أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زيد كامل الكوار - المصالحة الوطنية بين المستفيدين والمتضررين














المزيد.....

المصالحة الوطنية بين المستفيدين والمتضررين


زيد كامل الكوار

الحوار المتمدن-العدد: 4842 - 2015 / 6 / 19 - 15:31
المحور: المجتمع المدني
    


عندما نتكلم في موضوعة المصالحة الوطنية في العراق فإن أول ما يتبادر إلى الأذهان تساؤل جوهري وحيوي ، من الذي يطالب بالمصالحة ؟ مع من تكون المصالحة ؟ على ماذا تكون المصالحة ؟ من المستفيد من المصالحة ؟ ومن المتضرر الذي يضع العراقيل والعقبات في طريق تحقيقها ؟
وقبل الإجابة عن هذه التساؤلات المنطقية والمشروعة والملحة ، لا بد من عرض تاريخي وتحليلي مبسط لطبيعة مكونات المجتمع العراقي ، فمن المعلوم أن الطيف العراقي يتكون من جملة ألوان جميلة متعددة ، وإلا لا تصح تسميته طيف كتوصيف لتنوعه ، فكلمة طيف تطلق على ظاهرة الطيف الشمسي ، " القوس الملون الجميل الذي يظهر في الأفق عند انحسار الغيوم عن الشمس في نهار ممطر " وقد أحسن وأجاد ، من وظف هذه المفردة كتوصيف كناية ، عن المكونات العراقية ، فهذا التنوع في مكونات الشعب العراقي ، يبعث في النفس ما تبعثه رؤية ظاهرة الطيف الشمسي ، بألوانها المتناسقة المنسجمة من فرحة وغبطة محببتين، ولا يصح هذا التوصيف الأخير ، على الجميع بالتأكيد ، لأن في الناس من يغيظه تنوع مجتمعنا المتناسق المنسجم ، لأنه هذا الانسجام والتناسق ، يقطع الطريق على من يكيد للعراق وأهله . منذ آلاف السنين وتنوع المجتمع العراقي قائم على قواعد التفاهم والتعاون والتجانس والمحبة ، وإلا فكيف صمد العراق متوحدا بوجه الهجمات الاستعمارية الممتدة في عمق تأريخه البعيد ؟ فالآشوريين والمسلمين من العرب والأكراد ، هم الذين وقفوا صفا واحدا في وجه الهجمة الفارسية في القرن السابع الميلادي في معركة ذي قار . وقد كان هذا التنوع موجودا منذ ظهور الأديان السماوية ، وقبل ظهورها ، وبما أن المجتمع العراقي مجتمع زراعي وبدوي وحضري ، فقد صار لزاما التواصل بين جميع مكوناته ليبيع الفلاح في الريف سلعته للبدوي والحضري ، وكذلك الحال للبدوي حين يبيع ماشيته وأصوافها وجلودها ، والحداد والحرفي والنجار في المدينة ، كل هذا التبادل التجاري أوجد اتصالا واسعا وثيقا بين المكونات ، ولولا وجود هذا التفاهم لما وجد السلم الأهلي الذي وفر بيئة التطور والقوة في مجتمع الدولة العباسية التي سيطرت على العالم القديم عسكريا وعلميا واقتصاديا ، فالتصاهر والنسب والجيرة والتحالف ، والأخوة في الدين والدم ، كل هذه روابط متينة كانت وما زالت لحمة العراق الغالية التي تنبغي المحافظة عليها .
أما سؤال من يطالب بالمصالحة ؟ فكل عراقي شريف حريص على وحدة العراق أرضا وشعبا ، ومن المعلوم أن ما جرى في العراق من انتهاكات إنسانية من خمسين عاما ، تركت في نفوس المتضررين ، ألما ولوعة وحيفا، لا يمكن السكوت عنه ، فالأفعال ومن بعدها ردود الأفعال غير المنضبطة ، ولدت شرخا وجرحا غائرا في خاصرة العراق لا يحس به إلا البصير بخطورة ما حدث ، وتنقية الأجواء وإزالة الأضغان والأحقاد من نفوس العراقيين جميعا ، يمثل أساس عمل المصالحة ، مع إزالة كل حيف وظلم و جور ، فلن نتصالح مع من ثبت " تورطهم " في سفك دم العراقيين ، وأؤكد هنا على جملة ثبت تورطهم ، فالمتهمين والمظلومين الذين انتزعت منهم اعترافات جنائية تحت التعذيب النفسي والجسدي بطرق وأساليب وحشية ، لا يصح أن نظلم هؤلاء مرتين ، مرت حين اتهموا بما لم يفعلوا بل وأجبروا على الاعتراف بجرائم لم يقترفوها ، بل وعوقب الكثير منهم بالإعدام والسجن ظلما ، هؤلاء المظلومين وذويهم الذين امتلأت قلوبهم قيحا ودما ، حزنا على ما حل بأبنائهم من اضطهاد ، يشكلون رقما صعبا في المعادلة العراقية المعقدة ، لمن أراد لهذا الملف الشائك حلا فعليا ، وبذكرنا هذه الشريحة نكون قد أجبنا على سؤال ، من المستفيد من المصالحة ، ومع هؤلاء كل الشعب العراقي الذي إن تحققت المصالحة فعلا ، سيتنفس الصعداء أخيرا ، فمع المصالحة ، يأتي الخير والنماء والاستقرار الاقتصادي ، والأمن والمحبة والطمأنينة ، أما السؤال الشائك الأخير ، فالإجابة عنه قاسية قد تجرح الكثير من المتنفذين والمسؤولين الرسميين والدينيين ، بل حتى بعض الوجهاء المدنيين ، وبالمجمل فكل من تاجر بآلام العراقيين من الفاسدين في الحكومة ، والذين يعلمون أنهم لا يستحقون المناصب التي أنيطت بهم ، حريصون على أن يبقى الوضع شاذا كي ما يبقون في مناصبهم وامتيازاتهم .



