أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زيد كامل الكوار - الثقة المتبادلة أساس المصالحة الحقيقية














المزيد.....

الثقة المتبادلة أساس المصالحة الحقيقية


زيد كامل الكوار

الحوار المتمدن-العدد: 4846 - 2015 / 6 / 23 - 10:51
المحور: المجتمع المدني
    



تعايش العراقيون في هذا البلد المعطاء على مدى أكثر من خمسة آلاف سنة ، يتبادلون المنفعة والود والتفاهم والمحبة على اختلاف مكوناتهم وألوانهم الدينية والإثنية والقومية ، فمنذ العصر البابلي والعراق يتقاسمه شعب متلون بألوان القوميات والأديان والمعتقدات ، متفاهم ومنسجم في اقتسام خيرات أخصب بلد في المنطقة حضارة وتربة وتأريخا وعلما ، ولطالما كانت نعمة الانسجام هذه مصدر قلق وانزعاج لمن حوله من الممالك والدويلات ، لأن ذلك الانسجام والتجانس جعل من أرض السواد " بلاد الرافدين " كيانا قويا متماسكا عصيا على الطامعين ، ولا شك أن أهم مقومات وعوامل تقدم وازدهار أي مجتمع على وجه الأرض هي الثقة المتبادلة بين مكوناته ، لأنها تزرع الاطمئنان والمحبة بين جميع مكوناته 0 ظلت الثقة بين العراقيين مصدر قوة وثراء مجتمعي طيلة المدة التي ازدهر فيها العراق سياسيا واجتماعيا وعسكريا واقتصاديا ، وقد تعود العراقيون لأزمان طويلة على التعامل بكل ثقة حتى أنهم ليعقدون الصفقات الكبيرة بمبالغ طائلة ، لا يدفعون فيها نقدا معتمدين على كلمة وعدا بالتسديد لاحقا بلا عقد ولا صك يكتبونه بينهم مع أن الله سبحانه أوصى في كتابه الدين بعقد مشهود ، فالطيبة والوفاء العراقيين هما مصدر الثقة المطلقة المتبادلة بين العراقيين ، فهيم طبع قديم غالب على نفوسهم وليس تطبعا طارئا 0
ولكن عتاة المكر والخديعة من أساطين الصهاينة ومن جرى بخدمتهم مجرى العبد من سيده كالولايات المتحدة ومن تحالف معهما من حلف الشر والمكر العالمي ، عرفوا ووقعوا على سر لحمة العراقيين وتكاتفهم في ما بينهم ، فعملوا بكل ما يستطيعون من خبرة وقوة ودهاء على زرع الضغينة والبغضاء في المجتمع العراقي في غفلة من الزمن لهز تلك الثقة الأصيلة بمخططات خبيثة دخلت أدق تفاصيل حياة العراقيين ، ولم يكن هذا المخطط وليد اللحظة والساعة بل هو أمر دأبوا على دراسته دراسة باحث مجتهد فحللوا جذوره وأساسياته تحليلا عميقا ، في مراكز بحوث ستراتيجية أعدت لهذا الغرض في أقبية المخابرات الأمريكية والبريطانية والصهيونية حين كان العراقيون مسترخين في ثقتهم و متكلين على متانة بنائهم الرصين الذي لم يشكوا يوما في متانته ورصانته ، غافلين عن دها ء ، وطول أناة عدوهم اللعين ، وصبره وإصراره على تنفيذ مخططاته ، البعيدة الأمد ، فهم ذاتهم أصحاب مشروع إسرائيل الكبرى وأرض الميعاد من النيل إلى الفرات وحلمهم السرمدي منذ آلاف السنين ، لكنهم والحق يقال ، أخذوا بأسباب نجاح مشروعهم من التخطيط العلمي الستراتيجي ، والعمل الدؤوب بكل ما أوتوا من إمكانات و قابليات ، فسخروا لما يطمحون إليه أموالهم الطائلة وجهدهم المخلص فبذلوا العرق والمال والدم رخيصا في سبيل حلم الأجيال عندهم 0 لا كما يفعل العرب في ما يخص قضاياهم المصيرية الحساسة من رفع الشعارات الرنانة والخطب العصماء وترك العمل الفعلي والاستكانة إلى الأحلام والتعلل بأمجاد مضت وأكل الدهر عليها وشرب ، فلم يتخذوها حافزا ودافعا للعمل الجاد بل قصص تحكى فتهون عليهم خيبتهم القاسية . ومن أسباب خيبتنا تلك الثقة العمياء التي ما عرفنا أين نضعها فأضعنا مجدا سابقا ، ونكاد نضيع واقعا مرا ، إن لم نعد تلك الثقة لتكون في ما بيننا ولا توضع في غير محلها بعد اليوم ، فقد غيرنا الأدوار ووضعنا ثقتنا بعدو يتربص بنا الفرصة ونزعناها من إخواننا فتولد الشك وسوء الظن وكان ما كان مما رأيتم ونرى ، ولا حل لنا اليوم ولا أمل في مصالحة وطنية حقيقية إلا بعودة الثقة الحقيقية في ما بيننا فنحن أبناء أب واحد ، هو العراق ، وأم واحدة هي تربة أرض العراق الطاهرة .



#زيد_كامل_الكوار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجامعة العربية والمصالحة الوطنية
- إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم
- المصالحة الوطنية بين المستفيدين والمتضررين
- التهم الجاهزة 00 تبادل الأدوار 00 التاريخ يعيد نفسه
- تجربة الإقليم 00 والمصالحة الحقيقية
- المصالحة الوطنية 00 والاستفادة من تجارب الشعوب
- دور المجالس المحلية في تحقيق المصالحة الوطنية
- إياك أعني فاسمعي يا جارة
- المصالحة الوطنية وأثرها على سوق العمل
- المصالحة الوطنية .. شعار أم عمل وفعل
- اللامبالاة آفة تفتك بالمجتمع
- دور المؤسسة التربوية والتعليمية في دعم المصالحة الوطنية
- أقانيم المصالحة الوطنية
- زج الشباب في عملية المصالحة الوطنية
- المصالحة الوطنية 00 مطلب حقيقي لكن مع من ؟
- المرأةُ مرآةُ الرجلِ
- يكد أبو كلاش 00 و ياكل أبو بشت
- سيرة وطن تأكله الذئاب
- الفسيفساء العراقية معين الثروة الحقيقي الذي لا ينضب
- أراد أن يضرنا فنفعنا


المزيد.....




- قيادي فلسطيني: إسرائيل تكرر جرائم حرب غزة في الضفة
- أول تعليق من جالانت حول مذكرة الاعتقال الصادرة بحقه: لا نعتر ...
- اليونان تحاكم تسعة مصريين بتهمة التسبب في مقتل مئات المهاجري ...
- بعد مذكرة اعتقال نتنياهو.. شخصيات بارزة بقائمة اعتقالات المح ...
- وصف رئيسي بـ-جزار طهران-.. سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة ين ...
- مصريون أمام القضاء اليوناني على خلفية حادثة مقتل مئات المهاج ...
- أوروبا منقسمة بشأن سعي الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال ...
- محدث:: قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات في الضفة
- الأمم المتحدة: قلقون إزاء التدهور الأمني السريع في رفح
- أمل كلوني -دعمت- طلبات أوامر الاعتقال الصادرة عن -الجنائية- ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زيد كامل الكوار - الثقة المتبادلة أساس المصالحة الحقيقية