أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زيد كامل الكوار - المحاصصة مرض لا يرجى شفاءه














المزيد.....

المحاصصة مرض لا يرجى شفاءه


زيد كامل الكوار

الحوار المتمدن-العدد: 4819 - 2015 / 5 / 27 - 11:12
المحور: المجتمع المدني
    


المحاصصة مرض لا يرجى شفاءه

غير مستور ولا خاف على كل مطلع ، ما للمحاصصة " أيا كان نوعها " من دور وأثر سلبي على الحياة اليومية العامة في المجتمع العراقي ابتداء من الآثار الخطرة التي أفرزتها هذه التجربة النفعية " لمن ابتكرها وصممها " بكل تأكيد إذ لا نفع منها إطلاقا للمجتمع العراقي الذي لاقى منها ما لاقى , وعانى منها وقاسى الأمرين على مدى هذه السنين العجاف ، لقد كان السبب الرئيس لإيجاد بدعة المحاصصة على ادعاء من سعى في إيجادها وتأصيلها في العملية السياسية , هو القضاء على التهميش الذي كان يطول الكثير من مكونات الشعب العراقي , الأمر الذي ألقى ظلاله السلبية على نوعية من شملته المحاصصة بعطفها ، فقد أتاحت امتيازات المحاصصة للكثير من الغث فرصة الظهور على الواجهة الأمامية للمشهد , مسوغة بذلك للكثيرين إلقاء اللوم على من أقحموا في أماكن ومناصب لا يمتلكون الأهلية والكفاءة لتسنمها ، متناسين في الوقت عينه أن عليهم مسؤولية أخلاقية وتاريخية , تحتم عليهم تعرية وفضح هؤلاء الطارئين بغية تحجيمهم وكشف زيفهم ، لا ممالأتهم ومجاملتهم بطريقة وصولية جبانة ، بحجة أن هؤلاء يمتلكون من النفوذ والسلطة أو القرب من السلطة ما يجعلهم قادرين على الإيذاء ، هذه الحجة الواهية جعلت هؤلاء الدخلاء على كل مرفق حيوي وضعوا فيه عن قصد ، يمعنون في الاستهتار و التغول , حيث لا ناه ولا زاجر . وقد وجد هؤلاء في المكاسب التي حصلوا عليها بفضل انتمائهم لحزب أو طائفة أو حتى لعصابة في أحيان أخرى غنيمة لم تكن تخطر لهم على بال ولا في الأحلام , فالذي يتجرأ من غير المنضوين تحت عباءة واحد من هذه الأحزاب أو المسميات ، على انتقاد أحدهم أو إظهاره على حقيقته من الضآلة والصغر ، يجد الوجوه التي تدعي البراءة والسماحة والنزاهة ، وقد كشرت عن أنياب تصبح عندها أنياب الذئاب ابتسامة طفل بريء . ليس هذا فحسب ما نابنا من أضرار من المحاصصة ، بل تعدوا ذلك إلى حشرها في تقاسم المناصب السيادية على أعلى هرم السلطة في الدولة ، فرئاسة البرلمان من حصة المكون (ع ) ، ورئاسة الوزراء من حصة المكون (غ ) ، ورئاسة الجمهورية ، والوزارات , بل حتى على مستوى وكلاء الوزارات ، والمدراء العامين , وقادة الجيش ، والشرطة ، وهنا الطامة الكبرى فقد أصبحت أرواح الناس ومقدراتهم تحت رحمة وحماية من لم يستطع أن يحمي نفسه وعائلته التي تركها وعلى الأعم الأغلب تنعم بالأمان في دول الجوار المستقرة أمنيا أو في دول أخرى قد حصلوا فيها على الجنسية أو اللجوء ، إذ إنهم وببساطة لا يمتلكون من الأهلية والخبرة ما يؤهلهم لتسم مناصب حساسة كالتي تسلموها , لكن ما يبشر بالتغيير وينذر بالتأخير في آن معا ، الاتفاق السياسي الذي تشكلت الحكومة الأخيرة على أساسه ، وإن بدا الالتزام به حتى الآن هشا . فقانون الحرس الوطني وقانون الأحزاب ، والمساءلة والعدالة ، واجتثاث البعث ، كلها قوانين مازالت موضع جدل وخلاف كبيرين ، وما ذاك إلا لأن الحصول على المكاسب لم يعد بتلك السهولة ، فالعجز الكبير في موازنة العام الحالي ، أصاب المتحاصصين بخيبة كبيرة ، بسبب التقشف الذي أجبر الحكومة على إلغاء أو على الأقل تأجيل الكثير بل أغلب المشاريع الكبيرة التي كان يأمل السواد الأعظم من المتنفذين ، الانتفاع بعمولاتها ، وبالمجمل فإن وراء الأكمة ما ورائها . وفي كل الأحوال فإن غاية ما نرجوه نحن الذين ما انتفعنا من هذا ولا ذاك , هو أن يتحرر العراق من هذا النير القاسي الذي أثقل كواهلنا بأناس ولا أعني أن الجميع قطعا , لا يصلحون أن يكونوا رعاة لأنفسهم فما بالك بأن يكونوا رعاة لشعوب بأسرها لا بفضل كفاءة أو براعة فكرية أو إدارية . بل بانتماء كالعبودية لأفكار وعقائد متطرفة مريضة في الغالب أخيرا ليس بوسعي إلا أن أتمنى وأطالب بإنهاء هذه المهزلة حتى لو كلفنا ذلك شهورا أخرى من التأخير بل حتى سنوات ، فمن يركب البحر لا يخشى من الغرق .



#زيد_كامل_الكوار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهوية الجامعة العامة وأبهى ألوان الهويات الخاصة
- شمائل لا ينبغي لها أن تضيع


المزيد.....




- بعد 200 يوم من بدء الحرب على غزة.. مخاوف النازحين في رفح تتص ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في قطاع غزة
- العفو الدولية تحذر: النظام العالمي مهدد بالانهيار
- الخارجية الروسية: لا خطط لزيارة الأمين العام للأمم المتحدة إ ...
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بتهمة تلقيه رشى
- أستراليا.. اعتقال سبعة مراهقين يعتنقون -أيديولوجية متطرفة-
- الكرملين يدعو لاعتماد المعلومات الرسمية بشأن اعتقال تيمور إي ...
- ألمانيا تعاود العمل مع -الأونروا- في غزة
- المبادرة المصرية تدين اعتقال لبنى درويش وأخريات في استمرار ل ...
- مفوض أوروبي يطالب باستئناف دعم الأونروا وواشنطن تجدد شروطها ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زيد كامل الكوار - المحاصصة مرض لا يرجى شفاءه