الخواجية اليزابيت: ناح النواح والنواحة على بقرة حاحا النطاحة


سامي الذيب
الحوار المتمدن - العدد: 7366 - 2022 / 9 / 9 - 14:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

وفاة الخواجية اليزابيت ذكرتني بعنوان قصيدة شاعرنا الكبير أحممد فؤاد نجم
ناح النواح والنواحة على بقرة حاحا النطاحة
واهديكم اغنية الشيخ إمام لهذه القصيدة الرائعة https://www.youtube.com/watch?v=ghGSW-K2_m8

والآن عودة لوفاة الخواجية اليزابيت
ما ان توفت الخواجية اليزابيت حتى بدأت وسائل الإعلام بجميع اشكالها وفي جميع دول العالم: المكتوبة والمسموعة والمرئية بنقل خبر وفاتها، وكأن في الدنيا لم يكن خبر غير هذا الخبر.
وانهالت التعازي من جميع دول العالم، وبدأ المطبلون والمزمرون يشيدون بالخواجية اليزابيت. وقامت بعض الدول بتنكيس الأعلام، حتى في الدول العربية. ولا داعي لتكرار ما جاء في وسائل الإعلام حتى لا أكون شريكا في التطبيل والتزمير للخواجية اليزابيت.

أود أولا أن أكرر المقولة الشهيرة: الميت لا تجوز عليه إلا الرحمة، مهما كانت ديانته وجنسيته وأعماله. ولا أود أن اشمت بوفاة الخواجية اليزابيت كما لا أشمت بوافاة أي شخص كان. أمير أو بياع حمير، من الخواجية أو غير الخواجية، مهما كان منصبه رفيعا أو متواضعا.
تقول المادة الأولى من وثيقة حقوق الإنسان: يولد جميع الناس أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق. وهم قد وهبوا العقل والوجدان وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضاً بروح الإخاء.
وتضيف المادة الثانية: لكلِّ إنسان حقُّ التمتُّع بجميع الحقوق والحرِّيات المذكورة في هذا الإعلان، دونما تمييز من أيِّ نوع، ولا سيما التمييز بسبب العنصر، أو اللون، أو الجنس، أو اللغة، أو الدِّين، أو الرأي سياسيًّا وغير سياسي، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي، أو الثروة، أو المولد، أو أيِّ وضع آخر.

ولكن في نفس الوقت يجب أن لا نتغاضى عن جرائم الدولة التي مثلتها لأكثر من 70 سنة، ولم تنتقد سياستها لا من قريب ولا من بعيد. والساكت عن الحق شيطان اخرس. لا اسمح لنفسي بأن احكم عليها فيما يخص الآخرة. فحكمها بيد الله. ولكن من واجب البشرية محاكمة اعمالها طيلة حياتها. وهي في نظري لا تقل إجراما عن رؤساء ووزراء ومسؤولي دول تم محاكمتهم من قبل محاكم دولية بسبب جرائمهم. وكفلسطيني، لا يمكنني أن أنسى بأن دولتها هي سبب ما عانينا ونعاني منه منذ وعد بيلفور المشؤوم في عام 1917 حتى يومنا هذا. وقد طالب الفلسطينيون بريطانيا تحمل مسؤوليتها عن هذا الوعد المشؤوم وما جره علينا من ويلات. ولكن بريطانيا التي كانت ملكتها الخواجية اليزبيت رفضت ذلك.

إذن الرحمة للخواجية االيزابيت. والعار كل العار لكل من طبل وزمر لها ونكس الأعلام لوفاتها دون ذكر جرائمها وجرائم الدولة التي مثلتها.

هذا المقال بالصوت والصورة https://www.youtube.com/watch?v=FRYV87qRKSQ