أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - الشرق الاوسط في مرمى الحرب الروسية -الاوكرانية














المزيد.....

الشرق الاوسط في مرمى الحرب الروسية -الاوكرانية


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7193 - 2022 / 3 / 17 - 01:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دخلت الولايات المتحدة الشرق الأوسط بعد هزيمتها في فيتنام , ومنذ ذلك الوقت والمنطقة لم تذق الاستقرار الأمني والسياسي. المنطقة دخلت في حروب متعددة , كانت الولايات المتحدة الامريكية ليست بعيدة عنها , ان لم تكن هي راعيتها والمستفيدة منها ,وأصبحت هناك حكومات في المنطقة تدور بفلكها وتحتمي بحضنها. هذا الحضن سيجعل من دول المنطقة من السهولة تورطها في النزاعات الامريكية مع غيرها من الدول تماما مثل ما ورطت أوروبا في اوكرانيا. اوروبا تعلم جيدا ان حلف الناتو تمدد كثيرا نحو الشرق وأصبح يطرق حدود روسيا الاتحادية , وهي تعلم جيدا ان هذا التمدد هو خط احمر لا يمكن تجاوزه. أوروبا ضيعت الفرصة بنصح اخوها الأكبر , الولايات المتحدة, بان تتوقف عن هذا التمدد , ولكن لسبب اواخر لم تنصحه , وأصبحت مضطرة بفرض عقوبات على روسيا غير مسبوقة من قبل , وبذلك أصبحت أوروبا اول المتضررين من هذا الحرب اقتصاديا وربما امنيا الى مستقبل غير منظور.
هل ان منطقة الشرق الأوسط ستكون في مأمن من النزاع في أوروبا الان؟ الجواب هو لا. منطقة الشرق الأوسط ستكون في قلب العاصفة اذا استمرت الحرب وتمددت ولأسباب عديدة , منها:
1. ان منطقة الشرق الأوسط رسميا انقسمت حول الحرب في أوكرانيا , فمنهم المؤيد للجانب الروسي والأخر المؤيد للجانب الأمريكي. هذا الانقسام بمرور الزمن سينتهي باختيار أحد الأطراف المتصارعة ,مما يؤدي الى ازعاج أحد المتحاربين. وبكل صراحة اذا انظمت المنطقة مع الولايات المتحدة , وان روسيا بدأت تشعر بخسارة الحرب, فأنها سوف لن تسمح لدول الشرق الأوسط الاستفادة من خسارتها. النفط والغاز أصبح سلاح فتاك بيد الروس ضد أوروبا وان تعويض خسارة اوروبا من هاتين المادتين من منطقة الشرق الأوسط سيكون عقوبتها وخيمة على المنطقة. الروس لديهم عدد من الخيارات لوقف امدادات نفط المنطقة الى أوروبا. لحد كتابة هذه السطور أعلنت الدول النفطية في منطقة الشرق الأوسط عدم رغبتها باستغلال ظروف الحرب , ولكن الضغوطات الامريكية والأوروبية عليها قد يجعلها اخذ قرار يزعج الروس ويعرض المنطقة الى ساحة نزاع.
2. في المنطقة قواعد أمريكية معلن عنها وغير معلن عنها , وإذا امتدت جغرافية الحرب فان الولايات المتحدة الامريكية سوف تضطر لاستخدام هذه القواعد , وباستخدام هذه القواعد ضد القوات الروسية , يكون لروسيا الحق بضربها مما يعرض دول المنطقة الى خطر حرب هم ليس طرفا فيها.
3. لقد دعا الرئيس الاوكراني الى تشكيل وحدة من المرتزقة الأجانب تحت اسم "الفيلق الدولي للدفاع عن اوكرانيا" وأنظم مقاتلين من دول العالم بما فيها مقاتلين من الشرق الأوسط. الكثير من وكالات الانباء ذكرت ان مقاتلين من الشرق الأوسط قد دخلوا الى أوكرانيا. أوروبا لم تسمح لا بناءها بالانضمام وحذرتهم من هذه المغامرة , الا ان دول المنطقة ظلت ساكته. ان سماح دول المنطقة لا بناءها لان تكون طرفا في هذه الحرب سوف يعرض امن هذه الدول الى نتائج لا تحمد عقباها. روسيا سوف تعتبر بلدان هؤلاء المرتزقة دول معادية لها.
