خليل قانصوه
طبيب متقاعد
(Khalil Kansou)
الحوار المتمدن-العدد: 6471 - 2020 / 1 / 22 - 21:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الذين بادروا إلى شن الحروب لم ينتصروا !
قامت إيران في 08.01.2020 بقصف قاعدتين أميركتين في العراق ردا على اغتيال الولايات المتحدة الأميركية لعسكريين قادة إيرانيين و عراقيين ، لدى وصولهم إلى مطار بغداد في 02.01.2020 .
ما يهم في هذا الموضوع من و جهة نظري ، هو حصول الهجوم الصاروخي الإيراني على قاعدتين عسكريتين أميركيتين ، لما له من دلالات كبيرة ، سيكون لها على الأرجح انعكاسات فارقة على أرض الواقع في سياق المواجهة الدائرة في سورية و العراق و إيران ، بين محور الذين يرفضون الشروط الأميركية ـ الإسرائيلية من أجل التصالح وفك الحصار عن دوله و محور ثان أعلن أعضاؤه عن استعدادهم للقبول بهذه الشروط :
1 ـ الدلالة الأولى هي أن أيران قادرة على شن هجمات مدمرة ، على القواعد العسكرية و على مواقع المصالح الأميركية بالإضافة إلى أن حلفاء الولايات المتحدة الأميركية سيكونون منطقيا في مرمي النيران أيضا .
من المحتمل في هذا السياق ، أن الإسرائيليين الذين حرضوا على الأرجح على عملية الاغتيال في مطار بغداد ، و الأميركيين توافقوا على و قف التصعيد وعدم الاشتباك مع الإيرانيين بعد قصف القواعد الأميركية في العراق . واستنادا إليه فليس مستبعدا أنهم استنتجوا أن الظروف الراهنة غير ملائمة للحرب ضد أيران ، ناهيك من أنها غير مقبولة من الروس و من الصين أيضا .
2ـ إن استحالة الحرب ضد أيران تمثل ارتدادا جوهريا في المشروع الاستعماري الأميركي ـ الصهيوني ، كون الحرب و سيلة " حياتية " إذا جاز القول ، لإسرائيل ، فبواسطتها يتم إلغاء الفلسطينيين غير اليهود ، تهجيرا و إبعادا , بالإضافة إلى أنها تتيح إخفاء الحقيقة تحت طبقات الاساطير القديمة و فرض التوراة اعتباطيا ، ليس كتابا دينيا و حسب و أنما مرجعا جغرافيا و تاريخيا أيضا ، تبريرا للاستعمار و للتمييز العنصري .
3 ـ وفي ما يتعلق بالولايات المتحدة الأميركية فأن عدم الحرب يعني توقف الحملة الأميركية عند الحدود الإيرانية و فشل مشروع عبور الجسر الإيراني من غرب آسيا إلى شرقها . و ما زاد الطين بلة هو أن الصينيين و الروس صاروا خلف الخطوط الأميركية ـ الإسرائيلية في سورية و ربما في العراق أيضا .
و لكن من المعلوم أنه عندما تتوقف الحرب تبدأ عادة المباحثات ، أو بتعبير أدق إن القضايا التي لا حل لها في ميادين القتال يجري طرحها في المؤتمرات . فما أود قوله بعد هذا كله بوجه عام و بعد الضربة الإيرانية على القواعد الأميركية في العراق على وجه الخصوص ، انه في أغلب الظن حان وقت التسويات و التفاهمات في منطقة غرب آسيا و شمال إفريقيا . لاشك في ان المفاوضات و اللقاءات التي جرت في روسيا بين سورية و تركيا و بين ليبيا و تركيا بالإضافة إلى زيارات بعض المبعوثين الخليجيين إلى إيران ما هي في الواقع إلا مؤشرات على أن الذين بادروا إلى شن الحروب لم ينتصروا
#خليل_قانصوه (هاشتاغ)
Khalil_Kansou#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