توحيد النص القرآني


سامي الذيب
الحوار المتمدن - العدد: 5458 - 2017 / 3 / 12 - 02:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

الأناجيل الأربعة
-----------
من المعروف أن المسيحيين يعترفون بأربع أناجيل وهي: إنجيل متى، وانجيل لوقا، وإنجيل مرقص، وإنجيل يوحنا.
وإذا اردنا ان نعقد مقارنة فهي تشبه سير النبي محمد المختلفة،
مع الفرق أن هذه الأناجيل تعطينا معلومات قليلة جدا عن حياة السيد المسيح، ولا نعرف منها إلا قصة ميلاده وتقديمه للهيكل ... ولا نعرف كيف كان يعيش قبل بدأ رسالته في عمر 30 سنة. كما لا نعرف عن رسالته التي استمرت فقط ثلاث سنين إلا بعض معجزاته وأقواله ونهايته الكارثية مصلوبا في عمر 33 أو 34 سنة وقيامته من القبر وصعوده للسماء وفقا لتلك الأناجيل. ولن ندخل هنا في نقاش موقف القرآن عن صلب المسيح. فما يهمنا هو ما تقوله هذه الأناجيل.
.
أضف إلى ذلك أن هذه الأناجيل الأربعة المعترف بها رسميا -- ناهيك عن الآناجيل المنحولة الأخرى -- تتفق فيما بينها في بعض الأحداث، وتختلف في أحداث اخرى.
وقد حاول البعض وضع سيرة السيد المسيح في اربعة اعمد متوازية للمقارنة بين ما جاء في تلك الأناجيل
وتحت يدي مقارنتين،
واحدة باللغة الفرنسية http://www.jchr.be/religion/synopse.htm
وواحدة باللغة الإنكليزية https://bible.org/assets/pdf/White_ntsynopsis.pdf
.
يعتقد المسلمون أن القرآن نزل من السماء. وأنه مطابق لما نزل على النبي محمد بلا حذف ولا إضافة
ولن ندخل في هذا النقاش العقائدي
وما يهمنا هنا هو تكرار قصص القرآن فيما يخص الأنبياء والمرسلين
فبينما جاءت قصة يوسف في سورة واحدة، فأن قصص الأنبياء والمرسلين الآخرين جاءت مكررة في عدة سور
فحتى تتمكن من معرفة كل ما جاء عن موسى في القرآن، عليك في الواقع تجميع الآيات المتفرقة التي جاء فيها ذكر موسى وترتبها وتقارن بينها.
وقس على موسى قصص ابراهيم وعيسى ومريم وياسين ويعقوب وغيرهم
والأخطر من كل ذلك هو وجود تناقض بين ما يقول القرآن عن شخص معين في سورة ما وما يقوله عنه في سورة اخرى.
وفي بعض السور، جاءت القصة مختصرة، وفي بعضها الآخر جاءت مطولة.
وحاليا اكرس عدة حلقات مع برنامج جسور حول هذه القصص مع جداول تبين الإختلاف فيما جاء في السور المختلفة حول كل شخصية.
ويمكن متابعة حلقاتي على قناتي الخاصة https://www.youtube.com/user/samialdeeb/videos
.
إن كان عند المسيحيين اربع أناجيل، يمكن طرح نفس السؤال عن القرآن: كم من القرأئين كان عند المسلمين؟
فباين من تكرار قصص القرآن والتناقض بينها أنه كان هناك عدد من القرائين، وقد تم حزم كل هذه القرائين بين دفتي القرآن الحالي، مع محاولات لجعلها تتطابق على قدر الإمكان
ولكن عدم وجود كمبيوتر يسهل عمل التوليف بين النصوص المختلفة، فقد وصلنا القرآن بالشكل الحالي الذي يجعل منه كشكولا مقطع الأوصال.
فمصحف المشهد الحسيني في القاهرة يزن قرابة 80 كيلوغراما
فكيف يمكن تغيير وترتيب آيات القرآن فيه؟
ولو كان عند محمد كمبيوتر، فمن المؤكد بأن القرآن الذي بين أيدنا سيكون مختلفا تماما عما نراه اليوم
وإذا رجعنا إلى ما قبل 50 سنة، قبل استعمال الكبيوتر، يمكن لك ان تتصور الصعوبة التي كان يلاقيها الطالب في تنظيم المعلومات وعرضها بصورة منطقية في رسالة الدكتوراة
أما اليوم فبكبسة زر يمكنك ان تعيد ترتيب النص كما تشاء في أقل من دقيقة واحدة.
فما بالك بالقرن السابع الميلادي؟ تقول مصادر اسلامية أن زيدا جمع القرآن من الرقاع واللخاف والعظام والجلود وصدور الرجال. تصور زيدا جالس وأمامه كومة من هذه المواد البدائية التي كتب عليها القرآن.
وعندها سوف لا تتعجب للنتيجة الكارثية التي وصلنا بها القرآن.
.
المهم في الأمر، هو محاولة الإستفادة من خبرة المسيحيين في تجميع نصوص الأناجيل الأربعة لإكتشاف التجانس والتناقض فيما بينها.
عندنا سوف نصل إلى فهم اكبر للنص القرآني
وهذا ما سوف احاول عمله مستقبلا إن كان في العمر بقية
والأسلوب الذي سوف اتبعه هو تجميع القصص القرآنية في اعمدة، وربما بعد ذلك حذف المكررات
قولوا معي: إن شاء الله.
.
النبي د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية للقرآن بالتسلسل التاريخي: https://goo.gl/72ya61
كتبي الاخرى بعدة لغات في http://goo.gl/cE1LSC
يمكنكم التبرع لدعم ابحاثي https://www.paypal.me/aldeeb