القرآن يخالف حقوق الإنسان


سامي الذيب
الحوار المتمدن - العدد: 5669 - 2017 / 10 / 14 - 10:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

كتب لي أحد قرائي الغربيين يقول:
أشكركم على تعليقكم واجدد طلبي لرأيكم في تحليلي للإسلام.
في قراءاتي لمحاولة فهم هذا الدين تعلمت أن قراءة القرآن يمكن أن تتم وفقا لبعض المفسرين عن طريق القياس (!؟!).
1. وهذا يعني أنه سيكون هناك قدر كبير من عدم اليقين حول المعنى الحقيقي لبعض الآيات؟
2. سورة الفاتحة التي كتبتم عنها كتابا (الفاتحة وثقافة الكراهية https://goo.gl/NoK3kA) هي دليل على أن القرآن يقول شيئا وعكسه.
3. تبدأ كل سورة بالتأكيد بأن الله رحمن رحيم. ومع ذلك، فإن بعض السور تحتوي على تهديدات ضد الكفار وما إلى ذلك. ويمكن الاستدلال من ذلك أن القرآن يثير الكراهية، وبالتالي يتناقض تماما مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي تعتمد عليه معظم الدول الغربية، والذي يعترف بمبدأ حرية الدين، وهو مبدأ غير قابل للمساومة. وفي عيني هذا أمر أساسي لأنه يعني أن الإسلام لا يمكن أن يكون مقبولا في الغرب.
.
وكان ردي
--------
بصفتي مترجم للقرآن في ثلاث لغات (الفرنسية https://goo.gl/wIXhhN والإنكليزية https://goo.gl/wQ6Twq والإيطالية - ستصدر قريبا) وناشر لطبعة عربية محققة للقرآن بالتسلسل التاريخي https://goo.gl/nKsJT4، يمكنني أن اقول ما يلي:
- القرآن مليء التناقضات، ولهذا السبب قام الفقهاء بوضع نظرية الناسخ والمنسوخ
- قرابة 20% من آياته مبهمة، مما فتح المجال لتفاسير متناقضة. وهذا ما تذكره كتب التفسير الطويلة (مثل تفسير الطبري). وبعض آياته تحتمل 20 معنًا مختلفا متناقضا. وهو ما يمثل كابوسا للمترجم: فأي من هذه المعاني عليه ان يأخذ به؟
- هناك عنف متواتر في القرآن. فبمحاذاة آيات مسالمة ومتسامحة، هناك آيات عديدة تحث على العنف. ولا يمكن الفصل بين هذه الآيات إلا إذا تم نشر القرآن بالتسلسل التاريخي.
- القسم المكي من القرآن مهضوم نوعا ما. أما القرآن المدني فهو، في نظري، أبشع 1000 مرة من كتاب (كفاحي) لهتلر. والقرآن المدني مخالف مخالفة صريحة للوثائق الدولية في مجال حقوق الإنسان. وقد نبهت على ذلك في مقدمة طبعتي العربية القرآن وترجماتي. فقد نشرت التنبيه التالي في بداية تلك الطبعة والترجمات:
.
تنبيه لقراء القرآن
كغيره من الكتب المقدسة، يتضمن القرآن بصورة مباشرة، أو غير مباشرة من خلال سُنة النبي محمد التي يفرض على المسلمين إتباعها، نظمًا مخالفة لحقوق الإنسان المتعارف عليها في المواثيق الدولية، خاصة في الجزء المدني منه. ولِذا ندعو القراء إلى قراءته بروح ناقدة ووضعه في إطاره التاريخي، أي القرن السابع الميلادي. ومن هذه النظم المخالفة لحقوق الإنسان التي ما زالت القوانين العربية والإسلامية تنص على بعضها وتطالب الحركات الإسلامية بتطبيقها، كليًا أو جزئيًا، نذكر على سبيل المثال:
- عدم المساواة بين الرجل والمرأة في الزواج والطلاق والميراث والشهادة والعقوبات والعمل، والتحريض على العنف ضد النساء، وزواج القاصرات، وممارسة ختان الذكور والإناث على الأطفال.
- عدم المساواة بين المسلم وغير المسلم في الزواج والطلاق والميراث والشهادة والعقوبات والعمل.
- عدم الاعتراف بالحرية الدينية وخاصة حرية تغيير الدين.
