رسالة إلى أخوتي الفلسطينيين واليهود


سامي الذيب
الحوار المتمدن - العدد: 7780 - 2023 / 10 / 30 - 21:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

في هذه الأوقات الحالكة التي تعيشها منطقتنا
أود أن أوجه رسالة لإخوتي الفلسطينيين واليهود على السواء.
ما يحدث اليوم من قتل ودمار مروع في منطقتنا كان من الممكن تفاديه بكل سهولة لو قبلنا تحكيم العقل.
لا أحد منا إختار دينه ولا عائلته ولا لغته ولا مكان تواجده ولا حتى إسمه. وهذه الأرض التي يطحن بعضنا البعض فيها دون رحمة يمكن أن تسعنا جميعا إذا قبلنا بمبدأ المساواة للجميع دون أي تفريق على أساس الدين كما ينص عليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في مادته الأولى: يولد جميع الناس أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق. وهم قد وهبوا العقل والوجدان وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضاً بروح الإخاء.
ومادته الثانية: لكلِّ إنسان حقُّ التمتُّع بجميع الحقوق والحرِّيات المذكورة في هذا الإعلان، دونما تمييز من أيِّ نوع، ولا سيما التمييز بسبب العنصر، أو اللون، أو الجنس، أو اللغة، أو الدِّين.
هذا الصراع الذي دام أكثر من 70 سنة يمكن حله في أقل من سبع دقائق إذا قبلنا جميعا الإلتزام بهاتين المادتين.
وإذا لم نتفق على ذلك، فسوف يستمر القتل والدمار إلى ما لا نهاية ويروح كثير من الأبرياء ضحية هذا الصراع الجنوني.
علينا جميعا أن نتفق الآن، اليوم، وليس غدًا، على إقامة دولة مواطنة، وليس دولة يهودية أو دولة إسلامية. نريد دولة مواطنة تعامل الجميع بالمساواة وفقًا للمادتين المذكورتين، متبعين في ذلك النموذج السويسري حيث يتعايش بسلام ووئام أربع مجموعات عرقية ولغوية والكثير من الطوائف الدينية. وهذا كفيل بحل جميع مشاكلنا اليوم وفي المستقبل.
وأطالب الدول العربية والإسلامية والغربية والأمم المتحدة دفع طرفي الصراع لقبول مثل هذا الحل.
وأطالب الدول العربية والإسلامية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع دولة إسرائيل وقطع إمداد البترول والغاز عن الدول الغربية التي تساند إسرائيل وتأجج الصراع في منطقتنا. فالغرب فقد أخلاقياته ولا تهمه إلا مصالحه. فإذا ما تم تهديد مصالحه سوف يرجع إلى نهج أخلاقي يتفق مع مبادئ حقوق الإنسان.
أدين بشدة الدول الغربية والإعلام الغربي الذين يدعمان دولة إسرائيل، واعتبرهما مسؤولين عن كل نقطة دم وعن كل دمار يحث في منطقتنا.
كما أدين الأمم المتحدة التي خلقت هذا الصراع وفشلت في فرض أيقاف النار لإقاف نزيف الدم في منطقتنا
ولكن أولا وآخرًا علينا جميعا في منطقتنا، فلسطينيين ويهود، السعي لإنهاء هذا الصراع الذي لا يخدم إلا مصالح الغرب ودعاة الحرب.

د. سامي الذيب
قانوني فلسطيني في سويسرا
مترجم الدستور السويسري للغة العربية للحكومة السويسرية
ومترجم القرآن إلى ثلاث لغات
هذا المقال بالصوت والصورة
https://www.youtube.com/watch?v=e4jqdhao6l0