أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زيد كامل الكوار - الفسيفساء العراقية معين الثروة الحقيقي الذي لا ينضب














المزيد.....

الفسيفساء العراقية معين الثروة الحقيقي الذي لا ينضب


زيد كامل الكوار

الحوار المتمدن-العدد: 4824 - 2015 / 6 / 1 - 08:55
المحور: المجتمع المدني
    


لم يعد خافيا على متتبع في العالم بأسره ، أن المجتمع العراقي مجتمع متنوع ، كثير الديانات والقوميات والمكونات ، وكلها معتبرة محترمة فاعلة مؤثرة ، فهذا التنوع اللطيف في المجتمع العراقي ، أكسبه ميزة جمالية تنوع الثقافات ، الأمر الذي أثراه أيما إثراء فكان بحق مجتمعا حيا ينبض بالانسجام والمحبة على مر العصور المتعددة ، فلا تجد في العراق حيا سكنيا يخلو من التشكيلة الجميلة المتنوعة ، حتى على مستوى المجتمعات الريفية التي يفترض أن تكون أكثر انغلاقا لانخفاض مستوى الوعي الثقافي فيها ، لكنك تجد فيها التصاهر بين المكونات شائعا ، والتشارك التجاري المنسجم ، ومما يميز المجتمع العراقي وتلونه ، اعتراف المجتمع وشهادته لبعض مكوناته دون الأخرى بالتميز في مجالات معينة ، فعلى سبيل المثال لا الحصر ترى براعة الصاغة الصابئة ، معروفة في المجتمع العراقي بشهادة الجميع ، وكذلك يشهد الجميع بإخلاص المسيحي في عمله وأمانته التامة، وكل عراقي يشيد بوفاء الصديق الكردي وأخوته الصادقة ، أما إذا أردت أن تشارك أحدا في تجارة ناجحة رابحة فعليك بأهل أعالي الفرات أمانة وبراعة وذكاء ، يرشح عن هذا التصنيف العجول أمور كثيرة منها أن التنوع في المجتمع اكسبه مهارات وخبرات ، أضفت على المجتمع صفة التكامل والمتانة والصلابة والقوة ، ولان المجتمع العراقي ريفي بغالبيته ، فقد تنوعت مهارات المجتمعات الفلاحية وفقا لطبيعة ومناخ البقعة التي يسكنونها ، فتخصصوا بما امتلكوا من خبرة كبيرة في مجال الزراعة امتدت لعشرات القرون ، فهو بالتالي بلد السواد لوفرة مائه وخصوبة تربته ، الأمر الذي أوجد التنوع الجميل في الخبرات الزراعية ، فديالى وكربلاء تفتخران بجودة الحمضيات و التمور ، لمناسبة مناخيهما ، وخبرة أهلهما العالية في زراعة هذه الأصناف بعينها ، ولا ينافس أحد مواطني الديوانية في زراعة محصول الرز العراقي الشهير العنبر . أما على مستوى الإبداع الثقافي والفني ، فلكل مدينة عراقية ، هويتها الأدبية والفنية والعلمية التي أكسبتها بصمتها الخاصة بها ، فمحافظة ذي قار مثلا ، أم الشعراء والمطربين ، ومدينة عانه أم الأطباء البارعين ، ومدينة الموصل أم القادة العسكريين الأفذاذ ، ومدينة النجف ، أم علماء الدين والشعراء المبدعين ، ولا تكاد تخلو مدينة عراقية واحدة من المبدعين المتميزين في شتى ضروب الفن والعلم والمعارف والمهارات ، وبالمجمل فإن التنوع الثقافي هو الذي أوجد هذا الثراء الفريد في المواهب والطاقات ، وأوجد ففي الوقت ذاته أعداء حاقدين حاسدين للشعب العراقي على مدى تأريخه الطويل الحافل بالتقلبات ، ولكن تبقى أمور كثيرة يجب التنبيه إليها مثل الدور التاريخي للرهبان والقساوسة ، الذين أخذوا على عاتقهم وعلى مدى قرون عديدة ، حفظ الإرث الثقافي العراقي المتنوع في أديرتهم الكريمة ، وخير مثال على ما أقول ، ما انكشف في الأيام الأخيرة ، عن ذلك الراهب البطل الذي تمكن بإخلاصه العظيم لوطنه من إنقاذ عشرات المخطوطات الأثرية ، بطريقة صعبة لا تخلو من المجازفة والخطورة ، وليس خافيا على الكثيرين ، الدور الكبير للمكونات العراقية في إثراء التراث العراقي العريق ، وأي خلل في هذه التركيبة المكوناتية المتماسكة سيؤثر بلا أدنى شك على المجتمع العراقي ، وهذا من أهم أهداف المخطط الأمريكي الصهيوني ، الذي يسعون إلى تحقيقه ، وسيخيب فألهم بقوة الله ثم عزم العراقيين على حفظ العراق وتراثه ووحدة أهله .



#زيد_كامل_الكوار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أراد أن يضرنا فنفعنا
- جيش العراق 00 بيت الأخوة والمحبة
- ثقافة الانتماء وقبول الآخر
- العفو العام أهم لوازم المصالحة الوطنية
- المحاصصة مرض لا يرجى شفاءه
- الهوية الجامعة العامة وأبهى ألوان الهويات الخاصة
- شمائل لا ينبغي لها أن تضيع


المزيد.....




- جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن حملة اقتحامات واعتقالات بالضفة
- -الأونروا-: الوضع بغزة يفوق التصور
- مستجدات حرب غزة.. شهداء بالعشرات والمجاعة تضرب القطاع
- الأونروا: الوضع الإنساني في قطاع غزة يفوق الخيال
- لندن.. اعتقال 4 إيرانيين من بين 5 للتخطيط لمؤامرة إرهابية مز ...
- المقاومة العلمية.. اختراعا -بصير- و-البريل- لمساعدة المكفوفي ...
- ماسك يعد المكفوفين باستعادة بصرهم خلال عام واحد!
- مصدر أمني: بعض الأسرى الأوكرانيين يرغبون بالبقاء في روسيا
- آلاف الأسرى يواجهون قتلا بطيئا في سجون الاحتلال الإسرائيلي
- بريطانيا.. اعتقال إيرانيين للاشتباه بتخطيطهم لـ-عمل إرهابي- ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زيد كامل الكوار - الفسيفساء العراقية معين الثروة الحقيقي الذي لا ينضب