أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - طلعت خيري - مريم - 1















المزيد.....

مريم - 1


طلعت خيري

الحوار المتمدن-العدد: 7543 - 2023 / 3 / 7 - 23:40
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



كهيعص -- الحروف المقطعة التي نقرئها في بداية السور هي احد مراحل التحول القرآني من التعبير الشفهي للساني الى التعبير الحرفي الكتابي فلا نجد تلك الحروف إلا في بداية السور المنزلة كاملة أو التي تشير الى كتاب – بينما تكاد تخفي من قصار السور – كان زكريا واليا في قومه يتولى أمورهم الدينية والدنيوية ولما أشرفت حياته على النهاية وبلغ من العمر عتيا - لم يرزقه الله بما يطمح إليه بوالي من ذريته يخلف القوم من بعده – فاضطر الى دعاء ربه - ونظرا للروايات الشركية المختلفة التي نقلها التراث الديني لآل عمران والتي حرفت دعاء زكريا فجعلته تنجيما لتحقيق الأماني والطموحات المفقودة منها الرزق بمولود - صحح التنزيل تلك الروايات حيث نقل أحداث أل عمران من الماضي الغيبي الى صدر الإسلام - هذا يعني ستطفو على الساحة الفكرية معلومات جديدة تختلف عما نقله التراث الديني لآل عمران - وبالتالي سيواجه النبي معارضه على يد الذين ليس لديهم رغبة في تصحيح عقائدهم الموروثة – فالنبي مكلف بقراءة التنزيل عليهم حسب ما أوحي إليه – الآيات من 1- 6 أوحى بها الله الى نبيه ليكتسب فكره أوليه عن زكريا -- قال الله-- ذكر رحمة ربك عبده زكريا – الذكر هو إحياء حقيقة الرحمة التي نالها زكريا من لدن ربه – والتي حرفها التراث الديني الى طقوس وخرافات وثنية وشركية تؤدى سنويا -- اذ نادى ربه نداء خفيا – بشكل مخفي لا احد يعلم به إلا الله – فأي دعاء ينسب الى زكريا غير الذي انزله الله في كتابه فهو كذب -- قال ربي إني وهن العظم مني - أي أصبح العظم ضعيفا فوهن الجسد كله واشتعل الرأس شيبا تعبير مجازي على الطعن بالشيخوخة – ولم أكن بدعائك ربي شقيا – لن أشقى بدعائي لك


ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا{2} إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيّاً{3} قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً{4}

يروي الكتاب المقدس الإنجيل تداخلا تاريخيا بين يحيى – يوحنا – وبين عيسى ابن مريم - يسوع – على أساس ان المسيح عيسى ابن مريم –يسوع- اعتمد على يد يوحنا المعمدان في معمودية نهر الأردن – فهذا التداخل التاريخي خلق محاصصة عقائدية بين اليهودية والنصرانية كتبت في الأناجيل الأربعة – علما ان زكريا ويحيى وعيسى ابن مريم لا علاقة لهم لا باليهودية ولا بالنصرانية – فزكريا ويحيى ومريم من آل عمران ينحدرون من آل يعقوب ابن إبراهيم -- فلا وجود للنصرانية ولا لليهودية في تلك الفترة -- بل كان الوجود لبني إسرائيل فيحيى أعاد كتاب موسى الأول فدعا إليه العقائديون الذين هادوا الى كتاب جديد اسمه التوراة - أما عيسى ابن مريم فدعا الأسباط القوميون من بني إسرائيل الى كتاب اسمه الإنجيل

واني خفت الموالي من ورائي -- أي خفت على قوم من والي يتولاهم من بعدي يفسد عليهم حياتهم ودينهم –وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا – وليا يتسلم الولاية من بعدي – ما دور الولي الجديد يرثني أولا – وثانيا - ويرث من آل يعقوب وجعله رب رضيا – رضيا – تعني يرضى بك ربا – الى هنا انتهى دعاء زكريا—استجابة الله له -- يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا -- لم نسمي أحدا بهذا الاسم من قبل –استفهام – قال أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقر – غير قادرة على الحمل - وقد بلغت من الكبر عتيا – عتيا بمعنى غلظت في السن فمقدرتي على التخصيب تكاد تكون معدومة

وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً{5} يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً{6} يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً{7} قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً{8}

