أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى توفيق - عن فن القصة القصيرة














المزيد.....

عن فن القصة القصيرة


هدى توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 7259 - 2022 / 5 / 25 - 10:01
المحور: الادب والفن
    


يتحدث مثقفون ومهتمون بالسرد عن غياب القصة القصيرة ، وبعضهم يصفه بغياب الموت. ما الأسباب التي أدت إلى غياب القصة ، وهل تراه غيابًا خطيرًا على هذا النوع الأدبي ؟ وما هي السبل التي تعيد القصة القصيرة إلى واجهة المتلقي ؟
ج : في الحقيقة لا أعرف كيف ومن أين يأتي هذا التصريح نحو فن القصة القصيرة ؟! التي تعاكس كل ما هو مطروح من هذا الفن على المشهد العربي كاملاً ، للحد الذي يجعل بعض المثقفين والمهتمين يطلقون عليه غياب ، بل إلى الحد الذي يصفه البعض بغياب الموت، مما يجعله غيابًا خطيرًا على هذا الجنس الأدبي. إن المتابع والمتذوق لفن القصة القصيرة على مستوى الوطن العربي يجده عامر ومتوفر بهذا التواجد السردي العال سواء كميًا وكيفيًا ، وحتى قيميًا خاصة مع هذا التفاعل الثري الآن الآتِ من التطور المذهل مع أيقونات التواصل الإلكتروني ، الذي أخرج أشكال مختلفة ومتنوعة بقدر عال عن آليات الخطاب السردي، رافده تاريخ طويل وحافل من الإرث القصصي التقليدي المعروف ، الذي تشكل وامتلأ حتى أدى إلى بزوغ وتنوع وتعدد في المشهد القصصي من أشكال مختلفة سواء : ( مدونات ، القصة الومضة ، القصة الشاعرة ، القصة القصيرة جدًا، اليوميات ، النصوص الأدبية. ) كلها تنبثق من وحي فن القصة القصيرة.
بلا شك باعتباره المصدروالمعول الأساسي الذي من خلاله تم تدشين حركة إبداعية كبيرة وموجهة فقط نحو هذا الفن بالذات ، فنقرأ استلهامات متنوعة ومختلفة ، وجديرة بالانتباه ، والملاحظة والمتابعة ، والدليل الموثق على ذلك وجود مسابقات كبيرة بأسماء الرواد لها مصداقية ، وأهمية كبيرة لأي مبدع من أجل أن يفوز بها نماذج : مسابقة يوسف إدريس / الطيب الصالح / الشارقة / .....غير الكثير والكثير من الجوائز في المنتديات الأدبية المحلية والخاصة بكل قطر عربي ، وأتذكر مثال صغيرعلى قولي ، أن في احدى المرات كانت الجائزة التشجيعية التي تصدر عن المجلس الأعلى للثقافة في مصر؛ عن جائزة تخص فقط ( فن القصة القصيرة جدًا ). أعتقد أنه تصريح ليس في محله اطلاقًا ؛ بل فن القصة القصيرة يتجلى ويُبدع ويتطور بقوة كنهج كبير ، جعل منه مبدعين ومبدعات كبار يخلصون لهذا الفن ، ويصبح مشروعهم الخاص كمنهج وطريقة في الكتابة ، والإبداع على حد سواء لا غير.
س : ما هي السبل التي تُعيد القصة القصيرة إلى واجهة المتلقي ؟
ج : أرى أن السوال ليس ما هي السبل التي تعيد فن القصة القصيرة إلى الواجهة ؛ لأنه موجود فعلًا وبقوة وثبات ، ولا يحتاج إلى واجهة للتلقي. إنما الأصح أن نسأل عن كيف نستخرج الموهبة الحقيقية ؟ ، وكيفية تطور ونمو هذه المواهب لتغزو عوالم مغايرة ومختلفة ؟!، من أجل خلق إبداع حقيقي وكبير حتى يكون جديرـ ة ؛ بقول كاتب ـ ة ـ قصة قصيرة.
إذًا فلنقل ما هي السبل التي تجعل من هذا الفن ، وهذا الموهوب يستمر ويتطور؟! حتى يتحول لمشروع وهدف في حد ذاته وتكون مغامرة حياة الكاتب (ة) إلى الأبد ، وخاصة بعد كل هذا التفاعل الافتراضي المذهل الذي أبرز لنا امكانات كتابية وقرائية لجميع أبناء الوطن العربي على شاشات الفيس ، وتويتر ، والصحف الإلكترونية ، مما سهل المعرفة والتواصل في شتى البقاع والتفاعل السريع ، وإن كان بالطبع للأمر وجهه الغير مفيد باستسهال الكتابة والإفراط في السطحية ، وظهور العديد من الأقنعة المزيفة ، وأنصاف الموهوبين.
هل لنا أن نطلق على فن القصة القصيرة ، فن الممكن ، أو الفن السهل الممتنع ؟!، وهنا تكمن معجزته الداخلية التي تحتاج إلى موهوب حقيقي ، وصدق فني عالِ للغاية ، ونفس طويل ليس على مستوى شكل الكتابة ، ولكن داخل المخيلة الإبداعية التي تبصركل ما هو جديد ودفين وصعب على الوصول إليه إلا من خلال نفس طويل من التأمل والبصيرة العالية ؛ لاختراق الممكن والسهل الممتنع. وأرى وهذه مجرد وجهة نظر أن السبل الممكنة لتثبيت ، وتقوية هذا الفن ، وليس عودته إلى واجهة التلقي لأن الحضور مثبت. ومن هذه السبل المقترحة : وضع أساس معرفي للكاتب من خلال قراءة الرواد ، والميراث القصصي الكلاسيكي من مختلف النماذج المتنوعة الثقافات وسط هذا العالم الافتراضي الجديد والكبير ، قراءة الأدب العالمي بقدر الإمكان ومحاولة هضم وصنع خلطة سحرية لتنتج فن خالص بذات تعبرعن هوية وقومية محلية لكل مبدع ، ليخاطب بها الذات والآخر، بروح الإنسان الواحد، مهما اختلفت ثقافته وهويته وقوميته في كل زمان ومكان. يالها من خلطة سحرية أشبه بالمستحيل والمعجزة، لكن لا أعتقد أن شئ مستحيل داخل مخيال أي مبدع موهوب حقيقي ، مع ما أعتبره أهم السبل التي تتكأ عليها حصانة وتطور وتنوع أي مبدع، وهي القراءة المستمرة، ومحاولة تطوير آليات الخطاب السردي، واختلاق أشكال جديدة تتجاوز الواقع الجديد والعالم الواسع. الذي هو في تطور مستمر ومذهل ، وبالطبع أهم سبيل ودور : هو دور الناقد الموجه الذي يُلقي الضوء لتحليل وتوضيح سواء بالقبول من عدمه ، عن مدى استخدام كل آليات التحليل المنهجي العلمي الصحيح ، في تلقي جماليات الفن القصصي بشكل عام ، والعمل الإبداعي المطروح بشكل خاص . .



