مصيبة: الإسلام دين كامل


سامي الذيب
الحوار المتمدن - العدد: 5596 - 2017 / 7 / 30 - 12:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

أقرأ هذه الأيام على صفحات الفيسبوك واشاهد في الأخبار ووسائل التواصل الإجتماعي هذه العبارة أو ما يشابهها

أنا مسلم
والإسلام دين كامل
لكنني لست إنسانا كاملا
إذا ارتكبت خطأ فلا تلوموا الإسلام
ولكن لوموني أنا

دعونا نغير هذه العبارة كما يلي:
أنا نازي
والنازية دين كامل
لكنني لست إنسانا كاملا
إذا ارتكبت خطأ فلا تلوموا النازية
ولكن لوموني أنا
.
فما رأيكم فيمن يقول هذا القول الأخير؟
والسؤال هو: ماذا يجعل الإسلام دين كامل في نظر الذين يتقولون مثل هذه المقولة؟
والجواب: القرآن ذاته:
ان الدين عند الله الاسلام (سورة آل عمران آية 19)
اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا (سورة المائدة آية 3)
ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين (سورة آل عمران آية 85)
.
وربما يجب علينا ان نذكر الآية الثانية بالكامل
حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما اهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما اكل السبع الا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وان تستقسموا بالازلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون ** اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ** فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لاثم فان الله غفور رحيم
يلاحظ من هذه الآية أن الفقرة ** اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا **
دست دسا في الآية المذكورة وسط محرمات الأكل. فما علاقة *كمال الدين* بأكل لحم الخنزير؟
فهي مثل البعرة في اللبن.
.
لنترك جانبا هذه الملاحظة الشكلية الأخيرة ولنذهب لجوهر المشكلة.
المشكلة نابعة من خطأ في المقدمات. وينتج عنها خطأ في النتائج واستحالة في تصحيحها.
المقدمة تبدأ بالإعلان "ان الدين عند الله الاسلام "
وهذا خطأ فظيع. فكل دين هو من صنع البشر، قديما كان هو حديثا. وهذا ينطبق على اليهودية والمسيحية والإسلام والماركسية والنازية.
وإن انت لم تواجه هذا الخطأ بصرامة، فأنت سوف تزل بك القدم فتقول: "اليوم اكملت لكم دينكم".
فالله في نظر المسلمين كامل، وكل ما يأتي من الكامل هو كامل.
.
وبعد هذا الخطأ الثاني، نتجه بالضرورة نحو الخطأ الثالث هو: "ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه"
فتحول الإسلام إلى سجن، ورجال الدين إلى سجانين وتجار دين من مصلحتهم إبقاء المساجين داخله، وإلا فقدوا وظيفتهم.
وهكذا تمنع كل نقد للإسلام، ويصبح مستحيلا تصحيح أي وضع ناتج عن الإسلام
ومن هنا ان قلت بأن مثلا الإنسان:
حر في أن يصلي أو لا يصلي
حر في أن يصوم أو لا يصوم
حر في أن يدخل في الإسلام أو يخرج منه
عندها تعرض نفسك للخطر ليس فقط في الدول الإسلامية، بل أيضا خارجها، أينما امتدت اليه أيدي الأخطبوط الديني. وكما يقال: قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق.
وهذا ما يفسر فتوى الأزهر ضد المحامية التركية التي فتحت مسجد مختلط في المانيا وأرادت اقامة الصلاة على طريقتها. ونتساءل: ما دخل أم الأزهر بما يجري في المانيا؟
والنتيجة ان هذه المحامية هي الآن تحت حماية البوليس الألماني 24 ساعة على 24 ساعة ... حتى في بيت الحمام... في المانيا
أنظر في هذا المجال مقالي http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=563281
.
وكيف يمكن تفادي هذا الإنزلاق نحو الهاوية والفاشية الإسلامية.
الجواب بسيط: يجب هدم المقدمة الأولى الخاطئة. فكل ما هو مبني على خطأ يصبح خطأ.
ابني بيتا على الرمال وسينهار البيت فوق رأسك ورأس عائلتك.
.
لنبدأ إذن بتصحيح الخطأ الأول:
ان الدين عند الله الاسلام (سورة آل عمران آية 19)
الإسلام والمسيحية واليهودية والماركسية والنازية هي من صنع البشر، ولا دخل لله فيها لا من قريب ولا من بعيد، لا من قدام ولا من وراء.
والقول بأن االكتب المكدسة نازلة من السماء مجرد هراء في هراء. فلا ينزل من السماء إلا المطر والنيازك وبراز الطيور. ومن يقول عكس ذلك مكانه الطبيعي مصحة الأمراض العقلية.
وهذه الكتب تتضمن الغث والسمين. ويجب الفصل بين ما هو غث وما هو سمين إذا لا تريد ان تتعرض لتسمم قاتل.
.
إذا ما انتيهنا من تصحيح هذا الخطأ الأول عندها فقط يمكننا تصحيح الخطأ الثاني الذي يقول:
اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا (سورة المائدة آية 3)
فالإسلام ليس كامل، وعيوبه تمثل خطر على المسلمين أولا، وعلى العالم اجمع. ويكفي هنا ان ننظر ما يحدث في طول البلاد الإسلامية وعرضها... وحتى في الدول الغربية. فالإسلام مثل الحليب الذي نفذت صلاحيته. ولا بد من استبداله أو تغييره بالكامل حتى لا تتسمم البشرية به.
وبعد ذلك يمكننا تصحيح الخطأ الثالث الذي يقول:
ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين (سورة آل عمران آية 85)
يجب ان نترك للإنسان الحرية كاملة في اختيار الدين الذي يريده. ولا عجب ان رأينا مجلس وزراء العدل العرب الأغبياء المجرمين يوافقون على قانون جزائي عربي موحد عام 1996 ينص على قتل المسلم الذي يترك دينه. وهذا القانون موجود على موقع الجامعة العربية https://goo.gl/TWHUoN وقد قمت بترجمته للفرنسية https://goo.gl/hWkai9
.
ارجعوا لعقولكم. ارحمونا رحمكم الله. كفاية هبل وشلالات دماء ودمار.
.
ملاحظة: اسمح بنشر التعليقات ولكن لا ارد عليها، تاركا للقراء إبداء رأيهم. وإن لم يتم نشر احد التعليقات من قبل إدارة الحوار المتمدن فهذا ليس بيدي.
.
ادعموا حملة "الترشيح لنبي جديد"
https://goo.gl/X1GQUa
وحملة "انشاء جائزة نوبل للغباء"
https://goo.gl/lv4OqO
.
النبي د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية للقرآن بالتسلسل التاريخي: https://goo.gl/72ya61
كتبي الاخرى بعدة لغات في http://goo.gl/cE1LSC
يمكنكم التبرع لدعم ابحاثي https://www.paypal.me/aldeeb