أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زيد كامل الكوار - تجربة الإقليم 00 والمصالحة الحقيقية














المزيد.....

تجربة الإقليم 00 والمصالحة الحقيقية


زيد كامل الكوار

الحوار المتمدن-العدد: 4840 - 2015 / 6 / 17 - 09:36
المحور: المجتمع المدني
    


لا يمكن لمراقب منصف أن ينكر نجاح وعمق تجربة المصالحة الوطنية الحقيقية التي حدثت في إقليم كردستان العراق . فروعة وأصالة وجمال تلك التجربة ، تعكس الوعي والتسامح ، والحرص على مستقبل الأجيال ، لا سيما أن ما حدث في كردستان إبان التسعينيات من الحروب السياسية العسكرية الداخلية ، لم يكن بالأمر الهين التافه ، فقد حدثت الكثير من المواجهات المسلحة ، التي أودت بأرواح الكثيرين من الأطراف المتقاتلة ، علاوة على الشخصيات الكردية ، البعثية والعسكرية ، التي كانت فاعلة خلال حقبة الحكم الدكتاتوري المباد ، ولا ننسى أن فئة كبيرة من الأكراد كانوا يخدمون في تشكيلات عسكرية تعمل لإسناد الجيش العراقي في أعماله العسكرية ، وكانت تسمى تشكيلات الفرسان ، حتى أن تلك التشكيلات قد أسهمت في عمليات الأنفال وغيرها من العمليات العسكرية سيئة الصيت ، التي كانت مسخرة ضد المقاومة الكردية المسلحة آنذاك ، والشعب الكردي عموما . ولكن وبعد انهيار منظومة الحكومة العراقية بعد الانسحاب العسكري من الكويت ، وحصول كردستان العراق على حماية دولية ، اتجه حكماء الأكراد من القيادات السياسية والوجهاء والمفكرين ، إلى لملمة جراحهم الغائرة ، وترتيب بيتهم الكردي من جديد مستغلين جميع طاقاتهم المبدعة والمخلصة ، وأول ما ابتدءوا به مشروع البناء الجديد لمجتمع متماسك قوي ، هي المصالحة الوطنية الحقيقية ، وطي صفحة الماضي بعد إحالة العناصر المتورطة بالإجرام إلى القضاء العادل ، ثم بدأ الإقليم بعد عام 2003 بالصفحة الأخرى من المصالحة الوطنية المشرفة ، المستندة إلى مبادئ المحبة والأخوة والتسامح ، والمنبثقة من حرص السياسيين وذوي الحل والعقد من أعيان المجتمع من علماء الدين وشيوخ القبائل ، وباقي العناصر المؤثرة في المجتمع من الأدباء والمفكرين والسياسيين ، كل هؤلاء اشتركوا في غاية واحدة تجسدت في ترسيخ المصالحة الوطنية على أسس متينة راسخة ، وأثمرت تلك المصالحة كما رأينا ورأى العالم أجمعه ، خير الثمار التي تجلت في الازدهار والتطور العلمي والتربوي والعمراني ، الذي أصبح ظاهرة حضارية تلفت الأنظار إليها لأنه بني على أساس علمي رصين ، تحفه رعاية الله ثم الخيرين من المخلصين الذين حرصوا بتكاتفهم ، وتفاهمهم على إنجاح تلك التجربة التي تحدوا العالم بها وأثبتوا بصمودهم ، أن الوئام والمحبة والتفاهم وتجاوز أمراض الثأر والحقد والانتقام ، كفيلة بصنع مجتمع قوي ناجح متماسك، لا تكسره الشدائد والملمات ، وخير الأدلة على ذلك فشل قوى داعش الظلامية في اختراق منظومة الأمن المتماسكة المنزهة عن مظاهر الفساد المالي والقيمي الأخلاقي ، حيث العقيدة العسكرية والأمنية السليمة التي جعلت من الإقليم حصنا حصينا ، بشعور المواطنة العالي ، الذي تولد نتيجة للسلم الأهلي أولا ، ثم العدالة والنتائج المادية الملموسة على الأرض ، حيث أصبحت منجزا عاما يحرص المواطن على الحفاظ عليه والعمل على إدامته وتطويره بكل ما أوتي من قوة وعزيمة ، وكل هذا الفردوس الأرضي إذا ما قيس بحال الوضع المتردي في العاصمة بغداد أمنيا واقتصاديا ، لم يكن ليتحقق لولا توافر ما يلي : الرؤية الاستشرافية السليمة للمستقبل ، والتخطيط الإستراتيجي الواعي والمنظم ، وتسخير الإمكانات المادية والمعنوي في صورة سليمة وعلمية ، والإخلاص وروح التحدي والإبداع والهمة العالية ، كل ذلك مسبوق بالقضاء على أمراض اجتماعية سياسية تعانيها طبقتنا السياسية في بغداد حتى الآن ، وما تلك الأمراض إلا ( المحاصصة الطائفية والسياسية ، والحقد والثأر والرغبة في الانتقام ، وضعف وانخفاض مستوى الشعور بالانتماء ، وانحدار مستوى شعور المواطنة . كل هذه الأمراض هي عقبات تقف حجر عثرة وعقبة كأداء في طريق المصالحة الوطنية الحقيقية ، متى ما عملنا على علاج تلك الأمراض الاجتماعية ، والخلاص منها ، تتحق في مجتمعنا مصالحة فذة ، فلنسارع إلى التصالح مع أنفسنا أولا كيما تنفتح أمامنا آفاق مصالحة حقيقية شاملة . والله الموفق لكل خير .



