أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - صراع الهُويّات














المزيد.....

صراع الهُويّات


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 6980 - 2021 / 8 / 6 - 12:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا ما استثنينا دائرة محدودة من الخيارات في الحياة، كأن يختار أحدنا دراسة الطب أو الهندسة أو القانون، ليصبح تبعاً لذلك في عداد الأطباء أو المهندسين أو المحامين، أو سواها من مهن، أو أن يختار مكان سكنه، فينتسب، بحكم عنوانه، إلى منطقة من المناطق، وعلى الرغم من أنه حتى لو حملت الظروف فرداً أو مجموعة من الناس على الانتقال من بلد إلى آخر، فإن الهوية الأصلية ستظل لصيقة بهم وبأحفادهم من بعدهم.
هذا يفسر لنا كيف نجد عائلات في مصر أو بلاد الشام تحمل اسم المغربي أو الجزائري، ولو تقصينا جذور التسمية سنجد أن أسلاف هذه العائلات هاجروا من البلدان التي ظلت عائلاتهم تحمل أسماءها، وبالمثل فقد نجد في بلدان المغرب العربي من يحمل اسم الشامي أو الحلبي أو اليافي أو الحضرمي ينطبق عليهم ما ينطبق على من ذكرناهم أعلاه.
الحق أن هؤلاء يغدون عبر أجيال جزءاً من النسيج الوطني والثقافي والمجتمعي للبلدان التي يقيمون فيها، فلا تعود تربطهم علاقة حية بالبلدان التي أتى منها أجدادهم، لكن لو خرجنا إلى دائرة الهويات الأوسع، فسنرى أنه ليس للمرء من أي دور في اختيار الهوية التي وجد نفسه عليها، فلا أحد استشاره في أمرها، أو خيرَّه بينها وبين هوية أخرى.
على مستوى الجنس أو النوع، فنحن نتشكل أجَّنة في أرحام أمهاتنا بإرادة أعلى من إرادة البشر، فنصبح نساء أو رجالاً، حسب تلك الإرادة، فما من أحد اختار بنفسه أن يكون رجلاً أو امرأة، فهو ولد ليجد نفسه يمتلك واحدة من هويتين، إما ذكورية أو إنثوية، حددت صورته الفيزيائية وتكوينه السيكولوجي.
الأمر الأدق ليس هنا، وإنما في الهويات العرقية والدينية والطائفية والمذهبية التي طالما أدت وتؤدي إلى احتراب البشر بسبب هويات لم يكن لهم يد في اختيارها، فلم نشهد حرباً أو نزاعاً دامياً بين النساء والرجال عبر التاريخ، ولكننا شهدنا ونشهد مئات وربما آلاف الحروب بين أصحاب الهويات العرقية والدينية المختلفة، خلَّفت وتخلف أعداداً مهولة من الضحايا، وجبالاً من الكراهية والأحقاد.
في هذا دليل على أن بعض البشر، رغم ما بلغوه من حضارة، لم يتحرروا من بدائيتهم ووحشيتهم، ففي نطاق صراعهم على السلطة والثروة، يحسن زعماء الطوائف والبنى القبلية والعشائرية والعرقية، توظيف انتماءات البشر التي لم يختاروها بإرادتهم، ذريعة ليجعلوا الناس يقتلون بعضهم بعضاً.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (النهضة) تتفكك
- المعذّبون في الأرض
- انحسار الفضاء العمومي
- ما أحزن قاسم أمين
- كلام الكتب وكلام الحياة
- مصطلح مطلي بالصابون
- دعوة أم (بزنس)؟!
- ما أُنفق على (الجهاد)
- بين الحلم والشعار
- ميكيس ثيودوراكيس نابذ العدوان
- صور بالأبيض والأسود في كابول
- الجوع أشد فتكًا
- في ذكرى أحمد الذوادي
- عن جاهزيّة شعوبنا للتقدّم
- تعبنا من الخوف
- سور الصين الفولاذي
- لكُل شيء تاريخه
- فكر متأمل وآخر مرتجل
- عبدالله الكوبي
- الترجمة والهيّمنة


المزيد.....




- السترة العسكرية تعود إلى ساحة الموضة بروح أنثوية وجريئة
- شاهد انجراف منازل بسبب فيضانات ألاسكا.. وبعض المتضررين لن يت ...
- الشرع يقبل أوراق اعتماد سفراء السعودية وإيطاليا وأرمينيا لدى ...
- سرقة صور نساء صوماليات واستغلالها للترويج لدعاية سياسية
- ما هي أشهر السرقات التي طالت متاحف عالمية في العقود الأخيرة؟ ...
- ساركوزي يغادر مكان إقامته برفقة زوجته للتوجه إلى السيارة الت ...
- ساركوزي يودع عائلته وزوجته قبل التوجه للسجن
- توجه موكب ساركوزي لسجن -لا سانتي- بباريس
- روايات متضاربة تشعل احتجاجات قابس بتونس.. ما قصتها؟
- مقال في هآرتس: نتنياهو جعل من الوقاحة فضيلة فانزلوا إلى الشو ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - صراع الهُويّات