أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسن مدن - في ذكرى أحمد الذوادي














المزيد.....

في ذكرى أحمد الذوادي


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 6953 - 2021 / 7 / 9 - 00:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


في مثل هذا اليوم، الثامن من يوليو/ تموز، في عام 2006، رحل أحمد الذوادي، الذي عرف طويلاً باسمه الحركي: "سيف بن علي" وهو يحمل على كتفيه أكثر من نصف قرن من النضال والتفاني‮ ‬في‮ ‬سبيل أن تكون البحرين وطنا مستقلا ديمقراطيا،‮ ‬وأن‮ ‬يكون شعبها حرا سعيدا‮.‬‬‬‬‬‬
أكثر من خمسين عاما توزعت على السجون والمنافي‮.. ‬فعدا سنوات قلائل،‮ ‬كانت بينها السنوات القليلة الأخيرة،‮ ‬كان أمام أبي‮ ‬قيس خياران لا ثالث لهما،‮ ‬إما المنفى والغربة،‮ ‬وإما زنزانة السجن‮. ‬‬‬‬‬‬‬
‬كل ذلك لم‮ ‬يفت من عزيمته الفولاذية التي‮ ‬قلّ نظيرها‮. ‬وخلال أكثر من عشر سنوات سبقت رحيله كان عليه أن‮ ‬يقاوم بالإرادة التي‮ ‬عرف بها مرض السرطان الذي‮ ‬كان‮ ‬ينهش خلايا جسده متنقلا من موضع في‮ ‬هذا الجسد إلى آخر،‮ ‬وهو في‮ ‬تلك الحال كان‮ ‬يعطي‮ ‬النموذج في‮ ‬الصمود،‮ ‬متسلحا دائما بالحكمة التي‮ ‬طبعت شخصيته المعطاء،‮ ‬التي‮ ‬أسست لنهج في‮ ‬الممارسة السياسية الكفاحية في‮ ‬التاريخ الوطني‮ ‬للبحرين المعاصرة،‮ ‬كان خلالها أحمد الذوادي‮ ‬على رأس واحد من أعرق التنظيمات السياسية في‮ ‬البحرين،‮ ‬ممثلا في‮ ‬جبهة التحرير الوطني،‮ ‬التي‮ ‬منها انبثق المنبر التقدمي‮ ‬التي‮ ‬شكلت تيارا واسعا في‮ ‬البلاد،‮ ‬انتشر في‮ ‬مختلف مدن وقرى البحرين،‮ ‬قدم خلالها مناضلوها وأنصارها أسطع الصفحات في‮ ‬تاريخ الحركة الوطنية البحرانية.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
‬كان أمينها العام وقائدها أحمد الذوادي‮ ‬هو المثال في‮ ‬التضحية وفي‮ ‬العزيمة التي‮ ‬لا تلين،‮ ‬وفي‮ ‬التمسك بخط النضال الوطني‮ ‬الديمقراطي‮ ‬التقدمي‮ ‬الذي‮ ‬لم‮ ‬يحد عنه أبدا في‮ ‬مختلف مراحل النضال ومنعطفاته على مدار خمسة عقود ونيف‮.‬
لقد تعلمنا من هذا الرجل بُعد النظر والواقعية السياسية المؤسسة على الروح الكفاحية والمبدئية التي‮ ‬لا تعرف المهادنة،‮ ‬والنفَس الطويل في‮ ‬العمل السياسي‮ ‬الذي‮ ‬لا‮ ‬يضعف أمام الصعاب،‮ ‬ولا‮ ‬يستعجل حرق المراحل،‮ ‬ولا‮ ‬يستعيض عن التحليل العميق للظروف والأوضاع بالشعارات المجردة،‮ ‬والذي‮ ‬كان‮ ‬يدعو دوما للامساك بالحلقة المركزية في‮ ‬كل مرحلة،‮ ‬بوصف الممارسة النضالية عملية تراكمية بعيدة المدى،‮ ‬تعطي‮ ‬أكلها بالتدريج‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
‬ ليس‮ ‬غريبا بعد ذاك أن التيار،‮ ‬الذي‮ ‬كان أحمد الذوادي‮ ‬ورفاقه من المؤسسين على رأسه،‮ ‬غدا بعد حين أحد المكونات السياسية والثقافية في‮ ‬تاريخ البحرين وراهنها‮.. و‬نشعر،‮ ‬نحن رفاقه،‮ ‬بالفخر أننا تلقينا خبراتنا في‮ ‬صفوف هذا التيار‮. ‬
‮ ‬هذه الروح ظلت ملازمة لأحمد الذوادي‮ ‬على الدوام،‮ ‬فكان الأقدر دوما على تحسس المتغيرات والمستجدات،‮ ‬والأقدر على التعاطي‮ ‬معها بما عهدناه فيه من بعد بصيرة وتأنٍ‮ ‬وتواضع جمّ.
‮ ‬سلاماً لروح أحمد الذوادي في ذكرى وفاته، ولتبقى ذكراه ملهماً لنا في عملنا المستمر اليوم وغداً.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬



#حسن_مدن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن جاهزيّة شعوبنا للتقدّم
- تعبنا من الخوف
- سور الصين الفولاذي
- لكُل شيء تاريخه
- فكر متأمل وآخر مرتجل
- عبدالله الكوبي
- الترجمة والهيّمنة
- عقدة الأبيض المتفوّق
- الطبيب والمثقف
- في الذكرى السنوية لميلاده: جيفارا الذي عاش
- أمادو فارس الأمل
- غداً أو بعد غد
- على الهامش
- هشاشة الدولة العربية
- الحبر على الورق
- مكتبة غزّة -خوف الغزاة من الذكريات-
- من الذي كتب التاريخ؟
- سقط سهواً
- طاغور في القاهرة
- راسبوتين الذي رأى


المزيد.....




- ترامب: نعمل على خطة لـ-إطعام- سكان غزة.. وكان يجب أن يحدث ذل ...
- سوريا- مظاهرات في السويداء والحكومة تشكل لجنة تحقيق في العنف ...
- صحف أوروبية ـ الاتفاق الجمركي يُضعف الثقة بين أوروبا وأمريكا ...
- المبعوث الأمريكي ويتكوف يزور غزة وسط كارثة إنسانية
- ماذا نعرف عن قرار فرض الرسوم الجمركية الذي وقعه ترامب؟
- كيف علق أهالي غزة على زيارة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إلى ...
- أبرز تداعيات فرض ترامب للرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي ...
- الهجمات الروسية بالمسيرات على أوكرانيا تسجل رقما قياسيا في ي ...
- غزة .. بين زيارة ويتكوف ومعضلة المساعدات الملقاة جوا
- الاحتلال يهجّر تجمعا بدويا في الضفة للمرة الثانية في شهر


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسن مدن - في ذكرى أحمد الذوادي