أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت خيري - طواغيت الشعوب













المزيد.....

طواغيت الشعوب


طلعت خيري

الحوار المتمدن-العدد: 6699 - 2020 / 10 / 10 - 00:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من الاية 51 – 66 المائدة

نقل أهل الإنجيل الى صدر الإسلام أحكاما جاهلية منسوبة الى كتاب الإنجيل في التعامل مع حد القصاص منها إجرامية ومنها انتقامية ومنها تعسفية فانزلوا أقصى العقوبات المالية والجزائية بمرتكبي الجروح -- فما عاد السن بالسن ولا العين بالعين إنما تعدى ذلك الى القتل والغرامات المثقلة والجلاء لاغين العفو والتسامح والإعفاء – ناسبين تلك الأحكام والمغالطات الى كتاب الإنجيل – يسال الله المصرون على أحكام الجاهلية الرافضون لحكم آية القصاص –قائلا –افحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون –أي أيقنوا حكم القصاص على حقيقته بعد انزله الله في التوراة والإنجيل والقران—

بعد إعراض أهل الإنجيل من اليهود والنصارى في الامتثال لحكم القصاص حذر الله المؤمنين من مولاتهم –قائلا-- يا أيها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم والله لا يهدي القوم الظالمين --- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ – بعد هذا التحذير سيتوقف المؤمنون عن مولاة اليهود والنصارى ولكن المشكلة مع المنافقين المصرين على مولاتهم بحجة عدم الاستقرار الأمني – على أساس ان المؤمنين لم يتمكنوا بعد في الأرض -- قل -- يا محمد - فترى الذين في قلوبهم مرض أي نفاق يسارعون في مولاتهم ويقولون متذرعين نخشى ان تصيبنا دائرة أي مصيبة بسبب التهديدات التي تتوالى علينا من كل مكان -- فنحن ننتظر الفتح أو التمكين في الأرض في دولة قوية أو يأتي أمر من عند الله أي عذاب يقضي على تلك التهديدات -- حينئذ سنكون أكثر أمنا واطمأننا على مصالحنا فيصبحوا على ما اسروا في أنفسهم نادمين – فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ{51} فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ{52}

بعد ان كشف الله سر المنافقين بمولاتهم لليهود والنصارى تفاجئ المؤمنون بأفعالهم السرية -- فقالوا --ويقول الذين امنوا أهؤلاء الذين اقسموا بالله جهد أيمناهم أنهم لمعكم حبط إعمالهم فأصبحوا خاسرين -- وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَـؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ – بما ان المنافقين هم طائفة مؤمنه بالله – لذا اعتبر التنزيل موالاتهم لليهود والنصارى رده عن الدين محذرا إياهم --قائلا -- يا أيها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم غيركم أي غير المنافقين يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل لله -- وهنا ليس جهاد الحرب إنما جهاد النفس ويقصد يمنعون أنفسهم عن مولاة أهل الكتاب ولا يخافون لومة لائم - ذلك الفضل يؤتيه الله من يشاء – أي من يشاء من المنافقين ترك مولاة اليهود والنصارى -- والله واسع عليم --يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ


وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَـؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ{53} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ{54}

يضع الله للمنافقين شكل المولاة الحقيقية لمن لا يرغب منهم ان يكون مع المرتدين -- قائلا -- إنما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويأتون الزكاة وهم راكعون -- إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ –أيها المنافقون ان كنتم تعتقدون بان الغلبة لكم بتحزبكم مع أهل الكتاب من اليهود والنصارى فانتم مخطئون -- ومن يتول الله ورسوله والذين امنوا فان حزب الله هم الغالبون -- وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ

إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ{55} وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ{56}

يعتقد المنافقون من المؤمنين ان مولاة أهل الإنجيل من اليهود والنصارى مجرد ارتباط مصالح شخصية لا غير-- ونتيجة لهذه الفهم الخاطئ جعلهم يجهلون بالنوايا الخفية وما يكنون لهم سرا من عداء -- وهذا شبه ما يجري اليوم على الساحة الإسلامية من مولاة حكام العرب الخونة للغرب بذريعة المصالح الاقتصادية -- فالغرب اليسوعي وحلفاءه من الصهاينة هدفهم الحقيقي ليس اقتصاديا إنما عقائديا للوصول الى أمجاد إسلافهم في المنطقة -- ونتيجة لنفاق حكام العرب اخفوا على المسلمين نوايا الغرب فخدعوا الشعوب في كل شيء حتى في المناهج الإنسانية كالتاريخ العربي الحديث ولقد برروا الغزو الأوربي للوطن العربي على انه مصالح اقتصادية في المنطقة -- بعد ان رفض أهل الإنجيل الاحتكام الى آية القصاص التي أنزلت في التوراة والإنجيل والقران -- منع الله المؤمنين من مولاة أهل الكتاب والكفار يعني قطع العلاقات بينهم على كافة المستويات المجتمعية والاقتصادية والتجارية-- موضحا لهم الأسباب منها استهزاء أهل الكتاب بعبادتكم وصلاتكم --قائلا -- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ – إذا ناديتم الى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا ذلك بأنهم قوم لا يعقلون-- وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ اتَّخَذُوهَا هُزُواً وَلَعِباً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ{57} وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ اتَّخَذُوهَا هُزُواً وَلَعِباً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ{58}

