أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - حين تكون -مصر- دون فاجوميها














المزيد.....

حين تكون -مصر- دون فاجوميها


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4296 - 2013 / 12 / 5 - 01:42
المحور: الادب والفن
    


حين تكون "مصر" دون فاجوميها


رحل أحمد فؤاد نجم..!

تقرأ الخبرالعاجل عبرشبكة التواصل الاجتماعي، تشعربمرارة وقع الصدمة الكبيرة، وأنت تتلقى النبأ، حيث ترمح أمام عينيك قامة الرجل العالية، صوته المدوي، إباؤه، شموخه، مواقفه، بسالته، صلابته، ارتباطه بالناس، والتزامه بهمومهم، وآلامهم، وآمالهم، وتناوله كل التفاصيل اليومية التي تعنيهم دونما مساومة، كاريزما روحه، وضوح خطابه، أصالته، مشروعه الرؤيوي، انحيازه إلى عوالم البسطاء، والمغلوبين على أمورهم، نأيه عن الزلفى، والممالقة، ومناوأته المستبد، أياً كان، تحاول أن تسابق عقرب الساعة، وأنت تبحث عن أية ذريعة تدحض بها فحوى الخبر الأليم، دون جدوى، لاسيما عندما تجد أن صورة الشاعر الكبير تواجهك، وإلى جانبها، ما يثبت واقعة غيابه الصاعق، أنى مضى بك مركب العالم الافتراضي، كي يتعزز ذلك بتسلل الخبر إلى شاشة التلفزيون، كحدث استثنائي مرير:

رحل أحمد فؤاد نجم..!
لن تكون بحاجة إلى كتاب نقدي لمعرفة دور قصيدة نجم في متلقيها، هذه القصيدة التي استمعت إليها عن قرب، وتلقيت شحنة عالية من كهربائها، في إحدى أمسياته في وطنك، وهو مع توأم روحه، أو الطرف الآخر في ثنائية الأغنية الثورية الأكثر بروزاً،أي: الشيخ إمام، وكان ذلك في بدايات ثمانينيات القرن الماضي، حين أحييا أمسية فريدة، في تاريخ مدينتك، بينما كانا في ضيافة بلدك، يتقريان روحه، وخريطته، في مناسبة يوم عيد العمال، هذا البلد الذي ستعلم أن آخرما قام به الرجل قبل ساعات من وفاته، أنه كان في زيارة إلى الأردن، ضمن مشروع مؤتمر لإغاثة أهله السوريين، وهو يأتي ضمن حياة مديدة، أهلته كي يكون الشاهد على مراحل عديدة، في حياة وطنه، منها ما كان في ظل الإنكليز، أو سواهم، بيد أنه دأب على دفع الضريبة، في كل مرة، ليسجن سبع مرات خلال حياته، من بينها أنه سجن مع الشيخ إمام، ليكون السجن محطة انطلاق جد مهمة في حياته، إذ تعرف هناك على عمال المطابع اليساريين، ليجد هؤلاء الذين سينضم إلى حزبهم الشيوعي، أقرب إلى روحه الرافضة للضيم، والذل، والعبودية، بل لتكون قراءته لرواية"الأم" لمكسيم غوركي تلك الزوادة الفكرية المهمة، التي راح يترجمها، وهو يكتب قصائده الأكثر أهمية، والتي لم يرددها شبابه مصر، في تظاهراتهم، سواء أكان ذلك في مواجهة الفساد، أو التطبيع، بل إن جمهور قصيدته باتت دائرته تتوسع، إلى الحد الذي كان أي متلق لخطابه، يحس إنما هو ليس مواطنه، فحسب، ولا جاره، بل ابن بيته، من دون أن تحول اللهجة المختلفة، التي كتبت بها، دون وصولها إليه، وهو أعظم ما يمكن أن يحققه أي مبدع على الإطلاق.


وإذا كان شاعر الشعب الأكبر أحمد فؤاد نجم، حامل جذوة الثورة، على امتداد عقود مديدة من حياته، فإنه وجد في ثورة أهله ترجمة لحلمه، ونبوءته، التي طالما كرس من أجلهما حياته، وهو يعاني من ألم حرقة أصابعه، ودفعه ثمن ذلك، سائراً عكس اتجاه الرياح الموقوتة في كل مرة، ما جعله يكون أحد أبرز من رددت الجماهير، الغفيرة، الثائرة، في ميدان التحرير، قصائده، تزرع في نفوسهم أمل الخلاص، الذي طالما بشرت به، في أصعب اللحظات في تاريخ مكانه، ما يجعلها جزءاً من ذاكرة الناس، جزءاً من تاريخ المكان، جزءاً من الثورة، كما قيل
عنه بأن فصائده كانت جزءاً مهماً من حالة صناعة حرب تشرين1973 ،بل وهوما يستحق أكثر من ذلك، مادام قد ارتقى عبر كلمته إلى مقام العالِم العالَم، والشاعر الكبيرالحق، هو عالم وعالم على حد سواء، و هو ما سيجعل مصر ناقصة في غيابه، كما سيجعل عالمنا ناقصاً من بعده..!.
إبراهيم اليوسف
[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول زيارة البارزاني إلى- آمد-
- ولادة مفهوم الزمن
- موت النقد
- إلى مكاني محاصراً بالغرباء..!
- درس ميكافيلي
- حريق لا يزال مشتعلاً*
- مؤلف النص الإلكتروني في مرحلة -مابعد الموت-
- خريطة المكتبة
- المكتبة
- الأبُ الديناميُّ
- ما الأدب؟
- مشعل التمو: بورترية أول
- البُعد الرابع
- لماذا التراث؟
- عاصمة الياسمين
- -استعادة طه حسين:
- ثقافة الخلاص
- استنساخ -سانشو-
- مختبرات دهام حسن للتحليل النفسي
- جحيم الثقافي فردوس السياسي


المزيد.....




- شروط التسجيل في مسابقة الترجمة وزارة العدل 2024 بالجزائر
- الفيلم الأمريكي -أنورا- يتوج بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان ...
- تردد قناة النهار الجديد 2024 .. باقة مميزة من المسلسلات والب ...
- فرح أولادك بأفلام الكرتون المدبلجه .. تردد قناة سبونج بوب ال ...
- فوز فيلم -أنورا- الأمريكي بالسعفة الذهبية في كان.. ومخرج إير ...
- -روتانا- تتهم فنانة مصرية شهيرة بالتشهير
- السعفة الذهبية بمهرجان كان لفيلم -أنورا-
- مهرجان كان: المخرج الأمريكي شون بيكر يتوج بالسعفة الذهبية عن ...
- رحيل الشاعر الأردني زياد العناني عن 62 عاما
- السودان.. رحيل أشهر عازفي -البيكلو- أسامة بابكر التوم يجدد أ ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - حين تكون -مصر- دون فاجوميها