أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زيد كامل الكوار - التهم الجاهزة 00 تبادل الأدوار 00 التاريخ يعيد نفسه














المزيد.....

التهم الجاهزة 00 تبادل الأدوار 00 التاريخ يعيد نفسه


زيد كامل الكوار

الحوار المتمدن-العدد: 4841 - 2015 / 6 / 18 - 16:09
المحور: المجتمع المدني
    


عاش العراق منذ أواخر الستينيات في القرن المنصرم ، حتى مطلع القرن الحالي وتحديدا عام 2003 عام التغيير ، حقبة زمنية متوترة على المستوى السياسي والاجتماعي معا ، لأن الواقع السياسي يؤثر أبلغ التأثير في الواقع الاجتماعي كما هو معلوم لكل ذي بصيرة ، فالشارع العراقي إبان تلك الحقبة ، وبفعل الحروب الضروس التي تورط فيها مع الجارة إيران ، كان يعيش حالة من التوتر النفسي المقلق للمكون الشيعي تحديدا وبكم من التوتر أوضح وأكبر ، وما ذاك إلا بفعل الاعتقاد الشائع عند مرضى الشك الأمني لدى المسؤولين السياسيين والأمنيين من القيادات البعثية والأمنية الموغلة في التمييز الطائفي ، حيث كان الشيعي موضع شك في ولائه للحكومة والوطن بالنتيجة ، فالشيعي الموظف في دائرة أمنية ، أو في منصب حزبي أو سياسي ، أو المنتسب للقوات المسلحة ، كان محل نظر وتمحيص ومتابعة وريبة ، أكثر بكثير من زميله السني الذي كان يعمل بأريحية أكبر وأوسع . وبناء على هذا الواقع المقلق المريب ، اضطر أغلب الطلاب و الموظفين والعسكريين ، من المكون الشيعي ، إلى الانتماء إلى حزب البعث لضمان الحصول على امتيازات الدراسة والتعيين والعمل الحكومي ، فكانت الغالبية العظمى من طلبة الجامعات المدنية ، بل حتى المدارس الثانوية ، ينتمون إلى حزب البعث ، " اختيار مجبر " ، لضمان دخول الكليات العسكرية والأمنية التي كانت تشترط لقبولها أن يكون المتقدم إليها بعثيا ، بل إن البعض من المكون الشيعي ، ولأنه كان يعلم أنه في بقعة ضوء الجهات الأمنية المرتابة منه دائما ، اضطر إلى الانخراط في صفوف البعث ، درءا للشبهات الأمنية وأملا في تحقيق شيء من الاستقرار الأمني الشخصي . على حين كان المواطن من المكون السني ، لا يشعر أنه في موضع الشبهة بالقدر نفسه ، مع أن الجميع كانوا محل ارتياب السلطة البوليسية على الدوام ، لكن المواطن السني كان أكثر استرخاء بالمجمل ولا يشعر أنه في بقعة الضوء أو الشك الأمني ، الأمر الذي جعله غير مضطر إلى محاباة السلطة والانتماء إلى الحزب حينها ، مع أن المواطن السني غير البعثي كان ينظر إليه أمنيا ، كمادة خام للتنظيمات الدينية المحظورة مثل الحزب الإسلامي ، أو تنظيم الوهابية . أما اليوم وتأسيسا على ذلك الإرث الحكومي الأمني السياسي ، يحدث عل الأرض تبادل للأدوار ، بصورة كاملة، فبعد أن كان الانطباع الأول عن المواطن الشيعي في زمن النظام السابق ، أنه منتم لحزب الدعوة المتهم بالعمالة لصالح إيران وأن ولاءه للوطن مشكوك فيه ، عاد التأريخ بدورته ليقلب الأدوار هذه المرة ، فالمواطن السني ، بعثي صدامي ، بنفس أسلوب التهم الجاهزة السابق مع تغير المسميات ، والمواطن السني اليوم داعشي إرهابي غير مأمون الجانب , وولاؤه ليس للعراق بل هو لتركيا أو لدول الخليج التي تمول الإرهاب وتدعمه . وعادت دورة التاريخ لتأخذ جولتها في الاضطهاد والعسف المعتاد ، فالسني اليوم مطالب بأن يثبت أنه ليس بعثيا صدامياً أو داعشيا ، وأن ولاءه ليس لتركيا وقطر والسعودية ، مع أن القيادات البعثية في النظام السابق ، كانت أغلبيتها من المكون الشيعي حيث المطلوبين ضمن قائمة قوات التحالف ، البالغ عددهم خمسة وخمسين مطلوبا ، كان الشيعة منهم بنسبة الثلثين ، والقيادات الأدنى في الترتيب من الشيعة عسكريين كانوا أو مدنيين ، لم يشملهم قانون الاجتثاث الاختياري ، بل الأنكى من ذلك ، مازالوا يتسنمون مواقع قيادية في القوات المسلحة وفي مفاصل الدولة الحساسة . ما هذه الازدواجية في المعايير والاعتماد على لوائح النظام السابق في كل شيء مع تغيير المسميات ، فالمستهدفون من قبل الحكومة ، هم عينهم ماعدا تغيير المسميات ، فبدل الشيعة أصبحت السنة ، والتهم الجاهزة ذاتها مع تغيير صفاتها وعناوينها ! كيف تستقيم الدولة وفق مفاهيم كهذه ؟ بل ماذا فعلنا حين بقيت المفاهيم ذاتها ولم تتغير سوى الوجوه ؟ وكيف تستقيم مصالحة وطنية حقيقية مع تخبط كهذا ؟ .



#زيد_كامل_الكوار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجربة الإقليم 00 والمصالحة الحقيقية
- المصالحة الوطنية 00 والاستفادة من تجارب الشعوب
- دور المجالس المحلية في تحقيق المصالحة الوطنية
- إياك أعني فاسمعي يا جارة
- المصالحة الوطنية وأثرها على سوق العمل
- المصالحة الوطنية .. شعار أم عمل وفعل
- اللامبالاة آفة تفتك بالمجتمع
- دور المؤسسة التربوية والتعليمية في دعم المصالحة الوطنية
- أقانيم المصالحة الوطنية
- زج الشباب في عملية المصالحة الوطنية
- المصالحة الوطنية 00 مطلب حقيقي لكن مع من ؟
- المرأةُ مرآةُ الرجلِ
- يكد أبو كلاش 00 و ياكل أبو بشت
- سيرة وطن تأكله الذئاب
- الفسيفساء العراقية معين الثروة الحقيقي الذي لا ينضب
- أراد أن يضرنا فنفعنا
- جيش العراق 00 بيت الأخوة والمحبة
- ثقافة الانتماء وقبول الآخر
- العفو العام أهم لوازم المصالحة الوطنية
- المحاصصة مرض لا يرجى شفاءه


المزيد.....




- واشنطن تطالب بالتحقيق في إعدام إسرائيل مدنيين اثنين بغزة
- 60 مليون دولار إغاثة أميركية طارئة بعد انهيار جسر بالتيمور
- آلاف يتظاهرون في عدة محافظات بالأردن تضامنا مع غزة
- شيكاغو تخطط لنقل المهاجرين إلى ملاجئ أخرى وإعادة فتح مباني ا ...
- طاجيكستان.. اعتقال 9 مشبوهين في قضية هجوم -كروكوس- الإرهابي ...
- الأمم المتحدة تطالب بإيصال المساعدات برّاً لأكثر من مليون شخ ...
- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...
- اليابان تعلن اعتزامها استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئي ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زيد كامل الكوار - التهم الجاهزة 00 تبادل الأدوار 00 التاريخ يعيد نفسه