أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زيد كامل الكوار - اللامبالاة آفة تفتك بالمجتمع














المزيد.....

اللامبالاة آفة تفتك بالمجتمع


زيد كامل الكوار

الحوار المتمدن-العدد: 4834 - 2015 / 6 / 11 - 09:27
المحور: المجتمع المدني
    


عبارة تفيض سلبية و تتفجر جهلا و سطحية ، " آني شعليه " ظاهرة قديمة حديثة تسببت وتتسبب بكوارث شتى ، ربما تكون هذه الخصلة الذميمة ، من أهم السلبيات التي يشكوها المجتمع العراقي ، قديما وحديثا ، إن لم تكن هي الأهم والأخطر على جدول السلبيات الاجتماعية الكثيرة ، مرض المجتمعات المادية التي تقيس كل شيء وفق عائده المادي ، وجدواه الاقتصادية ، وما ذاك إلا بسبب الجهل الحضاري المكتسب بفعل المؤثرات المادية في المجتمع من جهل وفقر وعوز ، وعدم استقرار مادي ، جعل من المواطن آلة تشتغل بأقصى قدرتها وطاقتها لتأمين مستلزمات بقائها البسيطة ، فثقافة العمل التطوعي ، والتبرع ، أصبحا خلقين غريبين ، إن لم يكونا ساذجين ومستهجنين عند الكثير من الجهلة والسطحيين ، هي ظاهرة تنم عن اللامبالاة والأنانية الكبيرتين ، وصاحبها لا يعدو أن يكون واحدا مما يلي ، فهو إما أن يكون ، مريضا نفسيا انعزاليا ، حاقدا على المجتمع لنقص فيه ، أو متكبرا لئيما يرى في نفسه رمزا مميزا لا يليق بأمثاله النزول إلى مستوى العامة من الناس ، أو استغلالي يترك الأمور بحجة الاستغناء على أمل أن يتصدى الغير لإنجاز تلك الضرورة الملحة ، ويعيش هؤلاء عادة في قوقعة مغلقة على هامش الحياة ، لا يهتم إلا بشؤونه الخاصة بحجة أنه لم يزعج أحدا ولم يتدخل في شؤون الغير ، وقد فاته مما فاته أن هذه السلبية و اللامبالاة ، مرض اجتماعي معد خطر، فلكم أن تتخيلوا مجتمعا ليس فيه علاقات اجتماعية ودودة ، خال من التعاون والمساعدة ، تسوده الأنانية والنرجسية ، وتعيش هذه الشخصية السلبية على هامش المجتمع ، ممتصة من المورد العام للمجتمع ما تستطيعه ، من دون أن تسهم في المصب العام ، في رفد موارده مادية كانت أو معنوية ، فهي بذلك تعيش معيشة طفيلية صرفة ، تدعي عدم التأثر بالخلل الطارئ في المجتمع ، لتنأى بنفسها عن الاشتراك في معالجة ذلك الخلل بأي دور ، وإن كان بسيطا ، وذلك هو اللؤم بعينه ، فلا يريد في الظاهر لأحد أن يتفضل عليه بأية مساعدة مهما كانت بسيطة أو رمزية ، بحجة الاكتفاء ، وما ذاك إلا لأنه يخشى أن يأتي يوم فيطالبه الالتزام الأدبي بمساعدة من سبق وأن ساعده يوما ، وذلك يتعارض كليا مع مبادئه ومفاهيم المريضة الشاذة . هذه الحالة المرضية تنتشر في المجتمع العراقي ، انتشارا مخيفا ، ربما تكون الظروف الاستثنائية التي يمر بها البلد ، هي السبب وراء انتشار هذه الظاهرة ، فالمواطن يتقي العلاقات الاجتماعية الواسعة ، لأنه يرى في كثرة الأصدقاء مصدرا للكثير من المتاعب . ولو تيسر لنا التخلص من هذه الظاهرة المرضية ، لرأيت الناس تهب إلى احتواء الأزمات والمشاكل التي تحدث بين أفراد المجتمع تطوعا ، حرصا على لحمة المجتمع في الحي الصغير والريف الكبير والمدينة الكبيرة الواسعة ، ولرأيت الناس تسعى بدفع وحث من بعض الخيرين ، إلى تمييع الجليد الناشئ عن القطيعة المركبة الأسباب ، ومما تجدر الإشارة إليه أن المجتمع العراقي في الوقت الراهن ، في أمس الحاجة إلى من يتصدى لمسألة رأب الصدع والشرخ الذي يهدد هيكل المجتمع العراقي في صميمه ، والمجتمع في الوقت ذاته ، بحاجة إلى عزل النماذج السلبية التي تكلمنا عنها في البداية ، فشتان بين شخصية صاحب هذا الخلق ، وشخصية الفرد في عصر ما قبل الإسلام إذ يقول شاعرهم :
إذا القوم قالوا من فتىً ؟ خلت أنني * عنيت فلم أكسل ولم أتبلد
ولست بحلال التلاع مخافة * ولكن متى يسترفد القوم أرفد
فهذا الشاعر مستعد للفداء والإسراع في تلبية نداء قومه ، من دون أن يعين المنادي شخصه باسمه ، فهو يظن أنه المعني دون غيره حين النداء ، وهو مستعد على الدوام لتأدية الواجب ، فهو الذي يتصدر قائمة المبادرين إلى كل نصرة ونجدة وعمل خير ، ما أحوجنا اليوم إلى رجال من هذا النوع ، كي يبعثوا فينا ثقافة التطوع ، وحس المسؤولية اللذين ماتا عند الكثيرين منذ زمن بعيد0



#زيد_كامل_الكوار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور المؤسسة التربوية والتعليمية في دعم المصالحة الوطنية
- أقانيم المصالحة الوطنية
- زج الشباب في عملية المصالحة الوطنية
- المصالحة الوطنية 00 مطلب حقيقي لكن مع من ؟
- المرأةُ مرآةُ الرجلِ
- يكد أبو كلاش 00 و ياكل أبو بشت
- سيرة وطن تأكله الذئاب
- الفسيفساء العراقية معين الثروة الحقيقي الذي لا ينضب
- أراد أن يضرنا فنفعنا
- جيش العراق 00 بيت الأخوة والمحبة
- ثقافة الانتماء وقبول الآخر
- العفو العام أهم لوازم المصالحة الوطنية
- المحاصصة مرض لا يرجى شفاءه
- الهوية الجامعة العامة وأبهى ألوان الهويات الخاصة
- شمائل لا ينبغي لها أن تضيع


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زيد كامل الكوار - اللامبالاة آفة تفتك بالمجتمع