أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - لعبةُ الكراسي الاجتماعية














المزيد.....

لعبةُ الكراسي الاجتماعية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3934 - 2012 / 12 / 7 - 08:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع غيابِ أي قوة اجتماعية سياسية قائدة في بعض دول الربيع العربي انفتحتْ الصراعاتُ بين قوى الثورة نفسها، في خطين أساسيين هما خط القوى التحديثية الطائفية وخط القوى التحديثية الوطنية.
قوى المذهبيين المحافظين المنظمةِ التي استعانت بهياكلها المدربة المنظمة خلال عقود للصعود لمراكز القرار، أرادتْ أن تستفردَ بالعملية السياسية وتطبعها بطابعها الديني المذهبي المحافظ، تكريساً لجناح من البرجوازية الصغيرة ذي النفوذ والإمكانيات المالية والذي تلقى مساعدات كبيرة من بعض دول الخليج العربية.
لا تدرك الجماعةُ بأنها فئةٌ من البرجوازية الصغيرة تكررُ نفسَ الشموليات السابقة لتكوين رأسماليةِ دولة شمولية، ولذا تطرحُ مفاهيمَها المذهبية السياسية بصورةٍ مطلقة فهي معبرةٌ عن (الإسلام) بإطلاق، لتكتشفَ أنها معبرة عن مذهب وبإطلاق كذلك، وبفعلٍ مجرد من الزمان والمكان، ومن السببيات الاجتماعية في كل بلد، وفي كل مرحلة. وهو فعلٌ مؤدلجٌ يعبرُ عن مصالح ضيقة سريعة قصيرة النظر للتاريخ الإسلامي وللواقع المعاصر.
أي لا تصل لكونها جزءا من فئات صغيرة متوسطة تفتقدُ رأسَ المال لتكون برجوازيةً كبيرة، وأنه لا يجوز أن تستخدمَ أدواتَ السلطةِ لتكوين هذه الثروة في ظل هذا الوقت العسير على الوطن والجمهور.
كان لديها الوقت والمكان سابقاً مع النظام السابق، لكنها ستكون حينئذٍ جزءًا من طبقةِ النظام السابق وأيديولجيته الليبرالية الناقصة المبتورة عن اكتمال الديمقراطية، ولهذا فإن الشموليةَ المذهبية لن تكون مقبولةً له، فهو يريدُ ليبراليةً مفصلةً على رأسمالية دولة شمولية. الشموليةُ المذهبيةُ تكونُ دكتاتوريةً مضادة منفتحة على فضاء مجهول بين العقلانية والفوضى.
المذهبيون السياسيون هنا يكررون نفس شموليات رأسماليات الدول السابقة، فأولئك كذلك كانوا ثوريين وديمقراطيين ووطنيين وإسلاميين أيضاً، لكن حسب رأسمالهم الصغير، وحين كبر هذا الرأسمال وتوحدَ مع جهاز الدولة صاروا ليبراليين محدودين مسيّسين حسب سلطتهم الشمولية.
وقد يكون الرأسمالُ فكرياً حين تعتمد الفئة الصغيرة على أدوات الثقافة والمهن، وقد تكون مالية ولديها مصانع صغيرة وورش ومحلات وما إلى ذلك.
على مستوى الدين وعلى مستوى الأيديولوجية العصرية تختارُ هذه الفئةُ ما يناسبها من أزياء مُقطَّعة تلائمُ جسدَها الاجتماعي المتذبذب الراقص بين الطبقاتِ وبين الدول والطوائف.
هذه هي لعبةُ الكراسي المالية الاجتماعية في دول المواد الخام وغياب الصناعات الثقيلة والحداثة، وفي لعبةِ الكراسي الطويلة خلال نصف قرن فقدت الدولُ الكثيرَ من الموارد في الحكومات والثورات والحروب والصراعات الداخلية.
ففيما تقوم حركة النهضة القوية في الحكم التونسي بتوسيع الوزارات والمكاسب العائدة للجماعة وتفتقد برنامجاً لإصلاح حال الأغلبية الشعبية التي راحت تثور في بعض مواقعها الأكثر فقراً، نرى الرئيسَ التونسي المنصف المرزوقي يطالبُ بحكومة تكنوقراطية وتخفيف عدد الكراسي في الوزارة، فيما يتصدى الاتحادُ التونسي للشغل وهو الاتحادُ النقابي العريق، لهذه الهيمنة من قبل فئات البرجوازية الصغيرة على السلطة وعلى المكاسب المادية التي لم تعد للعمال، فيهاجم وتُضرب مقراته!
في مصر الأمور أشد حدة لأن الإخوان أقل ليبرالية من حزب النهضة في تونس، وراحوا يستفردون بالحكم.
لاتزال أحزابُ البرجوازيةِ الصغيرة تتدثرُ بالعباءاتِ التاريخية الدينية والقومية والوطنية والتقدمية الشمولية باعتبارها معبرةً عن الكل، ولكن أي كل هذا والحزب الشمولي الديني أو القومي لا يستطيع أن يعبر عن حي واحد أو مدينة واحدة؟
إنهم لا يريدون إراحةَ الرموز التاريخية للأمة من سلطانِهم المحدود، وكذلك إراحة الرموز التاريخية للإنسانية، فالحزبُ الكلي هو غيرُ معبرٍ عن طبقة واحدة بل عن فئات البرجوازية الصغيرة المتنابذة التي لا يجمعها جامعٌ سوى التناقض والتعبير عن رأسمالية دولة شمولية في خاتمة المطاف الدموي حين تتمكن الفئةُ الأقوى والأوسع من الاجهاز على الأخريات المنافسة وتقفزُ للرأسمالية الكبيرة الحكومية!



