أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد رياض اسماعيل - ما السبيل الى التعايش السلمي بين البشر؟














المزيد.....

ما السبيل الى التعايش السلمي بين البشر؟


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 6908 - 2021 / 5 / 24 - 16:20
المحور: المجتمع المدني
    


بدءاَ هل هناك وسيلة استفسار أخرى نستبط منها العمل غير الفكر؟ إن كل ما نفعله من اعمال هي نتاج التفكير. اذن ما هو الفكر؟ الفكر مشاع لجميع البشر، ولا توجد فكر جيد او سيئ، فكل ما يتمخض عنه هو عملية تفكير. حين انت تفكر وتلاحظ وتستنتج، يترسخ لديك، لا أحد يستطيع اخراجها من فكرك، ولكن حين يملى عليك، فانت مشروط او منقاد او متحكم بك من قبل الاخر. لكي تكون انت، أي نفسك، مرن عقلك حول التفكير، موضوع التفكير يختلف من شخص لأخر، كأن يكون (مال، جنس، ثروة، ادب، وظيفة، الزوجة ...) لكن طريقة التفكير هي نفسها مشاعة للبشر جميعا.
ما هو الفكر وما هي عملية التفكير؟ هل هي عملية مرئية شكلية موجودة خارجنا؟ التفكير يكون موجودا مع خلفية الذاكرة. الذاكرة معتمدة على الخبرة والمعلومات. الذاكرة تسجل الحوادث، وتلك المسجلات هي المعلومات. مثلا صادفتني في الحياة حادثة سيارة، ستسجل في الذاكرة، ومسجل بها انني احسست بالألم الشديد، فأصبح المسجل في الذاكرة معلومة، هذه المعلومة سوف تقودني للانتباه الى الشارع كي لا أقع في حوادث أخرى مماثلة. اذن خبرة الحادثة قد تم تسجيلها في الدماغ كمعلومة وتخزن في الذاكرة لتصبح حركة التفكير، التي تستخدم كاستدلال للحالات المشابهة. فالمعلومة دائما ضرورية للفعل الخارجي. الفكر يصور واقع الحادثة وأحيانا يصورها من الخيال او وهم، هي في النهاية تفكير بكل اشكاله. بما ان الخبرة محدودة عند البشر، اذن المعرفة أيضا محدودة، ولو لم يكن كذلك، فلماذا يضيف العلماء كل فترة وأخرى الكثير الى مخزونهم ولا يقولون انتهى.. كل شيء محدود ولا يوجد شيء مطلق، فالفكر كذلك، ونحن نتطور.. كل فعالياتنا محددة بما نعرفه وهو اذن محدود ايضا. ولو اطلقنا العنان للفكر أي افترضناه غير محدد، وأصبحت معرفتنا مطلقة، وبالتالي ستصبح فعالياتنا مطلقة، نكون اقرب للخارقية (السوبرمان). ولكن بوسيلة هذا الفكر وعملية التفكير، سنبقى محددين ونتطور تدريجيا، والتأمل بمراقبة الفكر يختصر الزمن اللازم للتطور!
ان لم يكن الفكر وسيلة للاستفسار وبناء المعرفة فما هو الوسيلة؟ انت تستخدم الفكر في كل حياتك اليومية، وان لم يكن الفكر واضحا سيتولد منها اللبس والخلط. هل هناك وسيلة أخرى تخترق النفس غير الفكر؟ الفكر محدود كما قلنا وليس كاملا، فكل فكرك في الأشياء ستكون محدودة. اذن ما هو الوسيلة الأخرى للكمال؟ انت حين تنظر الى البرتقالة، ما هو استجابتك لها وهي ليست من صنعك؟ هل تنضر اليها كجزء من العالم ام انها كل العالم؟ كلمة البرتقالة المعروفة لدى العالم هي ليست نفسها البرتقالة أي الذات، الكلمة هي لوصف شيء او ذات وهي ليست حقيقية، انت تعرف عنها أمور سطحية ولا تدرك برمجتها البيولوجية. البرتقالة، حين تتأملها تجد لها غلافا سميكاً تحميها من اختراق الحشرات وتحوي السكريات التي تعتاش عليها أولادها(بذورها) في منتصف المركز وعروق كحواجز، برمجة للبقاء في الحياة نجهل كنهها وذاتها ... ان لم يكن الفكر واضحا وثاقباً قريبا على المطلق سيخلق اللبس والخلط كما اسلفت. لا يمكن اخذ اغلب الكلمات كما هو متوارث عليه لبناء الصورة الفكرية، او بما توحيه الكلمة دون التغلغل الى الذات لاستنباط الصورة الصحيحة عنها.
انا شيوعي او انا متدين او انا وجودي ... انها كلمات لوصف حالة ليست حقيقية.. ان نظرتك لشيء هي على قدر مخزون ذاكرتك لذلك الشيء. هل تنظر لزوجتك او حبيبتك بدون الكلمة، بدون الذاكرة المرتبطة بتلك الشخصية؟ انا حين انظر الى شخص اعرفه قبل 5 سنوات، هل هو هذا حقيقة الشخص ام هو ما خزنته عنه ذاكرتي عنه قبل 5 أعوام؟ انا لا انظر اليه كصورة محدثة طازجة اليوم، بل انظر الى ذاكرتي وما يحمله عنه من معلومات سابقة كأن يكون له أفعال سيئة او حسنة او عاداته الوسخة او نظافة متعلقة في ذهني عنه! هل تنظر لشكلي ام الى فكري وكلماتي؟ انت حين تنظر الى زوجتك كم هي ممتعة او سيئة او لها عادات وغيرها من الصفات، هل تحمل كل ذلك معك حين تنظر الى وجهها؟ لذلك لا تنظر الى ذلك بتاتا لان هذه الذاكرة ستكون منخل للشخص للقفز على النتائج. هناك الملاحظة التي لا تسيطر عليها الكلمة هي الوسيلة الوحيدة للاستفسار خارج الفكر، بدون الكلمة، بل بالملاحظة والمراقبة بعيدا عن كل معتقداتك. ستكون ملاحظتك غير منقادة بالفكر المستمد من الذاكرة. هذه ملاحظة كلية وليس محدودا. لا تنظر الى الاسم بل راقب ولاحظ بعمق فيما وراء الذاكرة، في المساحة الحرة التي يسمونها الذكاء.
حين نقدم على فعل معين، هل نفعل ذلك من الحاضر ام من مخزون الذاكرة؟ نعمل بموجب الماضي المخزون في الذاكرة او من الطموح لفعل ذلك الشيء في المستقبل؟ اذن الفعل المبني على الماضي او المستقبل! هل هناك فعل لا يعتمد على الاثنان؟ الكلمة (فعل) هو ان تفعل الان وليس بالأمس او غدا. ما علاقة الفعل مع الافتراض؟ هل هناك فعل مطلق وليس محدود؟ الفكر المحدود يخلق مشاكل، والفعل الناجم عنه كذلك. المسلمين واليهود، المسلمين منذ 1400 عاما تكيفوا او اشترطوا بالإسلام، اما خوفا او بالتكرار وغسيل الدماغ وانقادوا بمعلومات ظنوا على أساسها بأنهم مسلمون، كذلك فعل المسيحيون واليهود قبلهم، الفكر منقسم، وليست الثقافة لان الأخير يعود لكل البشرية، منذ مئات السنين من الدعايات والادعاءات الفارغة، يقول اليهود نحن نفرق عن المسلمين! الفكر قسم البشر.. هذا فرنسي وذاك عربي والأخر إنكليزي.. لا تقبل الفكر الذي يدعو الى الانقسام، اعتمد الفكرة بالملاحظة وبالتمحيص والتجربة المعتمد على التأمل وليس المعتمد على الكلمة.
الصفة الإنسانية مشتركة لكل البشر ولا خلاف عليه، الحب صفة إنسانية يجمع بني البشر ... الحب لا يقبل الانقسام والنزاع الفكري في الانسان، في الحب هناك فعل مطلق غير محدود، مركزه القلب وليس العقل في كل البشر....