#هدى_توفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استطلاع رأي
- ذكريات العيد ..
- عن قراءات الصيف
- ذكريات عن الحرب
- ذكريات عن شهر رمضان
- ناصية القراءة - هاجر-
- ناصية القراءة - وطن بكف المنفى -
- مونتي وثقافة الفساد في مصر
- شهرزاد الحكاءة في المريض العربي
- قصص قصيرة
- السيمفونية التي أبدعت أسطورة حب عصرية
- دراسة لديواني الشاعر مدحت منير والشاعر حاتم مرعي
- النقد القصصي عند الدكتور محمد مندور في كتابه النقدي (نماذج ب ...
- قراءة نقدية في قصص مختارة لهدى توفيق
- النساء في المناطق المهمشة تطبيقا على واقع بني سويف
- قصة للأطفال للكاتبة هدى توفيق بعنوان هناء وشيرين
- قراءة في مجموعة قصصية للكاتبة هدى توفيق بعنوان (كهف البطء)
- قراءة في مجموعة قصصية للكاتبة هدى توفيق بعنوان (مذاق الدهشة ...
- زغرودة تبطل مفعول قنبلة قصة قصيرة
- قصة قصيرة بعنوان السلام يعم الغابة


المزيد.....




- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم
- صحوة أم صدمة ثقافية؟.. -طوفان الأقصى- وتحولات الفكر الغربي
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم -
- وفاة الفنان العراقي عامر جهاد
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم .
- الفنان السوداني أبو عركي البخيت فنار في زمن الحرب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى توفيق - عن فن القصة القصيرة