أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت خيري - الرأسمالية والربح الفاسد















المزيد.....

الرأسمالية والربح الفاسد


طلعت خيري

الحوار المتمدن-العدد: 7150 - 2022 / 1 / 31 - 00:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعتبر شعيب خامس رسول حسب التسلسل التاريخي لبعثة الرسل – الى مدين أخاهم شعيب – قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره – إذن لديهم عدد من الآلهة يعبدونها من دون لله – قد جاءتكم بينة من ربكم –والبينة هنا ليس شيئا ماديا - إنما هو تبيان للإعمال السيئة والفاسدة التي يمارسونها تحت اسم الله -- فالرسالة التي أراد شعيب إيصالها لقومه – هي - ان أعمالكم وأنشطتكم الاقتصادية والمالية التي تمارسونها تحت شريعة الآلهة المنسوبة الى الله - هي أعمال فاسدة فقد جاء الوقت المناسب لتصحيحها عقائديا –من التشريعات الفاسدة التي نسبت الى الله - الربح الفاسد – الذي يحصلون عليها أثناء العملية الاقتصادية في الكيل والميزان وبخس الناس أشيائهم –

فتلك المفاسد تمارس يوميا أثناء الأنشطة الاقتصادية للحصول على نسبة عالية من الأرباح - من خلال التلاعب بوحدة القياس المعروفة الكيل والميزان –الكيل – المكيال هو وعاء ذو حجم معين يدل على كمية معينة فعند القياس يتم التلاعب أما بحجم الوعاء وإماء بعدد المكايل عند تعبئة العبوات -- وهنالك مفاسد أخرى ضمن الكيل هي المواد التي توضع في العبوات كالقناني والعلب والأكياس والغالونات والبراميل –فحجم العبوة يدل على وزنها – فالتلاعب يكمن بكمية المادة قد تجد وزن الكمية لا يتطابق مع ما هو معلن على العبوة – وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ - أما الميزان هي المواد التي توضع على الميزان فالبعض يتلاعب بحجم العيار وكتلته – وَالْمِيزَانَ – أني أراكم بخير – أي بمستوى معيشي راقي ورفاهية عالية فلا يستوجب التلاعب بالميزان والمكيال واني أخاف عليكم عذاب يوم محيط

ولا تبخسوا الناس أشيائهم – بخس الأشياء تعني تقليل من كفاءة السلعة من خلال التلاعب بموادها ومن ثم بيعها بسعر السلعة الأصلية ويتم ذلك من خلال التقليد أو وضع عليها شعار الماركة الأصلية – وتشمل في وقتنا الحاضر المواد الكهربائية والكمالية والإنشائية والمنزلية وقطع الغيار – فالتقليل من كفاءة السلعة أو سمكها أو عمرها أصبح إحدى تقنيات الغش الصناعي والتجاري فالتكنولوجيا الصناعية وصلت الى مراحل متقدمه حيث يمكنها التحكم في عمر السلع المصنعة – فالفساد ليس بالمصنعين إنما بالمستوردين الرأسماليين الذين يعطون مواصفات تلك السلع ومن ثم تعبئتها في عبوات أو علب تحمل منشأ أصلية أو أسماء دول ذات صناعات رصينة - هذه هي البينة التي جاء بها شعيب لقومه - وبعد هذا التبيان- قال شعيب لقومه ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم ان كنتم مؤمنين --

وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ{84} وَيَا قَوْمِ أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ{85}

بقية الله خيرا لكم – الصالحات - أي ما بقي لكم من أموال بعد الكف عن التلاعب بالكيل والميزان هو خير لكم ان كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ – بحفيظ -أي ليس من مسؤوليتي ان أحفظ عليكم أعمالكم – الله هو الحفيظ عليها -- - كان قوم شعيب يخصصون للآلهة التي يعبدونها من دون الله نسبة عالية من فساد الأرباح بمثابة تكفير عن الخطيئة التي يرتكبوها بحق الناس -- قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك ان نزيل ونمحوا أو نترك ما يعبد آباؤنا أو نفعل في أموالنا ما نشاء - أي لا نخصص لألهتنا أموالا من الربح وان نتصرف بها دون قيود دينية - انك لانت الحليم الرشيد – ضرب شعيب مثلا لقومه على نفسه - قائلا - قال يا قوم ارايتم ان كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا –حلالا قليلا -- وما اريد ان أخالفكم الى ما أنهاكم عنه – ليس لدي أي أهداف اقتصادية حيث أمنعكم عن الفساد وأتي بمثله - ان اريد الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب

بَقِيَّةُ اللّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ{86} قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ{87} قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ{88}

يا قومي لا يجرمنكم شقاقي- بمعنى لا تجعلون شقاقي عنكم سببا في هلاككم - ان يصبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه ان ربي رحيم ودود – قالوا يا شعيب ما ننفقه كثيرا مما تقول – أي ما ننفقه على ألهتنا من الأرباح أكثر مما تقول– أي أكثر مما تنفقه أنت في سبيل الله - وإنا لنراك فينا ضعيفا - ضعيف الحال أي ليس لك لديك أموالا - ولولا رهطك – أي الضعفاء المؤمنين ممن معك – والرهط مجموعه عددهم اقل من عشرة - لرجمناك – لقتلناك رجما وما آنت علينا بعزيز- ليس صعبا علينا – قال يا قومي أرهطي اعز عليكم من الله - واتخذتموه وراءكم ظهريا – بمعنى أجعلتم للمؤمنين بالله مكانة عندكم – وتركتم الله وراء ظهوركم -- ان ربي بما تعملون محيط

وَيَا قَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ{89} وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ{90} قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ{91} قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءكُمْ ظِهْرِيّاً إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ{92}

ويا قوم اعملوا على مكانتكم بمعنى ابقوا على ما انتم عليه من ضلاله إني عامل بما أمرني به ربي فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه في الدنيا ومن هو كاذب – وارتقبوا أني معكم رقيب – ولما جاء أمرنا - أمر عذابنا نجينا شعيب والذين امنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في دارهم جاثمين – جاثمين على الأرض – كان لم يغنوا فيها - كان لم يكونوا يوما زعماء وأسياد تلك الأرض إلا بعدا لمدين كما بعدت ثمود

وَيَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُواْ إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ{93} وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ{94} كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا أَلاَ بُعْداً لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ{95}



#طلعت_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوسف - 5
- يوسف - 4
- يوسف - 3
- يوسف - 2
- حاضرة البحر – وتجارة يوم السبت
- الطواغيت وتجارة الخمور
- دور الكتب الصفراء في طغونت المجتمعات
- طواغيت الشعوب
- مكافحة الإرهاب والسرقات في الإسلام
- بومبيو ومحمد في الحوار الإستراتيجي بين العراق وامريكا
- كورونا – والموت المقدس
- كورونا في قوم نوح - 3
- كورونا في قوم نوح - 2
- كورونا في قوم نوح
- الديانة الإبراهيمية والمخطط الغربي
- رد على مقالة مصطفى راشد -- حكم المسيحية التي أسلمت وتزوجت عل ...
- الصهيونية بين حبل الله وحبل الناس
- المغرر بهم سياسيا في يوم الرب
- إستراتيجية رب الجنود الصهيوني في تدمير الشعوب بول بريمر نبوخ ...
- أورشليم منطلق رب الجنود الصهيوني للهيمنة على العالم--


المزيد.....




- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت خيري - الرأسمالية والربح الفاسد