أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى توفيق - عن قراءات الصيف














المزيد.....

عن قراءات الصيف


هدى توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 7255 - 2022 / 5 / 21 - 18:11
المحور: الادب والفن
    


عن قراءات الصيف :
بالنسبة لي الصيف فعلاً يفرض علي شئ خاص من هذا النوع بجوه الحار ، وأقصد بهذا كيفية خاصة عن القراءة ، ولكن ليس نوعية القراءة أن تكون خفيفة أو ترويحية ، لأني أعتقد أنه لا يوجد قراءة خفيفة أو ترويحية في ممارسة فعل القراءة ، ولأني صراحة أقرأ من خلال برنامج يخص ترتيب أفكاري، ويحدد طبيعة المشروع الإبداعي القادم بوجه عام .
يعني إلى حد كبير ، وأحاول أن ألتزم به بقدر الإمكان ، هذا بالإضافة إلى متابعة إنتاج الأصدقاء الأدبي ؛ الذي أستطيع الحصول عليه من المشهد الثقافي إلى حد ما ، لكن هذا أيضًا يخف في الصيف ، وتقل ساعات القراءة معي ، وظهور سبب صحي يخصني ، وهو حساسية الصيف المرهقة التي تزول بانتهاء موسم الصيف فقط ، لكن بالطبع برنامج القراءة لا يتغير ، ومعيار انتقاء الكتب ليس له ارتباط بخفته أو ثقله في الصيف ، أو بقية فصول العام هو واحد ، حسب الذائقة بالطبع ، ولعدة سنوات مع كل موسم صيفي ، تضايقت جدًا من هذا التعامل في فصل الصيف بشكل خاص ، وخاصة أنني لا أستطيع الكتابة بانتظام بسبب الجو ، والحساسية ، ووصلت معي في بعض الأحيان إلى الشعور بالإكتئاب لشعوري أني مكبلة ، وأسيرة هذا الفصل الموسمي عن بقية فصول العام ، وعندما أتذكر أنه قادم بداية من شهر مايو أتجهم ، وأحزن لأني سأتألم ، ولأني لن أكتب كما أريد ، وسأكتفي بفعل القراءة ، وهذا أيضا قليل نسبيا عن بقية فصول العام ، لكن بدأت أنظر للأمر برؤى أخرى ، وهو الراحة الإجبارية من أجل التأمل والتفكير الطويل ، وضرورة الالتزام الصحي بالقانون الجديد ، غير الكسل والاسترخاء المفروض علي ، و سألت نفسي : لم لا تتغير الفكرة من ضيق إلى وجهة نظر أفضل ؟!، أقبلها أو أرفضها حتى أتصالح أو أتعارك مع الطبيعة ، وأن أحاول أن أبحث خلف الأفكار، وخلف البشر، ونحن نتلهى طويلا وكثيرًا من كثرة انشغالنا عن تمحص ورؤية الأشياء والأشخاص ، لتتحول الفكرة الطبيعية من ضد إلى ليس اتفاقًا بالمعنى التام ، فالألم لا يتغير ؛ وإنما لحوار داخلي بيني وبين الطبيعة ، وهذه الحالة القسرية عند قدوم فصل الصيف في حياتي ، أحيانا يحدث الالهام بأشياء خارج ما نتمناه ، حتى ولو كانت في حقيقتها غير جيدة لنا ، لكننا دوما لا بد أن نتعامل معها حتى لو كانت مصدر شقاء وألم في الماضي ، والحاضر ، والمستقبل ، فساعات الانتظار لشهور طويلة ، دون كتابة مستمرة أو منظمة ، هو أصبح شئ جيد لي الآن ، أن تنظر لسقف غرفتك ، أن تشاهد التليفزين ببلاهة ، أن تأتي الأفكار المختبئة ، أن تتذكر الماضي ، أن تتخيل مدى معاناة الآخرين الذين يعانون أكثر منك من شدة المرض أو اليأس أو الحيرة ، فكلها أجواء مرضية سواء جسدية أو نفسية ، وأنت بهذه المعاناة لا شئ أمام ما يعانوه ليس في فصل الصيف فقط ، وإنما طوال العام ، وربما سنوات ، أكثر ما يقربني ويخرجني من هذه الحالة هو سماع الشعر وقرائته ، وخاصة الشعر القديم. غير النثر والحديث منه يعطيني احساس بالحياة والوجود ، وأنا أشعر بهذه الزمتة ألا أمارس أفعال القراءة والكتابة يوميًا ، وبانتظام. بل هو أشد تهميش وهجر للحياة التي أحب أن تسير على هذا النهج ، فألجا لإبداع الأصدقاء ؛ بقراءة الأشعار، وسماع الموسيقى دومًا، وهما يبثا داخلي طعم أفضل للحياة والتناغم ، بينما أنا خارج الحياة من وجهة نظري ، أما ما يُطرح من قراءات للصيف فهذا بالطبع ليس مرتبط بقاعدة عامة أو روشتة قرائية ، فنحن ندرك طبعا أن عالم النت ، والتواصل الاجتماعي أجهزت إلى حد كبير على القراءة المعرفية العميقة ، وهذا أعتبره من مساوئ الحياة العصرية للبعض ، و حتى لا نكون على خطا كامل ، كما لكل شئ مساوئه ، له مميزاته أيضا ، والمتمعن يختار المفيد والمميز من استخدام تكنولوجيا العالم الجديد ، ومدى توفره ، وسهولة وتنوع الحصول على ما نريد بمجرد النقر على عدة أزار ، والتحميل السهل دون جهد أو تكلفة عالية ، وهذا مفيد بل مدهش جدًا للباحثين والراغبين عن حق للمعرفة والتثقيف ، والتواصل مع أبناء جنسنا من مختلف البلاد ؛ من خلال شاشات افتراضية تخلق نوع من الثراء المعرفي ، والإبداعي أيضًا .
18/ 7/ 2019م



#هدى_توفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات عن الحرب
- ذكريات عن شهر رمضان
- ناصية القراءة - هاجر-
- ناصية القراءة - وطن بكف المنفى -
- مونتي وثقافة الفساد في مصر
- شهرزاد الحكاءة في المريض العربي
- قصص قصيرة
- السيمفونية التي أبدعت أسطورة حب عصرية
- دراسة لديواني الشاعر مدحت منير والشاعر حاتم مرعي
- النقد القصصي عند الدكتور محمد مندور في كتابه النقدي (نماذج ب ...
- قراءة نقدية في قصص مختارة لهدى توفيق
- النساء في المناطق المهمشة تطبيقا على واقع بني سويف
- قصة للأطفال للكاتبة هدى توفيق بعنوان هناء وشيرين
- قراءة في مجموعة قصصية للكاتبة هدى توفيق بعنوان (كهف البطء)
- قراءة في مجموعة قصصية للكاتبة هدى توفيق بعنوان (مذاق الدهشة ...
- زغرودة تبطل مفعول قنبلة قصة قصيرة
- قصة قصيرة بعنوان السلام يعم الغابة
- فأر الذاكرة الذي ابهجني وأبكاني في كأنه يعيش
- مفتاح الفردوس في رواية صانع المفاتيح
- شخص كان هنا أم محكيتان عن الجدة هو المسمى الأفضل


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى توفيق - عن قراءات الصيف