بات إيمان المؤمنين بالله نقمة على أهل الإنجيل من اليهود والنصارى – وخاصة بعد ان صحح القران التوراة والإنجيل وفضح المنهاج الديني السياسي المرتبط بالمصالح المالية والاقتصادية -- وقد تجر تلك النقمة أهل الكتاب الى الانتقام من المؤمنين بشن حروب أو التآمر عليهم –بيًّن لهم يا محمد أسباب نقمتهم على المؤمنين – قل -- يا أهل الكتاب-- هل تنقمون منا إلا ان بالله وما انزل إلينا ومن انزل من قبل وان أكثركم فاسقون – قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ -- قل لهم يا محمد -- هل أنبئكم أي أخبركم بشر من ذلك مثوبة عند الله – مثوبة جاءت من الثواب - مثاب – مثوب – مثوبة أي اجر يقدم للإله ليثوبه على عمله - حول الشياطين من أهل الكتاب النقمة والاستهزاء والسخرية بصلاة المؤمنين الى مثوبة عند الله أي اجر عند الله-- بل هي لعنه وغضب من الله -- من لعنه الله وغضب عليه -- قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ – يعتقد البعض وخاصة المسلمين --ان الله نسخ أهل الكتاب على شكل قردة و خنازير وهذا غير صحيح – لان التشبيه جاء على سلوك وليس على الشكل -- ولا يشمل ذلك جميع أهل الكتاب لان منهم الجهلة والمغلوب على عقولهم والعوام استغلوا من قبل الشياطين رجال الدين لأهدافهم السياسية – والدليل على ذلك - قول الله -- جعل منهم القردة والخنازير -- وعبدت الطاغوت -- فالطاغوت هي الأفكار الشيطانية التي يصدرها رجال الدين لصد الناس عن طريق الحق --أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل – وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَـئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ -- من الأفكار الشيطانية الطاغوتية التي علمها رجال الدين للقردة والخنازير من أهل الكتاب هي إظهار الإيمان علنا -- وإخفاء الكفر سرا – فقال -- وَإِذَا جَآؤُوكُمْ قَالُوَاْ آمَنَّا وَقَد دَّخَلُواْ بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُواْ بِهِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُواْ يَكْتُمُونَ

قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ{59} قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَـئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ{60} وَإِذَا جَآؤُوكُمْ قَالُوَاْ آمَنَّا وَقَد دَّخَلُواْ بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُواْ بِهِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُواْ يَكْتُمُونَ{61}


كشف الله لنا واقع حال أهل الكتاب من اليهود والنصارى في صدر الإسلام - وكيف وصل بهم الحال بسبب إتباع الطواغيت من الربانيون والأحبار حيث جعلوهم يتسابقون على الإثم والعدوان ... وترى كثيرا منهم يسارعون يتسابقون في استلهام الفتوى الفاسدة التي تحث على السحت والربي أوكل أموال الناس بالباطل والاعتداء على ما حرمه الله -- لبئس ما كانوا يعملون -- وَتَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ – قلنا ان الربانيون والأحبار طائفة مؤمنه من أسباط بني إسرائيل ظهرت في الدعوة الإنجيلية بعد نزول التوراة على يحيى ابن زكريا والمدمج مع إنجيل عيسى فكنت عقيدتهم صافية وصحيحة أثنى الله عليها -- قائلا -- إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ – وبعد الانشقاق السياسي على كتاب الإنجيل حرف الطواغيت الربانيون والأحبار كتاب التوراة بما يتناسب مع مصالحهم السياسية والطائفية فما عاد فيه شيء يدعوا الى الحق - إنما أصبح مصدرا للشر وللمعاصي والمحرمات وكل السحت – بيًّن القران لأهل الكتب من يهود ونصارى في صدر الإسلام حال مراجعهم كيف كانوا وكيف أصبحوا – قائلا -- لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ -- فالعداوة والبغضاء بين الشعوب هي من صنيعة الطواغيت رجال الدين التي غيرت فطرة الإنسان عن الهدف الحقيقي للدين وسخرت الشعوب للمكاسب السياسية والمالية متهاونين بحدود تلك المحرمات ... وقد لا يظهر ذلك التهاون علانية... إنما على شكل فتوى سريه تفتى لأشخاص يسعون وأراء المحرمات والمعاصي مقابل المال...حتى أصبحت المعصية مباحة بشكل علني يتسارعون عليها

المال والمحرمات احد أسباب دوافع الجريمة المنظمة التي ترتكب في كافة دول العالم – يقال ولا اعلم عن صحة القول -- ان الزنا والربا والمثيلين احد أسباب حرق اليهود في ألمانيا على يد هتلر

وَتَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ{62} لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ{63}


