|
المرأةُ مرآةُ الرجلِ
زيد كامل الكوار
الحوار المتمدن-العدد: 4829 - 2015 / 6 / 6 - 13:09
المحور:
المجتمع المدني
مما لا مراء فيه ، أن المرأة مرآة الرجل الصادقة التي يرى فيها عيوبه ، جلية ناصعة واضحة ، وتظهر في الوقت عينه جماله الحقيقي وحسناته ، ولهذا السبب ترى الرجال متباينون في نظرتهم إلى المرأة ، على أساس شخصيته فمن يرى في مرآته ما يرضيه ويبهجه من حب وعاطفة وإعجاب ، يصبح من النخبة التي تدافع عن المرأة وتسلط الضوء على مواطن جمالها ، وأهمية دورها في المجتمع وضرورة أخذها كل ما تستحق من الحب والاحترام والتقدير والتبجيل أما من يرى في مرآته الخاصة ، صورته البشعةَ التي لا ترضيه ، مع أنها تنقل صورته التي تعكس طباعه الخشنةَ أو محتواه الفكري المتخلف الهزيل ، أو تنقل صورةَ هيكله العاطفي المأزوم المريض ، فذاك بلا شك سيكون حريصا بدافع من مرضه ، على امتهان المرأة واضطهادها ومحاولة إظهار المرأة على أنها لا تعدو كونها جسدا وجد لخدمته ومتعته ، ومكملا للوازم حياته اليومية ، فهي بعض من مقتنياته التي تكون غالية أحيانا وأحيانا أخرى تصبح سلعة يسهل التفريط فيها إذا انتفَت الحاجة المادية إليها ، فتطلق إن كانت زوجة ، وتباع أو تسخر إن كانت بنتا أو أختا ، لخدمة العشيرة كي يدفعوها " فصلية " إلى عشيرة أخرى تكفيرا لذنب اقترفَه مجرم عات ، و لم تقترفه هي وإرضاء لأناس لا تعرفهم هي من قبل ، هل من المعقول ما يحدث الآن في العراق ؟ هل كان لأحد أن يتوقع مثل هذا الانحدار والتقهقر إلى الوراء ؟ هذه العادات والتقاليد البالية ، كيف تسنى لها أن تقتحم مجتمعنا بهذه القوة والوضوح والوقاحة ؟ أهي صورة أخرى لمأساة الآيزيديات بيد داعشية جديدة بأدوات ووجوه مختلفة ؟ أهي نسخة المأساة البصرية ، بأسلوب جديد مقنن عشائريا ؟ هذا الانحدار الحضاري المقصود يعكس ضعف الحكومة وانعدام هيبتها مع احتقار واستهزاء بالقانون الذي ترك الساحة خالية للأعراف العشائرية كي تستأسد وتتنمر في غياب تام للقانون وسطوته وسلطته ، أيعقل أن تعامل المرأة العراقية بهذا الامتهان والابتذال ؟ أفي القرن الحادي والعشرين يكون كل هذا الشذوذ الفكري الذي تحدى الذوق العام عشائريا ، إذا قاطع هذا المجلس العشائري الكثير من الشيوخ الأفاضل اعتراضا على هذا الإجراء المنافي للذائقة العامة ، واستهجنه علماء الدين لكونه مناف للشريعة الإسلامية التي أنصفت المرأة في كل تشريعاتها ؟ . واستهجنه كذلك المثقفون الذين سخروا أصواتهم وأقلامهم للتنديد بهذا الفعل الشائن شرعا وذوقا وعرفا ، ما هذا التخلف ؟ بل ما هذا الجحود وهذه القسوة ؟ هل يتصور أحدكم أن هذه الشابة بل الطفلة المأسورة إرادتها فهناك أخبار تؤكد وجود الكثير من الطفلات بين تلك السبايا برضا أهلهن ، هل يصدق أحد أن الشيخ الذي خنع وخضع وانصاع لهذا الحكم الهمجي المتخلف الجائر ،أرسل فيما أرسل من ضحايا ، إحدى بناته أو أخواته ؟. بنات الشيوخ في مأمن من هذا الانتهاك ، بالتأكيد فالأعراف العشائرية تنزه بنات الشيوخ و أخواتهم عن أن يؤخذن في الفصلية فهن المحصنات وغيرهن من " بنات الفقراء المسحوقين الذين داس الزمن وشيخ العشيرة والقانون وشيوخ العشائر الأخرى " على كرامتهم بلا رحمة أو تردد ، فولي أمر تلك المسكينة يتم استرضاؤه بحفنة رخيصة من المال السحت الحرام وإن استطاع أن يعترض ولا أحسب أن ذلك بإمكانه ، فإنه سينال عقابا رادعا يعلمه الأدب مع الشيوخ والعشيرة ورغباتهم ، فما هو إلا أداة توضع حيث يرتئي الشيخ الحكيم . والله لم يكذب الشاعر حين قال : من يهن يسهل الهوان عليه * ما لجرح بميت إيلام ألم يكن من أخلاق العرب أن يضحي الرجال بأرواحهم حفظا لأعراضهم وصيانة لها من أن تمس بسوء ؟ فما الذي حدث يا شيوخ العصر الحديث حتى صرتم تجبنون حتى تفتدون أنفسكم بأعراضكم ؟ إنها لعمري سبة ما بعدها سبة ، وهنيئا لكم يا من افتديتم أنفسكم بأغلى ما يملك العربي . وأنعم بكم وأكرم
#زيد_كامل_الكوار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يكد أبو كلاش 00 و ياكل أبو بشت
-
سيرة وطن تأكله الذئاب
-
الفسيفساء العراقية معين الثروة الحقيقي الذي لا ينضب
-
أراد أن يضرنا فنفعنا
-
جيش العراق 00 بيت الأخوة والمحبة
-
ثقافة الانتماء وقبول الآخر
-
العفو العام أهم لوازم المصالحة الوطنية
-
المحاصصة مرض لا يرجى شفاءه
-
الهوية الجامعة العامة وأبهى ألوان الهويات الخاصة
-
شمائل لا ينبغي لها أن تضيع
المزيد.....
-
مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
-
-حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص
...
-
تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة
...
-
اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
-
عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف
...
-
منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ
...
-
ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
-
الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين
...
-
المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى
...
-
الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|