرانيا ونكلت بهم ومارست السلوكيات العنصريه ضدهم لانهم رفضوا الحكم النازي العنصري الوحشي اولا ولانهم تمسكوا بحقوقهم الانسانيه ولغتهم الروسيه ثانيا ولانهم رفضوا جر اوكرانيا الى الحلف الاستعماري الغربي المعادي للشعوب
عصابه ارادت شن عدوان عسكري ضخم على اولئك الاوكران الروس الناطقين بالروسيه القاطنين في اقليمي لوجانسك ودونيتسك
كان مبيتا لهذا العدوان ان يتم في الخامس والعشرين من فبراير
فجاءت عمليه اوكرانيا العسكريه للجيش الروسي استباقا ومنعا لحدوث مجزره عرقيه رهيبه هناك
وكان من اهداف هذه العمليه منع انضمام اوكرانيا الى حلف الناتو وجعلها محايده
وضمان حق تقرير المصير لابناء جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك
من المعلوم ان الجزء المسمى بشرق اوكرانيا خاصه الاراضي الواقعه شرقي النهر كان تاريخيا جزءا لا يتجزأ من الارض الروسيه و جزءا صميما من نسيج الشعب الروسي
وهذا واقع تاريخي لا ينبغي تجاهله
لم يكن هناك حتى وقت قريب بلد اسمه اوكرانيا
وان تشكيل الدوله الاوكرانيه جاء بفضل حسابات ودوافع واعتبارات سياسيه تقدميه ( وان لمس الكثيرون وجود نوع من القرار المتسرع غير المدروس ) للقياده الثوريه السوفييتيه اثناء البواكير الاولى لتأسيس دوله الثوره الاكتوبريه العظيمه
و ان كان بناء مقومات هذه الدوله الاشتراكيه سابقا ومرتكزات الانتاج الصناعي والزراعي فيها جاء انذاك كخطوه ايجابيه تقدميه في سياق التوزيع العادل للثروه والسلطه كمبدأ ثوري سوفييتي عظيم


لكن في المآلات اللاحقه وفي ظروف الثوره المضاده مطلع التسعينيات حدث ما كان في حسبان البعض وتخوفهم في الماضي
انقلب الوضع في اوكرانيا الى كارثه جيوسياسيه مدمره على دول الاقليم و مستقبل الشعوب السوفييتيه السابقه ككل خاصه شعوب روسيا الاتحاديه ودولتها العظيمه
استغل الغرب الاستعماري الوضع الفوضوي الجديد للثوره المضاده الذي ساهم هو ايضا بشكل كبير في ايجاده
في اتجاه خلق بؤر للنزاع المستقبلي ونكء جرح شديد نازف في الخاصره الروسيه

جرى اهتمام حلف الناتو باوكرانيا كخانه اساسيه و في الحزام الثعباني الذي يسعى الى ضربه حول روسيا من كل الجهات
ومن خلال ادراكه لتعقيدات العلاقه الروسيه الاوكرانيه في التاريخ المعاصر
راح يعمل على اثاره واحياء بذور الصراعات السابقه ووجد في حقبه بانديرا الفاشيه منتصف القرن الماضي تاريخا مضطربا و مملوءا باحقاد من المفيد اذكاءها ولم يجد افضل من دعم هذه الروح القوميه المتطرفه ودعم وصول حامليها النازيين الى السلطه
فبمجرد وصول هؤلاء الى السلطه سينفتح تلقائيا صندوق باندورا وتتدفق منه كل انواع الشرور
لتجرف كل دول وشعوب الاقليم نحو حرب مدمره لا مخرج منها واولها المستهدف الرئيس في هذا المخطط اي الدوله الروسيه الجديده الناهضه التي بات ينظر لها كتهديد حقيقي للاطماع الغربيه في الاقليم والعالم
لكن القياده الروسيه المحنكه تدرك كل هذه الالاعيب الاطلسيه القذره
ولن تسمح باطاله امد الحرب وتحويلها الى مستنقع يستنزف قوات الجيش الروسي
وستعمل فقط من اجل ضمان تدمير الاله العسكريه المعاديه وتحييد اوكرانيا واستئصال العصابه النازيه من الحكم وحمايه ابناء اقليم دونباس وضمان تمتعهم بحقوقهم الانسانيه التي كفلتها لهم القوانين الدوليه
وهاهي الان على مقربه من اعلان تحقيق العمليه بمرحلتيها لاهم اهدافها
وهو حقا سيكون اعلان تاريخي يدشن بدايه حقبه عالميه جديده هي حقبه ما بعد اميركا
اهم ملامحها زوال وجود الهيمنه الاميركيه على العالم