طمئن الله زكريا - قائلا - قال كذلك - قال ربك هو علي هين – ليس صعبا على ربك –فضرب له مثلا على نفسه -- فقال -- لقد خلقتك من قبل ولم تكو شيئا – طلب زكريا دليل من ربه على انه قد استجاب دعاءه -- قال ربي اجعل لي أية -- قال آيتك إلا تكلم الناس ثلاثة ليال سويا – سويا - متتالية -فكان زكريا يعتكف في المحراب نهارا - ويجتمع بقومه ليلا – فكان يرمز إليهم دون القدرة على كلام


قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً{9} قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً{10}

بعد انقضاء الثلاثة ليال خرج زكريا على قومه من المحراب – المحراب هو مكان صغير مخصص للعبادة أو الصلاة - فأوحى إليهم ان سبحوه - أي سبحوا الله - بكرة نهارا- وعشيا ليلا – مناسبة التسبيح هو استجابة الله لدعاء زكريا– يا يحيى خذ الكتاب بقوة واتيناه الحكم صبيا – سؤال يطرح نفسه أي كتاب يأخذ يحيى بقوه -- الجواب -- هو كتاب التوراة واتيناه الحكم صبيا - الحكم بالتوراة – يوجد تداخل تاريخي بين كتابي التوراة والإنجيل من الصعب تميزه يعود زمنه الى ما قبل ولادة عيسى فسورة مريم وضحت ذلك بشكل مفصل حيث بدأت السورة بزكريا ثم يحيى ثم مريم ثم عيسى ابن مريم – فيحيى اكبر سنا من عيسى– وزكريا اكبر سنا من مريم - لأنه تكفلها بعد وفاة أمها امراة عمران -- فالتوراة نزلت على يحيى ابن زكريا قبل نزول الإنجيل على عيسى ابن مريم –فدعت الذين هادو من بني إسرائيل الى كتاب موسى – ولكي يبطل القران ما نقله التراث الديني عن إلوهية يحيى -- بين الله بعض صفاته البشرية - منها -- الحنان – وحنانا من لدنا – وزكاة – زكاة النفس من المعاصي -- وتقيا – اتقى عذاب الله بالطاعة -- وبارا بوالديه ولم يكن جبارا على قومه – ولا متكبرا ولا عاصيا لأوامر الله – أكد الله مرة أخرى على بشرية يحيى –ليرفع عنه الإلوهية - فقال -- وسلام عليه يوم ولد – يحيى مولد - الله لم يلد ولم يولد -- ويوم يموت – سيموت كباقي الخلق – لكن الله حي لا يموت -- ويوم يبعث حيا – سيحشر أمام الله كسائر البشرية

فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً{11} يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً{12} وَحَنَاناً مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيّاً{13} وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّاراً عَصِيّاً{14} وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً{15}



#طلعت_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوسف - 7
- يوسف - 6
- الرأسمالية والربح الفاسد
- يوسف - 5
- يوسف - 4
- يوسف - 3
- يوسف - 2
- حاضرة البحر – وتجارة يوم السبت
- الطواغيت وتجارة الخمور
- دور الكتب الصفراء في طغونت المجتمعات
- طواغيت الشعوب
- مكافحة الإرهاب والسرقات في الإسلام
- بومبيو ومحمد في الحوار الإستراتيجي بين العراق وامريكا
- كورونا – والموت المقدس
- كورونا في قوم نوح - 3
- كورونا في قوم نوح - 2
- كورونا في قوم نوح
- الديانة الإبراهيمية والمخطط الغربي
- رد على مقالة مصطفى راشد -- حكم المسيحية التي أسلمت وتزوجت عل ...
- الصهيونية بين حبل الله وحبل الناس


المزيد.....




- الأرض أم المريخ؟ شاهد سماء هذه المدينة الأمريكية وهي تتحول ل ...
- وصف طلوع محمد بن سلمان -بشيء إلهي-.. تداول نبأ وفاة الأمير ا ...
- استطلاع رأي: غالبية الإسرائيليين يفضلون صفقة رهائن على اجتيا ...
- وصول إسرائيل في الوقت الحالي إلى أماكن اختباء الضيف والسنوار ...
- شاهد: شوارع إندونيسيا تتحوّل إلى أنهار.. فيضانات وانهيارات أ ...
- محتجون يفترشون الأرض لمنع حافلة تقل مهاجرين من العبور في لند ...
- وفاة أحد أهم شعراء السعودية (صورة)
- -من الأزمة إلى الازدهار-.. الكشف عن رؤية نتنياهو لغزة 2035
- نواب ديمقراطيون يحضون بايدن على تشديد الضغط على إسرائيل بشأن ...
- فولودين: يجب استدعاء بايدن وزيلينسكي للخدمة في الجيش الأوكرا ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - طلعت خيري - مريم - 1