أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن مدن - فئات أربع من المثقفين














المزيد.....

فئات أربع من المثقفين


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 6785 - 2021 / 1 / 11 - 20:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


فئات أربع
صنف المفكر الراحل هشام شرابي المثقفين في أربع خانات. في الأولى يقع أولئك المثقفون الذين يقترن عندهم القول بالفعل، والذين وصفهم بالمثقفين الملتزمين الذين يتطابق عندهم الفكر والممارسة، بحيث لا يمكن التفريق بين حياتهم الخاصة وحياتهم العامة، فالوعي عندهم ممارسة كاملة، والممارسة وعي كامل، وهؤلاء يتحدرون من منابع اجتماعية مختلفة ويتوزعون كذلك على اختصاصات مختلفة، لكن الوعي المشترك هو ما يجمع بينهم.
ووصف شرابي الفئة الثانية بأنهم أهل القلم من الأدباء والكتاب والمفكرين العاملين اجتماعياً بالكلمة لا بالممارسة المباشرة، وجهدهم ينصب، من خلال الفعل الثقافي، على التأثير في وعي الجمهور ودفعه إلى آفاق جديدة، وبالتالي فإنه يمكن وصف التزامهم ب «المعنوي»، النابع من الممارسة الفكرية وحدها، المجردة من الانخراط في الفعل الاجتماعي المباشر. وبالتالي فإن التأثير الناجم عن ممارستهم الفكرية لا يظهر إلا على المدى الطويل، لأنه لا يعتمد روافع النشاط المباشر التي تسرّع من تأثيره.
وفي الخانة الثالثة وضع شرابي العاملين في حقل التثقيف والتعليم من الأساتذة والمعلمين الذين ينكبون على إعداد الأجيال تعليمياً وتربوياً دون أن يقرنوا ذلك، شأنهم شأن الفئة الثانية، بأي انخراط في الفعالية الاجتماعية، ولا يقلل ذلك من أهمية الدور الذي يؤدونه، فالتعليم هو، في كل الأحوال، الطريق المؤدي إلى اكتساب الوعي.
أما الفئة التي خصص لها الرجل الخانة الرابعة فهم أولئك الذين جرى التعارف على وصفهم بالتكنوقراط، أي المهنيون والأخصائيون العاملون في الحقول العلمية والإدارية، وهؤلاء بطبيعتهم أحرار من الغائية، أي إنهم أبعد الفئات عن التفكير في التأثير المباشر لجهدهم في تشكيل الوعي الاجتماعي، ناهيك عن أن يكونوا طرفاً في الممارسة المجتمعية، وبهذا الفهم فإنهم يشكلون الفئة النقيض للفئة الأولى.
يعتني الاختصاصي، أو التكنوقراطي، بالحقل الذي يعمل فيه وحده، والنجاحات المهنية التي يحققها فيه تكفيه، فهو على حد تعبير أحد الباحثين: «لا شخصي، ومحايد، يرمز إلى الوظيفة المجردة من كل تضمين شخصي». وأضيف: من كل تضمين اجتماعي، فالتكنوقراطي، كما لاحظ الباحث نفسه، متناقض مع رجل الحقوق الذي يجد نفسه منغمساً في الشأن العام بحكم طبيعة اختصاصه.
ولعل هنا يكمن الفرق بين المثقف وتقني الثقافة، والمعيار هنا ليس الشهادات، فهي لا تجعل من المرء مثقفاً مهما علا مستواها، المثقف هو من يوظف رأسماله الرمزي: أي علمه وثقافته، اجتماعياً، أما التكنوقراط فيظل أسير وضعه المهني.
وبطبيعة الحال، فإنه كلما زادت نسبة هؤلاء الأخيرين في أي مجتمع، على حساب بقية الفئات، خاصةً تلك التي وضعها شرابي في الخانة الأولى، مال المجتمع المعني إلى الركود والرتابة، فيما يحدث العكس في المجتمعات التي تتميز بحيوية وفعالية الفئة الأولى، التي تضفي على المجتمع الديناميكية التي تدفع به نحو التقدم



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء ضد النساء
- غسان كنفاني: رائحة رغيف طازج
- ثقافات لا ثقافة واحدة
- التفكير (الجديد) قديم أيضاً
- التقدّم أم التوحش؟
- حاتم علي
- عن لغة العرب
- وقفة مع الذات في بداية العام
- هاكرز التاريخ
- بين التعددية والخصوصية
- إبداع الأمس.. إبداع اليوم
- جدل الدولة والأمة
- ذكي وحنون
- البابا ذو الخف الأحمر
- (وطن) الفلسطيني
- حداثات لا حداثة واحدة
- رفع الأشخاص على الأكتاف
- الأمية أنواع
- توليد الجدل
- لبنان وموسيقى تايتانيك


المزيد.....




- أورسولا فون دير لاين تصف العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصي ...
- هدية من -القلب-؟.. بوتين أهدى برلسكوني قلب غزال اصطاده فتقيأ ...
- احتفالا بمرور 60 عاما على العلاقات الصينية الفرنسية.. شي جين ...
- رئيس وزراء ساكسونيا الألمانية: يجب تسوية النزاع في أوكرانيا ...
- لن نرسلهم إلى حتفهم.. هنغاريا ترفض تسليم الرجال الأوكرانيين ...
- تحذير هام لمرضى الكبد من غذاء شائع
- موسكو: سنعتبر طائرات -إف-16- في أوكرانيا حاملة للأسلحة النوو ...
- غرامة مالية جديدة.. القاضي يهدد ترامب بسجنه لتجاهله أمرا قضا ...
- بلجيكا تحذر إسرائيل من التداعيات الخطيرة لعمليتها العسكرية ف ...
- مجازر جديدة للاحتلال برفح وحصيلة الشهداء تقترب من 35 ألفا


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن مدن - فئات أربع من المثقفين