أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسن مدن - محنة الطبقة الوسطى في العالم العربي














المزيد.....

محنة الطبقة الوسطى في العالم العربي


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 6987 - 2021 / 8 / 13 - 01:03
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


كثرت الدراسات التي تحدثت عن انحسار دور ومكانة الطبقة الوسطى في العالم العربي خلال العقود الماضية، وعزا الباحثون، وهم على حق، أوجه التردي في مجتمعاتنا إلى هذا الانحسار، إذا ما أدركنا أن الشرائح الوسطى بالذات شكلت رافعة لقيم وسلوكيات الحداثة وحاملاً للإبداع الثقافي والفني، فضلاً عن دورها في جهاز الدولة والبنى الإدارية عامة.
هذا الانحسار لم يمنع أن تكون هذه الشرائح بالذات إحدى أهم القوى المحركة للهبات التي شهدها العالم العربي بداية هذا العقد، على نحو ما رأيناه في تونس ومصر وغيرهما. ولاحقاً في لبنان والعراق والجزائر وغيرها، ضد الفساد، رغم أن هذا البلد بالذات يعد حالة نموذجية للتدمير الممنهج الذي لحق بالطبقة الوسطى على مدار عقود، شهدت فيها حروباً عبثية وحصاراً جائراً استمر سنوات ثم احتلالاً أمريكياً مباشراً، وأخيراً حكماً ثيوقراطياً تورطت رموزه في مستنقع الفساد.
إن بدا أن هناك تناقضاً بين الأمرين: انحسار مكانة الطبقة الوسطى من جهة، ومحورية دورها في الحركات المطلبية والاحتجاجية من جهة أخرى، فهو تناقض ظاهري فقط، ففي الجوهر يبدو الأمران متلازمين، فما اضطلعت به الشرائح المنتسبة لهذه الطبقة من أدوار في الهبات والانتفاضات حمل ويحمل في بعض أوجهه الاحتجاج على ما لحق بهذه الشرائح من خراب وإفقار جراء الاستقطاب الحاد بين الفقر المدقع والثراء الفاحش الذي ضيَّق القاعدة الاجتماعية للسلطات الحاكمة في البلدان العربية، وقاد الى الانفجارات الحادة التي شهدناها.
في حال البلدان العربية عامة، فإن نمو واتساع قاعدة الطبقة الوسطى ارتبطا بالدولة ذاتها التي وفرت لهذه الشرائح فرص التعليم والوظائف والرواتب، لأنها محرومة أصلاً من الملكية الكبيرة، ما أفقدها دورها المستقل، وحين تصدعت أو انهارت الدولة إما بفعل الاحتلال الأجنبي أو المتغيرات الداخلية، تعرضت هذه الفئات، التي لا تملك سوى كفاءاتها المهنية إلى محنة.
بدل أن تفضي التحولات العربية إلى استعادة الطبقة الوسطى دورها الذي كانت تطمح إليه وهي تنخرط في التحركات الاحتجاجية، نجدها تواجه المزيد من الإقصاء والتدهور بسبب تردي الأوضاع الأمنية والمعيشية في بلدانها وانزلاق بعضها نحو الاقتتال الأهلي، وإحلال عناصر النخب الحزبية غير المؤهلة في الوظائف الحكومية.
ستبقى الحال سيئة ما لم تستعد الفئات الوسطى مكانتها بوصفها الحافظة للتوازنات الاجتماعية، فكلما اتسعت قاعدتها وازدادت رسوخاً وثباتاً أمكن تأمين الحاضنة الضرورية للتغيير.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التاريخ منطلقًا من الهامش
- وهم الدعم الغربي للتحوّل الديمقراطي
- صراع الهُويّات
- (النهضة) تتفكك
- المعذّبون في الأرض
- انحسار الفضاء العمومي
- ما أحزن قاسم أمين
- كلام الكتب وكلام الحياة
- مصطلح مطلي بالصابون
- دعوة أم (بزنس)؟!
- ما أُنفق على (الجهاد)
- بين الحلم والشعار
- ميكيس ثيودوراكيس نابذ العدوان
- صور بالأبيض والأسود في كابول
- الجوع أشد فتكًا
- في ذكرى أحمد الذوادي
- عن جاهزيّة شعوبنا للتقدّم
- تعبنا من الخوف
- سور الصين الفولاذي
- لكُل شيء تاريخه


المزيد.....




- اشتباكات عنيفة بين شرطة اليونان ومتظاهرين ضد محاكمة مصريين ب ...
- انتقادات من اليمين واليسار بسبب غزة.. وفيديو يوثق اقتراب محت ...
- لليوم الثامن على التوالي.. غضب المتظاهرين الألبان يشتعل أمام ...
- بيان صادر عن عن المجلس الوطني لاتحاد متقاعدي/ات التعليم بالم ...
- الرسالة المفتوحة رقم 02 من المكتب السياسي لحزب التقدم والاشت ...
- تجديد 15 يوم لمعتقلي “بانر التضامن مع غزة” بالإسكندرية
- وقفة احتجاجية نادرة أمام البرلمان ضد فصل الموظفين بزعم تعاطي ...
- الجامعة الوطنية للتعليم FNE التوجه الديمقراطي تساند وتدعم ال ...
- وكالة حماية البيئة الأمريكية تحذر من زيادة الهجمات الإلكترون ...
- عمدة نيويورك يبرر رد الشرطة العنيف على متظاهرين مؤيدين لفلسط ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسن مدن - محنة الطبقة الوسطى في العالم العربي