ما هو اذن الإسلام؟


سامي الذيب
الحوار المتمدن - العدد: 5062 - 2016 / 2 / 1 - 21:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

مقالي الأخير http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=502983
النبي محمد يتنبأ بنهاية الإسلام
اثار عدد من التعليقات في الحوار المتمدن وعلى الفيسبوك.
ولم اتمكن من قراءة كل تعليقات الفيسبوك لأني اقفل على بعض المعلقين بعد ملاحظة أنهم ينطلقون من منطلق عقائدي يلغي العقل. فعبارات مثل "قال الله"، "كلام الله"، "كتاب الله" هي مؤشر لي بأن المكان الطبيعي لأصحابها هو مصحة الأمراض العقلية.
.
هناك تعليق استوقفني في الحوار المتمدن لشخص يسمي نفسه muslim aziz قال فيما قال:
نعم يا دكتور سامي الرسول محمد تنبأ أن الاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ......ولكنك هل لا حظت واستنبطت وفهمت قول محمد عليه الصلاة والسلام....هذا يعني ان الناس ستبتعد عن التدين عن الالتزام بالدين وليس لأن الدين ليس قويما وليس منزلا من عند الله. الرسول من تنبأ وليس بحاجة للمثقفين لينتقدوا الرسول كما انتقد بوتين لينين. أما العصمة فهي في تبليغ الرسالة ليس الا والانبياء بشر مثلنا مثلهم وكذالك يسوع ما هو الا بشر وليس الاها ولا ابن اله. الانسان بطبيعته يحب التمرد حتى على القوانين الوضعية وهذا لا يعني فسادها وعدم صلاحيتها. انما الفساد يكمن في داخلية الانسان نفسه.
.
وقد رددت عليه
رسالة محمد لا تختلف عن رسالة لينين أو عن رسالتي. والدودة هي في الرسالة التي حملها لينين والتي حملها محمد. وهي التي تنخر في مجتمعنا وتنتج ما نراه من دمار وشلالات دماء. الخطأ الذي وقعت فيه انك ترى رسالة محمد نازلة من السماء... ولا ينزل من السماء إلا المطر والنيازك وبراز الطيور.
.
وقدر ردت عليه الأخت ماجدة منصور. وفيما قالته تحت صورة سؤال:
يقول البعض أن داعش هي الوجه الحقيقي للإسلام...ونحن نصيح لا لا لا..هذا ليس الوجه الحقيقي للإسلام....فهل تكرمت علي أخي الكريم لتشرح لي ما هو الوجه الحقيقي للإسلام وأين يقبع كي نلتقطه و نسلط الضوء عليه.
.
لكن صاحبنا muslim aziz لم يرد عليها لأسباب أجهلها. وقد وعدت الأخت ماجدة منصور بالرد عليها ... وما زلت في إنتظار رده.
.
ردي على سؤال الأخت ماجدة منصور
-----------------------
يقول القرآن
ان الدين عند الله الإسلام (آل عمران 19) --- وعددها وفقا لتسلسل النزول 89
ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين (آل عمران 85) --- وعددها وفقا لتسلسل النزول 89
اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا (المائدة 3) --- وعددها وفقا لتسلسل النزول 112
.
وكل هذه السور مدنية، أي انها نزلت في العصر المدني.
والقرآن يتضمن 114 سورة، منها 86 سورة نزلت في العصر المكي، و 28 في العصر المدني
لم يقل القرآن "اليوم اكملت لكم دينكم" في بدايته، ولكن في نهايته. أي أن الإسلام ليس كما بدأ، ولكن كما انتهى عليه.
ففي القرآن المكي لا توجد آيات فيما يخص الميراث أو الشهادة التي تميز بين الرجل والمرأة، وليس فيه آية تقول بضرب المرأة أو تعدد الزوجات.
وفي القرآن المكي لا توجد آيات بخصوص العقاب: قطع اليد، والصلب، والعين بالعين
وفي القرآن المكي لا توجد آيات بخصوص الجهاد وملك اليمين والسبي والرق وغيره
وفي القرآن المكي ليس هناك آية تفرض الجزية على اهل الكتاب الذين لا يريدون ان يصبحوا مسلمين
فكل هذه الآيات هي من العصر المدني. ولهذا العصر ينتمي الحديث الذي يقول: من بدل دينه فاقتلوه.
.
وقد قررت الجامعة العربية وضع قوانين القصد منها توحيد النظام القانوني في جميع الدول العربية تتمشى مع الشريعة الإسلامية. ومن بينها القانون العربي الجزائي الموحد والقانون العربي للأحوال الشخصية الموحد. وقد وافق جميع وزراء العدل العرب على هذين القانونين الموجودين على موقع الجامعة العربية. وقد اعتمد الوزراء العدل العرب على القرآن والأحاديث في العصر المدني، وليس على القرآن والأحاديث في العصر المكي.
وكل المشاريع التي قدمها الأزهر وغيره من الهيئات الدينية وممارسات داعش واخواتها تعتمد على القرآن والأحاديث من العصر المدني، وليس على القرآن والأحاديث في العصر المكي.
وهذا دليل على أن الإسلام في نظرهم ليس كما بدأ، ولكن كما انتهى عليه.
يقول ابن تيمية ومعه فتاوى سعودية حديثة، بكل صراحة، بأن على المسلمين في حالة الضعف أن يستشهدوا بالقرآن المكي. ولكن في حالة القوة، فعليهم ان يستشهدوا بالقرآن المدني.
.
يجب علينا اذن ان نستنتج ان الإسلام في زمن الضعف يختلف تماما عن الإسلام في زمن القوة.
فداعش تمارس الإسلام في زمن القوة، وكذلك تفعل السعودية وغيرها في عدة مجالات.
والمسلمون المتواجدون في الغرب والذين يداهنوا الغربيين ويقولون بإن الإسلام دين سلام، يستشهدون بالقرآن المكي، تاركين القرآن المدني ... في انتظار وصولهم للقوة
وإن كان المسلمون لا يسبون نساء الغربيين في فرنسا على سبيل المثال، كما تفعل داعش،، فهذا لا يعني انهم تخلوا عن السبي. بل هم ينتظرون الوصول للقوة.
.
بطبيعة الحال هذا المفهوم للإسلام في زمن الضعف والإسلام في زمن القوة يقود المسلمين إلى كارثة لنفسهم أولا وللعالم في معيتهم.
وللخروج من هذه الورطة، قدم المرحوم محمود محمد طه نظرية تقول بأن على المسلمين التخلي عن القرآن المدني المتضمن لنظم مخالفة لحقوق الإنسان، والإبقاء فقط على القرآن المكي.
ولكن هذا لم يرق لرجال الدين الذين يحلمون دائما في الوصول إلى القوة لتطبيق القرآن المدني بحذافيره. ولذلك تم شنقه عام 1985 بتحريض من الأزهر الشريف.
انظري حول شنقه مقالي http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=498968
.
أنا لا ادعي العصمة فيما اكتب
فأرجو ممن يعترض على ما قلته ان يبين خطئي.
.
د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية للقرآن مجانا من هنا http://goo.gl/a6t77b أو ورقيا من موقع امازون http://goo.gl/dEgPU8
كتبي المجانية http://goo.gl/Jzlq7o
اشرطتي http://sami-aldeeb.com/video