أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زيد كامل الكوار - ثقافة الانتماء وقبول الآخر














المزيد.....

ثقافة الانتماء وقبول الآخر


زيد كامل الكوار

الحوار المتمدن-العدد: 4821 - 2015 / 5 / 29 - 09:35
المحور: المجتمع المدني
    


من الطريف أنني وقبل أن أشرع في كتابة هذه الكلمات ، كنت في محاورة لطيفة مع أحد الأعزاء الذين لا أستغني عنهم ، بل أقول لا أغناني الله عنه ، كنا نتكلم عن المجتمع العراقي ومشكلته التي تتخذ موضع عين القلادة بين مشاكل العراق التي لا تحصى ولا تعد ، ألا وهي افتقار الكثير من أفراد المجتمع العراقي ، إلى ثقافة قبول الآخر، وما ذاك إلا أن المجتمع العراقي مليء بالأمراض الاجتماعية ، فمجتمعنا قبلي بامتياز تحكمه نزعة الولاء والتسلط ، حتى على مستوى المجتمع الحضري الطارئ ، قريب العهد بالبيئة الريفية الفلاحية ، فلم يتأقلم النازح المهاجر من الريف إلى المدينة ، مع المجتمع الحضري المستقر منذ أمد بعيد ، حتى بعد مرور عشرات السنين على هجرته من الريف إلى المدينة ، حيث بقي هذا المهاجر يشعر بأنه غريب نوعا ما عن هذا المجتمع الذي يتباين في قيمه وثقافته ، لا كما تعود في المجتمع الريفي الذي غالبا ما يتكون من شرائح متشابهة إلى حد كبير في القيم والأخلاق والثقافة ، ويكون التباين فيه بسيط نسبيا، لتشابه العادات والتقاليد لأن المجتمع الريفي ، في الأعم الأغلب يتكون إما من عشيرة واحدة لها التقاليد والأعراف والقيم ذاتها ، أو أن يتكون هذا المجتمع ، من عشائر مختلفة ، لكنها متصاهرة وتربطها علاقات نسبية عائلية أنتجت فيهما عادات وقيما مشتركة ، ذاك الشعور النسبي بالغربة الذي يشعر به النازح إلى المدينة والمهاجر ، أوجد حواجز وفواصل نفسية بينهم وبين المجتمع الحضري الذي يكون على الأغلب غير مهتم بالتواصل مع جيرانه بالقدر الذي اعتاده أبناء الريف الذين اعتادوا السمر في دواوينهم العامرة بالسمار من أبناء القرية والقرى المجاورة ، والجميع تربطهم علاقات القربى أو الصداقة أو الجوار . أعود إلى ما ابتدأت حديثي به إذ شطت بي الأفكار بعيدا ، قلت لصاحبي أن في الهند منذ بداية القرن الحادي والعشرين ، مائة وأربعة وثمانين دينا جديدا ، لم تكن موجودة في القرن العشرين ، حتى لقد أصبح عدد الأديان في الهند يتجاوز الست مائة دين وطائفة ، وعل ما يبدو " ومن قبيل الطرفة لا أكثر ، أن في الهند سعة محددة لكل دين من الأديان فلا يقبل الزيادة على العدد المحدد سلفا ، ما يستدعي استحداث أديان جديدة بين الحين والآخر بسبب زيادة السكان السنوية الكبيرة هناك " ، ومع كل هذا التنوع الكبير والديانات التي تبعث أعدادها على التعجب والاستغراب ، تجد أن الناس تمشي في الشوارع والأسواق جنبا إلى جنب ، ويتعاملون بينهم بكل سلاسة وهدوء ، على أساس تبادل المنفعة والخبرات والتجارب الحياتية، تجمعهم المواطنة السليمة واحترام الآخر وتقبله ، وبما أن المجتمع الهندي لا يخلو من السلبيات التقليدية في المجتمعات الشرقية ، مثل الجهل وإعطاء التقاليد الموروثة القديمة أكثر من حقها الذي تستحقه ، لكننا نجد أن المجتمع الهندي يتفوق علينا في ثقافة تقبل الآخر ، واحترام المعتقد والحريات الشخصية ، ويرجع سبب ذلك في رأيي الخاص المتواضع إلى التثقيف السياسي الممنهج وعلى أسس سليمة ، يضاف إليه اكتواء الهنود بتجارب التطهير العرقي والديني التي عادت على المجتمع الهندي بويلات كثيرة في القرن الماضي ، ولم ينسها الشعب الهندي ولن ينساها ، وجعلت هذه الأحداث القديم من الشعب الهندي شعبا محبا للسلام كارها للحرب ، يعلم قيمة السلام وغير مستعد تحت أية ظروف أن يضحي بمكسب السلم الأهلي المتحقق ، علينا سادتي الأكارم أن نتعلم تقبل الآخر ، على ما فيه من عيوب لا أرتضيها لنفسي ، فإن كنت أفضل منه فعلا فعلي أن أهذب نفسي وأنزهها عن تلك العيوب ففي النهاية فإن حسناتي في أعين الناس محسوبة لي وعيوبه محسوبة عليه ، فلا يضيرني عيبه ولا تنفعه حسناتي ، فلا تزر وازرة وزر أخرى ، وكلنا يعلم أن لا إنسان خال من العيوب ولا أحد من الخلق كامل الصفات بلا عيوب ، وقد قال الشاعر
( ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها * كفى المرء فخرا أن تعد معايبه )
ففي الناس وهذا حقيقي من لا تحصى عيوبه ، ولو أجهدت نفسك غايتها على أن تجد فيه حسنة واحدة فلن تجد .



#زيد_كامل_الكوار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العفو العام أهم لوازم المصالحة الوطنية
- المحاصصة مرض لا يرجى شفاءه
- الهوية الجامعة العامة وأبهى ألوان الهويات الخاصة
- شمائل لا ينبغي لها أن تضيع


المزيد.....




- إسماعيل هنية: نحرص على التوصل لاتفاق ينهي العدوان ويضمن الان ...
- أزمة المهاجرين في تونس.. كرة النار المتبادلة بين ضفتي المتوس ...
- جدعون ليفي: يجب اعتقال قادة إسرائيل بسبب جرائم الحرب في غزة ...
- شاهد: المجاعة تخيّم على غزة رغم عودة مخابز للعمل.. وانتظار ل ...
- اتهام إسرائيل باقتراف -جرائم طبية- وتنكيل وتعذيب بمستشفى سجن ...
- عشرات آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب لإتمام صفقة الره ...
- إسرائيل: منتدى الأسرى يطالب نتنياهو بتجاهل الضغوط السياسية و ...
- ارتفاع حصيلة المعتقلين في الضفة الغربية لـ 8575 فلسطينيا منذ ...
- أهالي عدد من الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة يهاجمون رئيس وز ...
- مسئول ملف الأسرى الإسرائيلي السابق: حماس جادة بالتفاوض


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زيد كامل الكوار - ثقافة الانتماء وقبول الآخر