#زيد_كامل_الكوار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التهم الجاهزة 00 تبادل الأدوار 00 التاريخ يعيد نفسه
- تجربة الإقليم 00 والمصالحة الحقيقية
- المصالحة الوطنية 00 والاستفادة من تجارب الشعوب
- دور المجالس المحلية في تحقيق المصالحة الوطنية
- إياك أعني فاسمعي يا جارة
- المصالحة الوطنية وأثرها على سوق العمل
- المصالحة الوطنية .. شعار أم عمل وفعل
- اللامبالاة آفة تفتك بالمجتمع
- دور المؤسسة التربوية والتعليمية في دعم المصالحة الوطنية
- أقانيم المصالحة الوطنية
- زج الشباب في عملية المصالحة الوطنية
- المصالحة الوطنية 00 مطلب حقيقي لكن مع من ؟
- المرأةُ مرآةُ الرجلِ
- يكد أبو كلاش 00 و ياكل أبو بشت
- سيرة وطن تأكله الذئاب
- الفسيفساء العراقية معين الثروة الحقيقي الذي لا ينضب
- أراد أن يضرنا فنفعنا
- جيش العراق 00 بيت الأخوة والمحبة
- ثقافة الانتماء وقبول الآخر
- العفو العام أهم لوازم المصالحة الوطنية


المزيد.....




- الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة -الأونروا- بقيمة ...
- حماس: لن نسلم الأسرى الإسرائيليين إلا بصفقة حقيقية
- بن غفير يدعو لإعدام المعتقلين الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ ال ...
- حماس: لن نسلم الأسرى الإسرائيليين إلا بصفقة حقيقية
- المواجهات تعود لمدينة الفاشر رغم اكتظاظها بالنازحين
- شهادات مروّعة عن عمليات التنكيل بالأسرى داخل سجون الاحتلال
- دهسه متعمدا.. حكم بالإعدام على قاتل الشاب بدر في المغرب
- التعاون الإسلامي تؤكد ضرورة تكثيف الجهود لوقف جرائم الحرب بح ...
- -العفو الدولية- تتهم السلطات الكردية بارتكاب جرائم حرب في سو ...
- فرنسا تطرد مئات المهاجرين من باريس قبل انطلاق الألعاب الأولم ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زيد كامل الكوار - المصالحة الوطنية بين المستفيدين والمتضررين