أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حسن مدن - في الذكرى السنوية لميلاده: جيفارا الذي عاش














المزيد.....

في الذكرى السنوية لميلاده: جيفارا الذي عاش


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 6928 - 2021 / 6 / 14 - 10:46
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


قبل سنوات حكى لي الخطاط والشاعر، المرحوم محمد سعيد الصكار الذي عاش في باريس، أنه أبدى لابنه الذي كان يدرس هناك في الجامعة استحسانه يوم عرف أن سيرة الثائر الارجنتيني: تشي جيفارا تدرس ضمن أحد مقررات الكلية التي يدرس فيها الابن.
قال الأب القادم من العالم العربي المعروف ببرامجه التعليمية المتزمتة مخاطباً ابنه: "أمر طيب أن تتمكن من التعرف إلى سيرة جيفارا من خلال مقررات الجامعة."
لكن الابن شرح لوالده أن تدريس حياة جيفارا في الجامعة لا يرمي لأكثر من تجريده، رجلاً وسيرة، من كل المضامين الإنسانية التي تنطوي عليها هذه السيرة وتحويله إلى مجرد ملصق...وكان الابن يعني أن الهدف هو إسقاط الجانب الأسطوري في سيرة هذا الثائر الذي كانت الديكتاتوريات العسكرية في أمريكا اللاتينية ترتعد من مجر ذكر اسمه، والذي قتل غيلة في عملية عسكرية دبّرتها الاستخبارات الأمريكية ضده في إحدى غابات بوليفيا منذ أربعين عاما يوم كان يشارك في قيادة حرب العصابات ضد النظام الموالي لواشنطن هناك.
وقد غدا هذا الرجل، ولا يزال، مثالاً وقدوة لأجيالٍ من الشباب في مختلف قارات الأرض. إنهم مأخوذون بشجاعته وإقدامه وانحيازه المطلق لقضية الحرية والعدالة الاجتماعية.
كان جيفارا قد شارك مع فيدل كاسترو وجيل الثورة الكوبية الأول في الهجوم على قلعة "المونكودا"، ودخل هافانا مع الفاتحين بعد إسقاط نظام الديكتاتور "باتيستا"، وأسهم في السنوات الأولى للثورة في بناء البلد، بل إنه كان وزيراً في أول حكومة شكلها كاسترو، رغم أنه ليس كوبياً.
غير أنه سرعان ما غادر كوبا ذاهباً إلى مواقع نضال جديدة. وكتب حينها رسالة مؤثرة إلى كاسترو كشف هذا الأخير النقاب عنها بعد استشهاد جيفارا.
جاء في الرسالة: "لقد أديت الواجب الذي عهدت به إلى الثورة الكوبية أداءً كاملاً. لذا فإني أتخلى عن جميع مناصبي كوزير وكقائد بل وكمواطن كوبي أيضاً.. إن أمماً أخرى تطلب خدماتي ويتعين علي أن أغادركم. سوف أكون مستعداً لتقديم حياتي في سبيل تحرير أي بلد في أمريكا اللاتينية وإذا دعت الضرورة لذلك. إني أترك ورائي أعز ذكرياتي وأحب الناس إلي، وإذا واتتني منيتي في أي مكان سأحمل معي دائماً المثل الأعلى."
ما توقعه جيفارا لنفسه في رسالته الوداعية لرفيقه فيدل كاسترو من أن توافيه المنية حدث تماماً.
بعد مغادرته كوبا رحل إلى الكونغو محاولاً إشعال فتيل للثورة هناك، ولما لم تكن الظروف مهيأة لذلك، عاد مرة أخرى إلى أمريكا اللاتينية مواصلاً عمله الثوري، ولكن هذه المرة في بوليفيا، حيث ألقي القبض عليه في الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول 1967، من قبل قوات من الجيش البوليفي يرافقها عميلان في وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية، وهو على رأس مجموعة من المقاتلين الذين صمدوا في مواجهة أيام طويلة من المعارك والجوع والأمراض.
واقتيد البطل الأسطوري الذي كان حينها في التاسعة والثلاثين من عمره إلى مدرسة مهجورة أمضى فيها ليلته الأخيرة. وفي اليوم التالي بعد الظهر تمّ إعدامه.
ويروي مانويل كورتيز أحد فلاحي البلدة التي أعدم فيها جيفارا شيئاً من تفاصيل ذلك اليوم، متذكراً نظرته الثاقبة ونوبات الربو التي كانت تمنعه أحياناً من الكلام.
يتذكر المزارع وصول 1800 جندي إلى بلدته الصغيرة المشرفة على الأدغال: "كانوا يعرفون من أين سيمر وحضّروا له كميناً أسروه فيه. في تلك الليلة احتفل القتلة واحتسوا البيرة حتى الثمالة، وسأل احدهم آخر ضاحكاً: أتريد قتله أم أفعل أنا هذا"؟
وفي التاسع من أكتوبر/تشرين الأول، انطلقت رشقات من أسلحة رشاشة داخل المدرسة انتهكت الصمت الذي كان مخيماً على البلدة. عندها أدرك المزارع أنهم قتلوه. ركض ليراه والدم يغطي صدره، فيما كان الجنود يقفزون فرحاً ويتعانقون.
يؤكد الرجل الذي كان لايزال يقيم في كوخ من الطين والخشب أن هذه الذكريات "محفورة في ذهنه إلى الأبد"، موضحاً: “كنت أكن الكثير من المحبة لتشي. في الواقع كان يناضل من اجل الفقراء."
أما البلدة التي أقامت في ساحتها نصباً للثائر الكبير، فتحولت إلى ضريح صغير لإحياء ذكرى "التشي"، حيث إن صوره مرفوعة في أغلبية المنازل. وأصبحت المدرسة متحفاً تحمل جدرانه شعارات كثيرة منها "ارنستو نضالك رسم طريق حياتنا"، و"تشي أنت حي فينينا إلى الأبد."
والحديث عن جيفارا لا ينتهي



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمادو فارس الأمل
- غداً أو بعد غد
- على الهامش
- هشاشة الدولة العربية
- الحبر على الورق
- مكتبة غزّة -خوف الغزاة من الذكريات-
- من الذي كتب التاريخ؟
- سقط سهواً
- طاغور في القاهرة
- راسبوتين الذي رأى
- مفاتيح الذاكرة
- أسئلة كبرى في ذكرى (صناعة) الكيان الإسرائيلي
- بين المعري وطه حسين
- الصاروخ الصيني
- النفط ليس ظاهرة خليجية فقط
- المتشائل
- حديث عن الخسارة
- عزاء النساء
- عيد العمال في زمن كورونا
- الجولاني في البذلة


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حسن مدن - في الذكرى السنوية لميلاده: جيفارا الذي عاش