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطليعيون والتحول إلى الطائفية
- ثقافة النهضة والتوحيد
- الأمم الكبرى الشرقية والديمقراطية
- ما هوية الأمة؟
- روسيا الاتحادية وتحولاتها السياسية (2-2)
- روسيا الاتحادية وتحولاتُها السياسية (1-2)
- تذبذبُ الإخوان
- مراعاةُ قوانين التطور التاريخية
- وجها النظام التقليدي
- قلقُ الأردن الجغرافي السياسي (2-2)
- قلقُ الأردن الجغرافي السياسي
- الأصلُ المأزومُ والنسخُ الفاشلة
- تطور التحديث في السعودية (3-3)
- تطورُ التحديثِ في السعودية (2)
- تطورُ التحديثِ في السعودية
- الأزمةُ اليونانيةُ الاقتصادية السياسية والفكرية (2-2)
- أزمةُ اليونان السياسيةِ الاقتصاديةِ والفكرية (1-2)
- شموليات دموية
- الانصهارُ الوطني في النضال
- وعيٌ مقطوع الصلة بالجذور (3 -3)


المزيد.....




- في قائمته 4 خيارات فقط.. كشك تاكو صغير في المكسيك يحصد نجمة ...
- أوكرانيا تزعم إغراق بارجة روسية في البحر الأسود
- متظاهرون مطالبون برحيل نتنياهو يغلقون مدخل القدس بصندوق اقتر ...
- سيناريو مرعب.. دراسة تحذر ألمانيا من الخروج من الاتحاد الأور ...
- مشاركة عزاء للرفيق د.موسى العزب بوفاة عمه
- دراسة: علاج العقم يضاعف خطر الإصابة بأمراض القلب بعد الولادة ...
- خبير روسي يشرح طرق مكافحة مقاتلات -إف – 16- الدنماركية الأمر ...
- ما سبب التقدم السريع للقوات الروسية في منطقة خاركوف؟
- هل تستطيع حملة بايدن استعادة الناخبين السود؟
- الجنرال بوبوف يذكر الأهداف الجديدة لصواريخ ATACMS الأميركية ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - لعبةُ الكراسي الاجتماعية