- الحث على مقاتلة غير المسلمين واحتلال اراضيهم واخضاع غير المسلمين لنظام الجزية وقتل من لا يتبع الديانات السماوية.
- وصم غير المؤمن بالكُفر، وتعليم المسلمين كراهيته فيما يُعرف بمفهوم «البغض في الله» والبراء منه وطلب قتاله فيما يعرف بجهاد الطلب.
- تثبيت نظام الرق والسبي وملك اليمين من خلال كتب شرعية تدرس في الأزهر ومؤسسات دينية وجامعية اخرى، ورفض مراجعة آيات الرقيق وملك اليمين.
- النص على عقوبات وحشية مثل قتل المرتد ورجم الزاني وقطع يد السارق والصلب والجلد والقصاص (العين بالعين والسن بالسن).
- تحطيم التماثيل والصور والآلات الموسيقية ومنع الفنون الجميلة.
- تعذيب الحيوانات وقتل الكلاب المنزلية.
.
أرى انه على الدول الغربية منع نشر وتوزيع القرآن بشكله الحالي وفرض قرآن بالتسلسل التاريخي، ووضع هذا التنبيه في بدايته. وطبعتي العربية للقرآن وترجماتي هي الوحيدة التي فعلت ذلك.
وأذكر هنا أن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قد اعلنت في حكمين لها أن الشريعة الإسلامية لا تتفق مع الديمقراطية وحقوق الإنسان http://wp.me/p1gLKx-1hF
والمطلوب الآن هو صياغة هذا الأمر صورة أكثر دقة بأن القرآن مخالف لحقوق الإنسان. فالقول بأن الشريعة الإسلامية مخالفة لحقوق الإنسان يعني بحد ذاته أن القرآن مخالف لحقوق الإنسان، بإعتبار أن القرآن هو المصدر الأول للشريعة الإسلامية. فيجب تسمية الأمور بمسمياتها.
.
تقوم الدول الغربية بإرسال طائرات للإغارة على الإرهابيين في العراق وسوريا وغيرها، وتنشر جنودها في شوارع مدنها لمنع حدوث عمليات ارهابية فيها. ولكن في نفس الوقت تسمح بتوزيع وبيع النص الذي يعتمد عليه الإرهابيون: أي القرآن.
.
ما رأيك لو أن فرنسا سمحت لسلفيين بتوزيع كتاب على العامة يدعو إلى التمييز ضد غير المسلمين والنساء، وكراهية غير المسلمين، وقتل الكفار، واحتلال باريس وروما، وأخذ نساء غير المسلمين كرقيق، واغتصابهن وبيعهن في أسواق النخاسة، وإعطاء غير المسلمين الخيار بين التحول إلى الإسلام أو السيف أو دفع الجزية؟ هذا ما يتضمنه القرآن.
.
أين هي المشكلة؟ الجهل وعدم شجاعة قادتنا ومثقفينا وصحافينا وتقاعس جامعاتنا. من يرفض تشخيص الشر هو شريك في الشر.
قل لي: أي جامعة تجرؤ على تعليم ما ذكرته لطلبتها؟ أي صحفي يجرؤ على كتابته؟ أي سياسي يجرؤ على قول ذلك بوضوح؟
سأترك لك الجواب.
.
وأشير هنا إلى شعار الإخوان المسلمين الذين يسيطرون على كثير من الجوامع في فرنسا https://goo.gl/y8KYVx:
هذا الشعار يتضمن رسما للقرآن وتحته سيفان متقاطعان وتحت السيفين كلمة وإعدوا. وهو إشارة إلى الآية: واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم واخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف اليكم وانتم لا تظلمون.
ويحيط بالرسم ما يلي: الله غايتنا، الرسول زعيمنا، القرآن دستورنا، الجهاد سبيلنا، الموت في سبيل الله أسمى أمانينا.
كيف تسمح فرنسا لمنظمة إرهابية مثل الإخوان المسلمين بالسيطرة على المساجد في فرنسا؟
أليس هذا مهادنة مع الإرهابيين؟
سأترك لك الجواب.
.
النبي د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية للقرآن بالتسلسل التاريخي: https://goo.gl/72ya61
كتبي الاخرى بعدة لغات في http://goo.gl/cE1LSC
يمكنكم التبرع لدعم ابحاثي https://www.paypal.me/aldeeb