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعايش بين البشر وسبيل التحرر من القيود المشروطة عليه
- استراتيجية التوازن بين استهلاك الطاقة وتسعيرتها
- هل يمكن القضاء على العنف جذرياً - الجزء الرابع والاخير
- السواد
- هل يمكن القضاء على العنف جذرياً - الجزء الثالث
- هل يمكن القضاء على العنف جذرياً - الجزء الثاني
- متى سيقضي الانسان على العنف جذرياً؟
- خاطرة حول برلمانات الدول النامية
- خاطرة عن وطن الخيال والواقع
- النفط والاقتصاد العالمي الى أين؟
- الأنا محور الشخصية البشرية
- الحب كما اراه
- الازمة الاقتصادية الخانقة في العراق
- الموظف بين الامس واليوم ..
- التعليم المثالي
- رؤية لملامح جديدة للعالم والشرق الأوسط في هذا العقد
- قواعد العشق الاربعين من وجهة نظر اخرى /الجزء التاسع
- قواعد العشق الاربعين من وجهة نظر اخرى / الجزء الثامن
- قواعد الحب والعلاقات
- قواعد العشق الاربعين من وجهة نظر اخرى/ الجزء السابع


المزيد.....




- المحامي مهدي زقروبة، عودة التعذيب بوجه قبيح وأكثر بشاعة
- السودان والأراضي الفلسطينية بين أكثر الدول بعدد النازحين داخ ...
- المتحدث باسم الحكومة:فرق الإغاثة تواصل عملها ضمن الظروف الجو ...
- شاهد: -نعيش في ذل وتعب-.. معاناة دائمة للفلسطينيين النازحين ...
- الأردن يطالب بإجراء تحقيق دولي في -جرائم حرب كثيرة- في غزة
- مفوض الأونروا: المساعدات تصل بـ القطارة إلى قطاع غزة
- برنامج الأغذية العالمي: نحتاج وصولا آمنا للمساعدات لمنع المج ...
- تحذير من المجاعة بغزة والاحتلال يمنع دخول 3 آلاف شاحنة مساعد ...
- تحذير من المجاعة بغزة والاحتلال يمنع دخول 3 آلاف شاحنة مساعد ...
- شهيد برصاص الاحتلال في القدس واعتقال 18 فلسطينيا بالضفة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد رياض اسماعيل - ما السبيل الى التعايش السلمي بين البشر؟