قالت اليهود يد الله مغلولة -- اي لا تنفق عليهم -- واستنادا الى هذا القول المزعوم أجاز الطواغيت الربانيون والأحبار شرعية كسب الأموال بأي طريقة كانت من السرقة أو الزنا أو الربا ثم تقوم تلك المراجع بجمعها لتمويل الدولة القومية اليهودية أو دعم طوائفهم المنتشرة في العالم أو دعم القادة والزعماء لمكاسب سياسية -- كيف – تحت عقيدة شعب الله المختار واستنادا الى الوعد المزعوم وعد الله لإبراهيم ويعقوب بالأرض التي تدر عليهم لبنا وعسلا -- أحلت لهم المحرمات التي تدر عليهم بالأموال – طبعا تلك الفتوى مقابل ثمن وهي النسبة المئوية التي يدفعونها للمراجع باسم الزكاة أو الإنفاق في سبيل الله – فالمغزى من قولهم يد الله مغلولة هو ان يد الله لا تنفق إنما نحن من ننفق عليه ليحقق لنا وعده للوصول الى الأرض المقدسة --- وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ -- رد الله عليهم – قائلا- غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا – بل يداه مبسوطتان بالإنفاق ينفق كيف يشاء -- غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ – وليزيدن كثيرا منهم أي المؤمنون بالله من اليهود بعد طمس أموال الفاسدين منهم – وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم -- استغل الرأسماليين اليهود ثرائهم للطعن السياسي في التنزيل ما معناه لو كأن القران من عند لله لأصبحتم أغنياء مثلنا -- فما انزل إليكم ليس من عند لله إنما هو طغيانا وكفرا بالله -- رد الله عليهم – قائلا -- يا محمد -- مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً – وبسبب كفرهم وطغيانهم وأكلهم للسحت ألقى الله بينهم العداوة والبغضاء الى يوم القيامة -- وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ –ونتيجة للعداوة والبغضاء التي دبت بينهم تراهم يشعرون بالضعف محاولين إضعاف الشعوب إما بالفتن وإما بالمؤامرات وإما بالحروب وإما بالتفرقة -- فلا يريدون دولة قوية على وجه الأرض خوفا من ان تتسلط عليهم– فتراهم يشعلون الحروب بين دول العالم مستعينين بالأموال التي اكتسبوها من الربا والزنا وصالات القمار وتجارة المخدرات -- فكلما أوقدوا نارا للحرب أطفئها الله -- ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب الفاسدين -- كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ

وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ{64}

ولو ان أهل الكتاب امنوا بالله واتقوا أي تجنبوا عذبه لكفرنا عنهم سيئاتهم وأفعالهم الشنيعة ولأدخلناهم جنات النعيم -- وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ – ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما انزل إليهم أي القران لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم أي آتاهم الرزق الحلال من كل مكان –وهنا ليس المقصود ان الدين هو مصدر الرزق ولكن ما مقصود هو ان اغلب الدعوات الدينية مكنها الله في الأرض ففتحت أمامهم قرى ومدن كثيرة فتوسع رزقهم -- ومنهم امة مقتصدة قلة قليلة قصدت الرزق الحلال وابتعدت عن المحرمات المباحة -- ولكن كثيرا منهم ساء ما يعملون -- وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ


وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ{65} وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ{66}

فأمر لا يقتصر على أهل الكتاب بحسب إنما ظهرت في الأمة الإسلامية طواغيت فاقوا اليهود والنصارى حرفوا وقتلوا بدافع طائفية وتأمروا لدوافع سياسية مساندين الحكام على الظلم والإجرام -- فسلبوا خيرات وزجوا بأبناء جلدتهم للقتال بحروب الوكالة لتنفيذ كل مخططات الشر في المنطقة



#طلعت_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكافحة الإرهاب والسرقات في الإسلام
- بومبيو ومحمد في الحوار الإستراتيجي بين العراق وامريكا
- كورونا – والموت المقدس
- كورونا في قوم نوح - 3
- كورونا في قوم نوح - 2
- كورونا في قوم نوح
- الديانة الإبراهيمية والمخطط الغربي
- رد على مقالة مصطفى راشد -- حكم المسيحية التي أسلمت وتزوجت عل ...
- الصهيونية بين حبل الله وحبل الناس
- المغرر بهم سياسيا في يوم الرب
- إستراتيجية رب الجنود الصهيوني في تدمير الشعوب بول بريمر نبوخ ...
- أورشليم منطلق رب الجنود الصهيوني للهيمنة على العالم--
- التزيين العقائدي والقومي للأديان السياسية
- تناقضات التوراة بين ارميا اليهودي وارميا الصهيوني
- الروح – رد على مقالة صباح إبراهيم -2
- رد على مقالة بولس اسحق— وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِ ...
- أحقاد وسموم رب الجنود الصهيوني على بابل الكلدان
- الروح – رد على مقالة صباح ابراهيم
- جرائم رب الجنود الصهيوني في العراق مايك بومبيو نبوخذراصر جدي ...
- جرائم رب الجنود الصهيوني في الوطن العربي—بشار الأسد نبوخذراص ...


المزيد.....




- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت خيري - طواغيت الشعوب