#زيد_كامل_الكوار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالحة الوطنية 00 والاستفادة من تجارب الشعوب
- دور المجالس المحلية في تحقيق المصالحة الوطنية
- إياك أعني فاسمعي يا جارة
- المصالحة الوطنية وأثرها على سوق العمل
- المصالحة الوطنية .. شعار أم عمل وفعل
- اللامبالاة آفة تفتك بالمجتمع
- دور المؤسسة التربوية والتعليمية في دعم المصالحة الوطنية
- أقانيم المصالحة الوطنية
- زج الشباب في عملية المصالحة الوطنية
- المصالحة الوطنية 00 مطلب حقيقي لكن مع من ؟
- المرأةُ مرآةُ الرجلِ
- يكد أبو كلاش 00 و ياكل أبو بشت
- سيرة وطن تأكله الذئاب
- الفسيفساء العراقية معين الثروة الحقيقي الذي لا ينضب
- أراد أن يضرنا فنفعنا
- جيش العراق 00 بيت الأخوة والمحبة
- ثقافة الانتماء وقبول الآخر
- العفو العام أهم لوازم المصالحة الوطنية
- المحاصصة مرض لا يرجى شفاءه
- الهوية الجامعة العامة وأبهى ألوان الهويات الخاصة


المزيد.....




- سفير إيران لدى الأمم المتحدة ليورونيوز: أوروبا مسؤولة جزئياً ...
- عراقجي: لسنا من يستهدف المستشفيات بل مجرمو الحرب الإسرائيليو ...
- جمعيات حقوقية تتهم حكومة نتنياهو بعدم توفير ملاجئ لكبار السن ...
- في مواجهة ترامب.. رايتس ووتش تدعو الاتحاد الأوروبي للدفاع عن ...
- سلام وجراندي يشددان على أهمية توفير الظروف الملائمة لعودة ال ...
- لاكروا يؤكد سعي الأمم المتحدة الجاد لضمان تمديد مهمة اليونيف ...
- الأمم المتحدة تحذر من ظهور بؤر مجاعة في اليمن خلال الأشهر ال ...
- فرنسا: نشر 4 آلاف عنصر أمن في -عملية تفتيش وطنية- لاعتقال ال ...
- مسئول إيراني يعلن اعتقال 24 جاسوسا إسرائيليا غرب طهران
- ممثلو عملية التشاور العربية: قضية اللاجئين جوهر القضية الفلس ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زيد كامل الكوار - تجربة الإقليم 00 والمصالحة الحقيقية