نحن فاشيون

سيقول القائل منكم اننا انكشاريون نشبه الفاشيست
واسمحوا لي بقول رأيي المختلف نحن ابشع واسوأ بكثير
نحن فاشيون صريحون
تعرفنا من خطابنا
تجدنا فيما هو سائد من الخطاب الذي لا عقل له
الخطاب الردئ الذي يمتطي صهوة النزوة والغضب ويتغذى من مشاعر الكراهية للآخر والتعصب القومي المقيت
الخطاب اياه الذي لم يعد امتيازا او حكرا على الغرب المجنون ونازييه المتوحشين فقط
بل نحن العرب ايضا غالبيتنا السياسيون والمثقفون والمتعلمون بل والاناس العاديون
نشبههم كثيرا في الفكر و المشاعر والسلوك في استمراء
خطاب العنف الذي هو محض ارهاب وقسوة مفرطة لا لزوم لها محض انفعال طفولي
وعرض سيكوباتي جماعي
وانبجاس الى الاعلى لكل سوداء مترسبة في قعر الخافية فوران للمكبوتات وانكشاف فاضح لبربرية مكسوة بقشرة زائفة عن تحضر مزعوم
خطاب صادم تغلب عليه لغة بعيدة عن العقل والمنطق والحكمة
لا يعكس لك الا تراكما طويل الامد للاحقاد والتصورات المغلوطة و تحكم عجيب وهيمنة للقيم الفاسدة وطغيان لانماط من التفكير العصبوي الغرائزي جنبا الى جنب مع التفكير النفعي الاناني الانعزالي الضيق
خطاب بائس كهذا يثير الشفقة على اصحابه
الخطاب السياسي والفكري والثقافي الذي لا يتوسل الحكمة ويجافي المنطق وكلام العلم ويزور الحقائق التاريخية ويضرب عرض الحائط بكل الدروس التاريخية وخبرات التجارب الحياتية المجتمعية المتراكمة وكل كنوز التراث الانساني
خطاب لا يصدر عن المؤسسات الاجتماعية الحضارية بل عن غوغاء العصابات المتنفذة
ويستقوي بالعادة والمألوف ويتغذى من جهل العامة الغاضبين من اسوأ ما في التراث
يدغدغ اعمق ما في الغرائز الدفينة
خطاب يعرض لنا لوحة بدائية ركيكة رسم متوحش بري صوت قادم من اقاصي زمن الطفولة البشرية
هلع مدفوع بالوهم خطاب مضلل مغالط للذات تجد له رواجا في وسط العامة وجلهم من قليلي العلم والحزانى والمكتئبين وضحايا الفقر والقمع والجهل
واكثرهم في مجتمعات عصابية مقهورة ويشكلون غالبية السكان
هذا هو الحال في السواد الاعظم من مجتمعات اليوم الراسمالية المتأزمة وخاصة المتأخرة
ويظهر بشكل فاقع وحاد في بعض المجتمعات والاوساط المقهورة والمتأخرة كمجتمعاتنا العربية ومجتمعات اخرى فيها الكثير من ترسبات الماضي
ومن سوء الواقع الراهن وازمته وفيها الكثير من التدخلات والتحكمات للمستعمر
الكثير من مظاهر الاختراق الثقافي و روابط التبعية
نعم
الفاشية تعبث بمجتمعاتنا العربية
الفاشية هاهنا
الفاشية تكشفها من خطابها العصابي والمجنون وهي وليدة الراسمالية المتأزمة
مأساتنا هي في مجتمعات فاشية يغذي ازدهارها ونموها السيكوباتي الاجتماعي نظام راسمالي امبريالي تحكمه طغمة مالية عالمية فاشية صهيونية لا تخلو هي نفسها من ذات المنطق
وتساهم ببراعة في عمليات تخليق واستدامة وتنمية الفاشية في مجتمعات اليوم وفي الترويج وتقديم شتى صنوف الدعم وعلى رأسه الدعم الاعلامي لكل ما هو عصابي وفاشي ومدمر في المجتمع
الخطاب المعصوب وجماهيريته مؤشر وعلامة واضحة على حالة المجتمع العصابي مثلما هو قبلا مؤشر على الافلاس الحضاري التاريخي لنظام العولمة الامبريالية الذي بدد الثروة وافقر المجتمعات و سلب الكرامة الانسانية ونشر التفاهة واستعبد الشعوب ونشر الفساد و قضى على سكينة المواطن واستقراره وامنه بالحروب المدمرة
وزرع الاوبئة ليست الاوبئة الطبيعية فقط وانما الاوبئة الاجتماعية كما هو حال الفاشية
وباء اجتماعي قاتل للطموح والامل
وتأثيره المدمر اقوى من الاف القنابل النووية
خطاب الفاشية العصابي يخلق الطاقة السلبية في الفرد ويفت في عضد كل متعاطيه او الواقع تحت تثيره
الخطاب المعصوب تعبير عن ازمة اجتماعية مستفحلة ازمة وطن سليب
بتعبير بسيط واضح وطن ضحية للاستبداد والاستعمار معا
شعب مسلوب الحقوق مكبل بالاف الاغلال مطحون بالفقر والقمع والمرض والجهل والخرافة
شعب لا يملك القرار على مقدراته لا يملك من تقرير مصيره وامره شيئا
يجتر آلام الماضي الافراد فيه فقدوا الملامح و الهوية بعد ان سلبت منهم الحرية والارادة
وتوجهوا في مسار شيطاني مدمر خارج العقل والانسانية والضمير
.