أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زيد كامل الكوار - المصالحة الوطنية وأثرها على سوق العمل














المزيد.....

المصالحة الوطنية وأثرها على سوق العمل


زيد كامل الكوار

الحوار المتمدن-العدد: 4836 - 2015 / 6 / 13 - 10:29
المحور: المجتمع المدني
    


عقد من الزمن مر على العراق ، وهو يرزح تحت كساد ثقيل ، أهلك الحرث والضرع ، فالأعمال الخاصة تتعثر تحت ضربات الإرهاب الموجعة التي شلت حركة العمل سيما أن المواطن البغدادي ، يتحرك في دائرة محدودة تشمل أجزاءً محدودة من المدينة ، لأسباب باتت معروفة لكل من أجبرته طبيعة عمله على التجول في أنحاء مدينة بغداد بحثا عن الرزق وسعيا من أجل تأمين لقمة العيش اللازمة له ولعائلته ، ونأخذ سائق سيارة الأجرة مثالا لما عرضنا ، فسائق التكسي يتحرك بحذر ورعب شديدين ، لأنه يخشى على نفسه وعلى سيارته فيضحي بالكثير من الرزق مضطرا ، كي لا يدخل مناطق يعتقد بحكم خبرته بالمدينة وأهلها ، أنها خطرة على أمنه وسلامته ، لأن سكنتها تغلب عليهم صبغة مكون واحد تختلف بكل تأكيد عن مكونه . هذا التوتر والتصعيد والشد النفسي المستمر بين مكونات المجتمع العراقي وضع قيودا نفسية قاسية على المواطن ، وضيقت كثيرا مساحة تنقله ونشاطه الاقتصادي ما انعكس سلبا على عائداته المادية ، وكم من شاب مسكين عاطل عن العمل ضاعت منه فرصة عمل ذهبية بسبب التوتر الطائفي ومحذوراته الأمنية العديدة ، ولا يخص هذا الوضع الشاذ مكونا دون غيره ، فالكل يشرب من الكأس ذاتها ويعاني الأمر ذاته ، بينما كان المواطن البغدادي قبل هذه الحقبة الثقيلة ، يتحرك بحرية واسترخاء نفسي هادئ ، وكانت حركة العمل الخاص مزدهرة نسبيا ، حيث لا محاذير أمنية مقلقة ولا موانع مادية أو معنوية ، فأفق العمل مفتوح على مصراعيه والحركة سلسة منسابة بتلقائية بسيطة تحرسها طيبة العراقيين وتلاحمهم و أخوتهم الأصيلة لا الطارئة أو المفتعلة ، حيث لا مشاكل أمنية تنغص حياة الشارع البغدادي ، فحين يبدأ العمل في حي سكني ينشأ حديثا في أي جزء من أجزاء بغداد المترامية الأطراف ، ترى الآلاف من الأيدي العاملة تؤم ذلك الحي النائي صباحا ، يملؤهم النشاط والتفاؤل والعزم على الإبداع، يرافق تلك الخلايا النشطة الواسعة من الحرفيين والفنيين ، شرائح كبيرة وواسعة من المرتبطين مهنيا بحركة الأعمال الإنشائية ، فتجار المواد الإنشائية والأخشاب والحديد ، ومن يتصل بالجميع ، من سائق سيارة الحمل التي تنقل تلك المواد الإنشائية إلى العمال الذين يحملون ويفرغون تلك المواد ، و المطاعم الكثيرة التي تطعم ذاك الحشد الهائل من الشرائح التي ذكرنا ، هذه البوتقة التي تنصهر فيها شرائح المجتمع العراقي بأغلبها ، ما كان ليخبو غليانها المحبب لو تمت مصالحة وطنية حقيقية تجتث الضغينة والبغضاء التي تولدت نتيجة للدسائس والمكائد والأعمال الإجرامية المدروسة ، التي قام بها أعداء العراق من قوات الاحتلال وأجنداتها السياسية المتمثلة في إدخال شذاذ الآفاق إلى العراق عبر حل الجيش العراقي والمؤسسات الأمنية وترك الحدود سائبة ، حتى أصبح العراق ساحة مفتوحة لمن هب ودب من مخابرات الدول الطامعة في خيرات العراق والراغبة في تقسيمه وإضعافه أملا في تنفيذ المخطط الصهيوني الرامي إلى تنظيف محيطه الجغرافي من أية قوة عسكرية أو اجتماعية يمكن لها أن تهدد الصهيونية بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، وخير ما رأته مناسبا لتنفيذ هذا المخطط الخبيث ، كانت الحرب الطائفية التي تصلح سببا مقنعا للتقسيم . أخيرا وليس آخرا، ليس أمامنا كعراقيين مخلصين لوطننا وإيمانا منا بضرورة إعادة العراق إلى السكة الصحيحة التي تمضي به قدما في طريق النهضة والتقدم والاستقرار ، ليس أمامنا سوى مصالحة وطنية حقيقية تبنى على أساس إقامة العدل والإنصاف وإرجاع الحقوق المغصوبة إلى أهلها ، كي يرجع العامل إلى عمله بلا ضغوط نفسية أو مادية ، فتنشط من جديد حركة العمل في الشارع العراقي ، وترجع الروح المحببة إلى الشارع العراقي من جديد .



#زيد_كامل_الكوار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالحة الوطنية .. شعار أم عمل وفعل
- اللامبالاة آفة تفتك بالمجتمع
- دور المؤسسة التربوية والتعليمية في دعم المصالحة الوطنية
- أقانيم المصالحة الوطنية
- زج الشباب في عملية المصالحة الوطنية
- المصالحة الوطنية 00 مطلب حقيقي لكن مع من ؟
- المرأةُ مرآةُ الرجلِ
- يكد أبو كلاش 00 و ياكل أبو بشت
- سيرة وطن تأكله الذئاب
- الفسيفساء العراقية معين الثروة الحقيقي الذي لا ينضب
- أراد أن يضرنا فنفعنا
- جيش العراق 00 بيت الأخوة والمحبة
- ثقافة الانتماء وقبول الآخر
- العفو العام أهم لوازم المصالحة الوطنية
- المحاصصة مرض لا يرجى شفاءه
- الهوية الجامعة العامة وأبهى ألوان الهويات الخاصة
- شمائل لا ينبغي لها أن تضيع


المزيد.....




- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زيد كامل الكوار - المصالحة الوطنية وأثرها على سوق العمل