أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - من مذكرات امرأة متحرّرة














المزيد.....

من مذكرات امرأة متحرّرة


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 6756 - 2020 / 12 / 9 - 02:03
المحور: الادب والفن
    


لا ضوء في آخر النّفق . . ليته نفق!
هذا المكان ليس فيه شيء سوى البئر
تأتيني الكوابيس في الليل
أسمع أصوات نساء، وحتى في بعض الأحيان يفدون حياتهم بالقبول بشروط " قاضي البئر" لا أحد يسمع توسلاتهم، بل حتى بعد أن يرموهم في البئر يقول بعض الكتّاب في قاعة المحكمة: لم نعذبهم كفاية كي نردعهم عن أفعالهم!
قد يهيّأ لي، لكنه حلم كلّ ليلة ، أشعر أنني لن أستطيع الخروج من هذا المكان.
أحياناً أركض مع الكلب ، وهو أفضل كائن هنا، يحاول أن يكون لطيفاً معي.
هنا تضيع أيامي
أخسر ما تبقى لي من صفة الإنسان
أعزّي نفسي : أقول أن هدفي نبيل
وأصرّ على أنّني سوف أحقّقه
قد أكون أحلم حلم يقظة
. . .
أحتاج إلى مغامرة
حياتي مرهونة بمغامرة
أن أخرج من المكان، أو أن أغيّره
قد أموت، مع أنّني جبانة لا أحبّ الموت ، لكنّني مضطرة إلى المغامرة كي أتفادى ذلك الموت، الحياة جميلة حتى لو عشتها بطريقتي، تشعر في بعض الأحيان أنّك إنسان تستحق أن تعيش بكرامة، مجرد شعورك أنّك إنسان شيء يستحق.
سوف أنشئ حساباً وهمياً على الفيس بوك باسم " المؤمنة"
سوف أدعو إلى مجموعة نناقش فيها قضايا النساء تحت شعار الإيمان.
أبتسم لنفسي أصبحت جاهزة لاختراق المكان . سوف أجد من يتجاوب معي . سوف أبدأ بنقاش . عنوان حلقة اليوم: هل علينا أن نسمي النساء المتحرّرات أحراراً أم حرائر؟
-هل هناك فرق ؟ تسأل المؤمنة ديبة .
بالطبّع! الحرائر هن اللواتي يحافظن على فروجهن حتى لو كان الزوج مدمن على بيوت الدّعارة ، و الأحرار هنّ اللواتي يرغبن في الحرية.
أيتها الكافرة ! تنادين بالزنى! تعليق السيدة ثورة .
تستحقين الرّجم . تعليق أبو ثورة .
سوف ألغي حسابي. أشعر بالرعب، أرتجف.
كأنّ زوجي أفضل من جميع من رأيتهم من الرّجال و النساء، قبلّ أن أعيش في بيته، و أن أخدمه .
أفكرّ أن أعود إلى السجن- بيت زوجي- لكنّه لن يقبل. أصبحت مرفوضة لأنني بلا زوج ، حتى لو كنت عبداً في بيت ذلك الوغد كان المجتمع سوف يحترمني.
سوف أستمر في ثورتي، وسوف أنجح. . .
لا. لن أنجح.
لو نجحت امرأة واحدة لنجحت أنا. من هو دعمي؟
وهل جميع النساء الناجحات لديهن دعم؟
سمعت سكرتيرة وزير الكهرباء تقول عندما فازت بالقصة ، وقبضت من دولة عربية تهتم بالأدب عشرة آلاف دولار: فوجئت أنني الفائزة . اعتقدت أنّني أكتب لنفسي، لكن سيادته شجعني على الكتابة ومنحني من وقته. صدّقتها. أنا أصدق كل الشّائعات. رغم أن منصبها متواضع، فهي مجرد سكرتيرة. الإبداع لا يعرف الحدود.
كأنني مصابة بخرف شيخي مبكّر. لا أقرأ الدنيا. التعليقات على السكرتيرة كانت مقنعة ، فقد قالوا أنها لم تكتب، لكن الوزير كلّف أحدهم بكتابة النّص، وقدّمها للمشرفين على الجائزة ، و هم لا يرفضون له طلب كونه يعمل كصبيّ عند أميرهم ، وهكذا فازت . اتهموها بأنّها تستغل الوزير مع أن عمره ستون، وعمرها عشرون .
سوف أضرب رأسي بالحذاء. إنني مغفلة. النّاس تفهم خفايا الأمور، و أنا لا زلت أعجب بالكاتب الثوري، و الفنان العصامي . الحقيقة لا أقرأ ولا أرى معارض فنية، لكن تعلمت كل ذلك من التلفزيون الوطني. أنا مثلهم: مؤمنة أخاف الله، غير مؤمنة لا أحبّ رجال الدين، وفي جميع الأمور أمثلّ صوت العبودية .
أعلنتُ الثورة ، لأنّ داخلي يكاد ينفجر، لكنّ خارجي هو صورة طبق الأصل لما تعلمته من خرافات. كيف يمكنني أن أحرّر ذهني ؟
سميت نفسي الخائفة
المهزومة
الثائرة
المزيفة
لكنني لم أخفْ مثل اليوم. أشعر أن أحداً يسمع ما يدور بيني وبين نفسي .
أخاف أن أفشل
أن أسقط في البئر
أن أموت في هذا المكان.
سوف أهرب غداً من هنا . . . لن أستطيع تغيير الأمور .



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من مذكرات امرأة متحرّرة -8-
- من مذكرات امرأة متحرّرة -7-
- من مذكرات امرأة متحرّرة -6-
- من مذكرات امرأة متحرّرة -5-
- من مذكرات امرأة متحرّرة 4
- من مذكرات امرأة متحرّرة -3-
- من مذكرات امرأة متحرّرة -2-
- من مذكرات امرأة متحرّرة -1-
- نسويات
- المعاناة
- رحلة البحث عن السعادة
- من أين أتت تغريدات ترامب الروحانية
- من غرفة العلاج الكيماوي
- حول دفء العلاقة المزيّف
- إلى ابنتي سيناء في يوم مولدها
- أمازون في السويد
- ترامب ، أم بايدن؟
- جميعهم يقلّدون أبطال الأساطير
- الدين، العلم، والأرهاب
- رسالة إلى السّرطان


المزيد.....




- تابع الحلقة 162 قيامة عثمان.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 162 ...
- شاهد.. الرئيس الايراني الشهيد بريشة فنان فلسطيني
- أقوى أفلام الكرتون.. تردد قناة توم وجيري عبر أقمار العرب سات ...
- بخطىً ثابتة.. -جائزة سليماني- تكرّس حضورها في قلب المشهد الأ ...
- 300 صالة سينما فرنسية تعيد عرض -إنقاذ الجندي رايان- في ذكرى ...
- تفاعل كبير مع ظهور الشيف بوراك في مهرجان -كان-: ماعلاقة الكب ...
- فيلم -بوب مارلي: حب واحد-.. محاولة متواضعة لتجسيد أيقونة موس ...
- -دانشمند- لأحمد فال الدين.. في حضرة وجوه أخرى للإمام الغزالي ...
- الجامعة العربية: دور محوري للجنة الفنية لمجلس وزراء الإعلام ...
- تَابع Salah Addin 26 مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 26 مترج ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - من مذكرات امرأة متحرّرة