4. دول الشرق الأوسط لم تصل بعد الى حد الاكتفاء الذاتي. جميع دول المنطقة لا تستطع الصمود شهرا واحدا بدون تجارة خارجية , وما قصص ازدياد أسعار المواد الغذائية وشحة الحنطة في المنطقة الا امثلة بسيطة على هذا الاعتماد الخارجي. امام دول المنطقة فرصة ذهبية وهي الانفتاح على شعوبها واستخدام مواردها في التنمية المستدامة. كل دولة في الشرق الأوسط كافية لتوفير الطعام للمنطقة بكاملها , الا ان دول المنطقة فشلت في تنمية قطاعها الزراعي مما جعلها تستهلك رغيف خبز غيرها. هذا يقودنا الى القول ان انقطاع الأمداد النفطي من المنطقة سوف يعرض شعوب المنطقة الى مجاعة حقيقية. العراق يعد من أكبر مصدري النفط بعد السعودية , ولكن العراق لم يستطع الصمود عندما انخفض سعر النفط الخام في الأسواق العالمية خلال جائحة كارونا , واضطر البلد الى تأجيل جميع برامجه التنموية.
5. الحياد الإيجابي في هذه الأيام مطلوب جدا , وان الدعوة الى تطبيق القرارات الدولية ضد روسيا دعوة كاذبة يراد منها استغفال الجهلاء في السياسة. الدعوة الى فرض عقوبات ضد روسيا ليست مدعومة من قبل الأمم المتحدة , وبذلك فأنها دعوة أمريكية استجابت لها بعض الدول ومنها دول الناتو حيث ان الولايات المتحدة الامريكية تتحمل معظم نفقاته المالية. دول منطقة الشرق الأوسط غير ملزمة بالعقوبة , ومن الاحسن لها الوقوف على التل , حيث المثل الدارج يقول عندما تتصارع الفيلة يكون الحشيش اول ضحاياهم. يضاف الى ذلك ان المنطقة لحد الان لا تعيش في ظل اقتصاد حرب , ولكن المنطقة يجب ان تكون على استعداد لظروف حرب شاملة , لا قدر الله, خاصة من ناحية الامدادات الغذائية. مجاعة المواطن العربي واردة , خاصة وان روسيا وأوكرانيا يغذون ثلث العالم وبدونهم فان ثلث العالم سيكون من الجياع.
اعتقد ان روسيا مصممة على ربح هذه الحرب مهما كلف الامر , لأنها تعتقد ان الانتصار فيها سوف يؤمن العيش المطمئن لأجيالها , يضاف الى ذلك ان ربح روسيا الحرب سوف لا يعني انهيار الغرب , وكلما سينتج عنها توازن عالمي جديد , ربما , ربما دول الشرق الأوسط تكون أحد المستفيدين منه.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما دور الكتلة النقدية في ارتفاع الاسعار؟
- من فضلكم ابعدوا المحكمة الاتحادية العراقية عن السياسة
- معالجة ارتفاع الاسعار في الاسواق المحلية ليست من وظيفة القوى ...
- دروس من اوكرانيا الى الشرق الاوسط
- اوكرانيا ليست افغانستان وروسيا ليست الاتحاد السوفيتي
- البيت الابيض لا ينفع في اليوم الاسود
- حاربوا التضخم المالي بالكتلة النقدية
- القانون ليس فوق الجميع في العراق
- من ذاكرة التاريخ ..الدعوة لتشكيل دولة سومر
- ليس فقط انفلات سلاح في العراق, وانما تصريحات ايضا
- ضربة حظ ..درس مفيد في ادارة الاعمال
- فرصة ذهبية اخرى تطرق باب العراق
- الطريق الى تخريب الشعوب والاوطان
- تاثير ازمة اوكرانيا على اسعار الطاقة, الدولار , و الذهب
- تيه سياسيو شيعة العراق
- العراق اختار التضخم المالي مقابل توفير فرص العمل
- مستقبل حكومة الاكفان
- توصيات للاطار التنسيقي
- مخرجات الجلسة الاولى للبرلمان العراقي
- روسيا الاتحادية تظل المسؤولة الاولى عن حماية سوريا من الاعتد ...


المزيد.....




- -عبر السعودية-.. لبيد يرسم مسارا لنتانياهو للإفلات من المحاك ...
- هجوم إيران يطلق حربا عالمية في مواقع التواصل
- العثور على خاتم رئيسي في موقع الحادثة، ما قصة الشيعة مع الخو ...
- بعد أعمال العنف.. ماكرون يتوجه إلى كاليدونيا الجديدة
- طيران سنغافورة: وفاة شخص وإصابات إثر تعرض رحلة بين لندن وسنغ ...
- مظاهرة في اليونان ضد محاكمة 9 مصريين متهمين بإغراق سفينة مها ...
- هذه المرة أوروبياً...ليفركوزن يسعى لمواصلة كتابة التاريخ
- الماء الدافئ يذيب -نهر يوم القيامة الجليدي- ويثير قلق العلما ...
- استخدام الأسلحة النووية: أحلى على قلب زيلينسكي من العسل
- عواقب مقتل الرئيس الإيراني على بلاده


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - الشرق الاوسط في مرمى الحرب الروسية -الاوكرانية